لم تمنع حرارة الجو توافد الآلاف من أعوان الحرس البلدي، صبيحة أمس، على ساحة الشهداء وسط العاصمة، أين تعالت شعارات ''بركات بركات من الحفرة'' وشعارات ''لسنا نطالب بإسقاط النظام بل بالعيش الكريم''، في الوقت الذي افترش عدد منهم الكرتون، بسبب الإعياء الذي نال منهم نتيجة الاعتصام المفتوح. حدث هذا أمام مراقبة أمنية مشددة من طرف قوات مكافحة الشغب والطائرات العمودية. تجمّع في الساعات الأولى من صباح، أمس، الآلاف من أعوان الحرس البلدي بساحة الشهداء وسط العاصمة، للتعبير عن رفضهم للقرارات التي أصدرها وزير الداخلية بخصوص المطالب المرفوعة في المسيرات الحاشدة الشهر الفارط. وصرح حكيم شعيب، المنسق الوطني للحرس البلدي على مستوى 48 ولاية ''لقد حضر اليوم أكثر من 8 آلاف عون وحرس بلدي باللباس الرسمي''، للتعبير عن رفضهم للقرارات التي أصدرها وزير الداخلية ولد قابلية، بخصوص المطالب المرفوعة الشهر الفارط. وأضاف نفس المصدر: ''تصريحات الوزير كانت مخيبة لآمال الآلاف من أبناء هذا السلك، خاصة فيما تعلق بحل جهاز الحرس البلدي وإلحاقه بالمؤسسة العسكرية''، مشيرا إلى أنه ''استقبلنا المكلف بمديرية المنازعات برئاسة الجمهورية، وكان عددنا 8 ممثلين عن الآلاف من الحرس البلدي، لإحالة عريضة مطالبنا على طاولة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للبت فيها''. من جهة أخرى، أكد أعوان الحرس البلدي في حديثهم ل''الخبر''، بأنه تم اعتقال عدد من زملائهم، ليلة أول أمس، من طرف مصالح الأمن، أمام مقر رئاسة الجمهورية بالمرادية، وإحالتهم على مقرات الشرطة للتحقيق معهم وأخذ معلومات كافية عنهم، وهو ما اعتبره المعنيون تهديدا مباشرا لهم، بإرسال هذه المعلومات إلى القطاعات العملياتية العسكرية المشرفة على الحرس البلدي بمختلف الولايات التي قدم منها الأعوان المحتجون، لاتخاذ عقوبات ضدهم بالشطب أو الفصل، كما حدث لبعضهم في ولايات كالشلف وعنابة وسكيكدة والنعامة والبليدة خلال السابع من مارس الفارط. وقضى عدد من أعوان الحرس البلدي من ولايات برج بوعريريج والمدية وبومرداس ليلتهم بساحة الشهداء وسط العاصمة، وقال هؤلاء ل''الخبر'' إن قوات مكافحة الشغب أجبرت أزيد من 2000 شخص يرتدون اللباس الرسمي للحرس البلدي بمغادرة الساحة المقابلة لرئاسة الجمهورية بالمرادية باتجاه ساحة الشهداء في ساعة متأخرة من الليل على مسافة 8 كلم، وما كان على هؤلاء الأعوان إلا السير في تلك الساعة المتأخرة من الليل مشيا على الأقدام إلى غاية ساحة الشهداء.. محتجون آخرون لم تمنعهم إصابتهم بعاهات مستديمة وأمراض مزمنة جراء انفجار القنابل خلال عمليات محاربة الإرهاب، من القدوم والتظاهر مع الآلاف وسط العاصمة، يقول سوري محمد القادم من تابلاط بالمدية ''أغلبنا يقطن البيوت القصديرية، بعد 15 سنة قدمناها في الدفاع عن الجمهورية والوقوف في وجه الإرهاب وأعداء الجزائر، لا يعقل أن تتنكر لنا الدولة وتتخلى عنا بهذه السهولة في الوقت الذي تنعم فيه الجزائر بمئات الملايير من الدولارات''.