يطالب سكان قرية بوزيزي ببلدية سرايدي بعنابة، بضرورة الإستجابة لانشغالاتهم، ومنها ربط سكناتهم بالغاز الطبيعي والماء الشروب وتعبيد الطرقات، مع توفير بعض شروط الحياة التي تساعدهم على الاستقرار والعودة إلى أراضيهم، لأن قريتهم تحولت بعد العشرية السوداء إلى مجمع سكاني شبه مهجور، لا تصلح فيه الحياة رغم الإمكانيات الطبيعية الهائلة و الطاقات الاستثمارية التي تتوفر عليها خاصة في مجال الفلاحة، حيث تتربع بوزيزي على مساحة تقدر بحوالي 1560 هكتارا، تقطنها حوالي 40 عائلة. رفع سكان قرية بوزيزي تقريرا مفصلا حول وضعيتهم الصعبة إلى رئيس بلدية سرايدي، حيث أكدوا خلال رسالتهم على ضرورة ربط دشرتهم ببرامج تنموية جديدة، منها المرافق الحيوية كتهيئة شبكة الطرقات التي تتميز بوعورتها وعدم صلاحيتها، لتتعقد وضعيتها أكثر في موسم الشتاء، أين تتوحل الممرات الترابية، حيث يصعب على السكان البحث عن وسيلة نقل تغطي احتياجاتهم، لتبقى الجرارات -حسب بعض المزارعين- بالمنطقة والذين صرحوا ل ''المساء'' أنها من بين الوسائل الصالحة لمثل هذه الطرقات، وتخلف هذه الوضعية مشاكل عويصة لتلاميذ المدارس الذين يتنقلون يوميا إلى مدارسهم متأخرين، خاصة مع رفض أصحاب سيارات ''الكلاندستان'' استعمال مثل هذه المسالك، مما يجبر هؤلاء على قطع المسافات الطويلة مشيا على الأقدام للالتحاق بمقاعد الدراسة، إلى جانب ذلك يطالب السكان بإيصال مساكنهم بشبكتي الكهرباء والهاتف، وتوفير فرع إداري خاص باستخراج الوثائق المدنية، وحسب رئيس بلدية سرايدي السيد محمد ثابت، فإن سكان هذا الدوار يعتمدون على الفلاحة بالدرجة الأولى، وتأتي زراعة الحبوب؛ كالقمح الصلب والشعير وكذا مادة البطاطا في مقدمة المزروعات، كما يوجد بها غطاء نباتي هام، مما يتطلب توفير آبار للسقي، ورغم مجهودات مسؤولي البلدية في هذا الإطار، غير أن هذا المشكل يبقى يشكل عائقا في تطوير الفلاحة في هذه المنطقة التي تعتبر منتجة لمختلف المنتوجات، بالإضافة إلى الثروة الحيوانية، ويستعمل فلاحو قرية بوزيزي بعض الحواجز المائية والبرك لسقي أراضيهم، حيث تعتبر موردا رئيسيا للنهوض بقطاع الفلاحة وتوفير مناصب إضافية لشباب هذه القرية. وفي سياق متصل، قال أحد السكان ممن اِلتقينا به في طريقنا إلى هذه القرية، أن سكان بوزيزي بحاجة ماسة إلى الماء رغم توفر المنطقة على ثروة مائية هائلة تستفيد منها القرى المجاورة، وفي هذا الشأن، أكد محدثنا أن منطقة بوزيزي ستدعّم مع مطلع السنة القادمة بخزان مائي جديد يوفر للسكان الماء الشروب، إلى جانب ربط سكناتهم بالكهرباء والغاز الطبيعي، ويدخل ذلك في إطار استقرار سكان الأرياف مع تعبيد الطرقات وفك العزلة عن المواطنين.