خلفت مشادات عنيفة إندلعت ظهيرة أمس الإثنين بمحيط مقر الفرع النقابي بمركب أرسلور ميطال بالحجار نحو 15 جريحا في أوساط العمال من المحسوبين على جناحي النقابة و لجنة المشاركة، و يوجد من بين الجرحى بعض الحالات الخطيرة التي إستدعت التحويل على جناح السرعة إلى مستشفى صالح عطوي بالحجار، و حتى المؤسسة الإستشفائية الجامعية إبن رشد. مصادر موثوقة أكدت للنصر بأن المشادات إندلعت من جديد داخل مركب الحجار، و ذلك بعد إقدام مجموعة من أعضاء لجنة المشاركة بمحاصرة مقر الفرع النقابي، لأن الصراع بين الطرفين أخذ بعدا آخر مطلع الأسبوع الجاري، إذ و في الوقت الذي أكد فيه مسؤولو لجنة المشاركة نجاح مخطط سحب الثقة من تحت قدمي قوادرية و جماعته، و الشروع في التحضير لعقد جمعية عامة إستثنائية، حصل فيه الفرع النقابي على تزكية كتابية من الأمانة الولائية للإتحاد العام للعمال الجزائريين بعنابة للإعتراف بشرعية المكتب التنفيذي للنقابة الذي يقوده إسماعيل قوادرية، و هي التطورات التي أججت الأوضاع داخل المركب، سيما بعد تلميح الأمانة الولائية في مراسلتها الرسمية التي وجهتها إلى مديرية المركب إلى إمكانية الإستعانة بالقوة العمومية لفتح مقر الفرع النقابي من جديد بعد عشرة أيام من الغلق، و الإلحاح على ضرورة تمكين أعضاء الفرع النقابي من مزاولة نشاطهم بصفة عادية مع توفير الحماية الأمنية لهم... هذه المعطيات جعلت جمعا من العمال من المحسوبين على جناح لجنة المشاركة بمحاصرة مقر النقابة، و ترصد ممثلين عن الفرع النقابي كانوا يعتزمون تنفيذ مخطط فتح المقر من جديد، لتندلع مشادات عنيفة بين الطرفين، إستعملت فيها العصي و الهراوات و الأسلحة البيضاء، و قد تدخلت فرق الأمن الداخلي للمركب لتفريق العمال المتشاجرين قبل أن تمتد المعركة بين ممثلي الجناحين إلى عمال الورشات و الوحدات الإنتاجية، و قد كانت حصيلة المشادات التي وقعت صبيحة أمس نحو 15 جريحا.هذا و قد فتحت المديرية العامة لأرسلور ميطال تحقيقا إستعجاليا بخصوص الأحداث المؤسفة التي شهدها المركب، لأن الشجار بين ممثلي النقابة و أعضاء لجنة المشاركة بلغ ذروته، رغم الإجراءات العقابية التي كانت الإدارة قد سلطتها على ثمانية عمال من الذين تسببوا في الإنزلاقات التي وقعت قبل أسبوعين، عند إندلاع شرارة الشجارات، و التي خلفت أربعة جرحى في أوساط النقابيين، مع تحطيم سيارات أصحابها من أعضاء الفرع النقابي. من جهة أخرى أكد قوادرية في إتصال هاتفي مع " النصر " بأن مخطط سحب البساط من تحت قدميه قد سقط في الماء بعد حدوث إنقسام داخل مجموعة المعارضة، حيث أوضح في هذا الشأن بأن بعض العمال الذين كانوا قد أمضوا على عريضة سحب الثقة التي أعدتها لجنة المشاركة، حرروا إعترافات كتابية كشفوا من خلالها توقيعهم على العريضة تحت طائلة التهديد، و هي الإعترافات التي قدمت نسخ منها إلى الأمانة الولائية للإتحاد العام للعمال الجزائريين بعنابة، في الوقت الذي أمضى فيه 103 أعضاء من بين ال 141 عضوا الذين يشكلون التركيبة الرسمية للجمعية العامة للمجلس النقابي لائحة تأييد و مساندة لجماعة قوادرية في المعركة الإدارية القائمة بين النقابة و لجنة المشاركة.و أضاف ذات المتحدث في معرض حديثه للنصر بأنه إلتقى المدير العام للمركب فانسون لوغويك سهرة أول أمس الأحد في جلسة عمل خصصت لتشريح الوضعية الراهنة، قبل التوصل إلى إتفاق يقضي بوضع رزنامة لعقد جلسات مفاوضات بين الإدارة و النقابة بشأن المطالب الإجتماعية و المهنية التي كانت قد قدمت في شكل مطالب خلال الإضراب الذي قام به أزيد من 5 آلاف عامل في شهر جوان المنصرم .