فشل أمس الآلاف من أعوان الحرس البلدي في الوصول إلى الجزائر العاصمة حيث أجهضت قوات الشرطة مسيرتهم الاحتجاجية التي انطلقت من البليدة، والتي كانوا يحاولون من خلالها الوصول إلى مقر البرلمان أو قصر الرئاسة بالمرادية لنقل انشغالهم إلى السلطات العليا احتجاجا على ما أسموه بتماطل الوزارة الوصية في الاستجابة للمطالب التي سبق وأن وافقت على تلبيتها. وذكر مصدر من المنظمين بأن حوالي 15 ألف من أعوان الحرس البلدي القادمين من مختلف ولايات الوطن، انطلقوا من البليدة في اتجاه العاصمة فجر أمس الاثنين في حدود الرابعة صباحا، في مسيرة احتجاجية سيرا على الأقدام، عبر الطريق الوطني الرابط بين المدينتين، بعد أكثر من أسبوع على الاعتصام الذي بدأوه أمام مقر المندوبية الولائية للحرس البلدي بالبليدة. وحسب ما صرح به ممثل عن المشاركين في المسيرة فإن إقدام المحتجين على هذه الخطوة، جاء بعد تجاهل السلطات المحلية، وكذا الوزارة الوصية للاعتصام الذي قاموا به، مؤكدا أن لا أحد من المسؤولين زارهم أو اتصل بهم، رغم أن أكثر من 20 محتجا قد دخلوا في إضراب عن الطعام موازاة مع الاعتصام. وحسب ذات المصدر فإن عناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب التي حضرت بكثافة قد منعت المشاركين في المسيرة من التقدم نحو العاصمة عبر مدخل بئر خادم أين اضطر الجميع لأن يتفرقوا. تجدر الإشارة إلى أن أعوان الحرس البلدي قد رفعوا لائحة بعشرة مطالب يتصدرها مطلب احتساب ساعات العمل الإضافية، خلال سنوات الأزمة و المقدرة ب 16 ساعة كل يوم ، طيلة 15 سنة، بعد أن اكتشفوا أنهم مؤمنون فقط ل 8 ساعات ، بينما يعملون 24 ساعة في اليوم بصورة غير معلنة. كما تتضمن عريضة مطالبهم رفض التقاعد النسبي بصيغته الحالية و ضرورة إيجاد صيغة جديدة له، بالإضافة إلى المطالبة بالحصول على منحة نهاية الخدمة و ضمان الأجور للمحولين للمؤسسات العمومية و الاستفادة من مخلفات الرفع من منحة التغذية بأثر رجعي من 2008 و التي تقدر ب6 ملايين سنتيم لكل عون فضلا عن تدارك الفوارق في المخلفات المالية بين الولايات.