غزت التصاميم الحاملة لصور العلم البريطاني و البيغ بان... و غيرها من المعالم الأثرية الانجليزية، سوق الملابس الجاهزة، حيث أكد بعض ممن تحدثنا إليهم بأنهم احتاروا في اختيار زي يناسب ذوقهم، أمام قلة فرص الاختيار لاستمرار الترويج للبلد المحتضن للألعاب الأولمبية. و لم تقتصر التصاميم المبتكرة خصيصا لهذه المناسبة على الملابس الرياضية فحسب بل طالت كل أزياء الصغار و الكبار، و حقائب اليد و المحافظ و الإكسسوارات و الأدوات المدرسية و حتى لعب الأطفال و أغلفة الهواتف النقالة و الكمبيوتر المحمول...و في الوقت التي استحسنها البعض و انساق وراءها كموضة ميّزت العام الجاري 2012 انتقدها البعض الآخر و اعتبروها تقليدا أعمى خطر يهدد الروح الوطنية أمام الإقبال الملفت للشباب و الفتيات بما فيهم المتحجبات على اقتناء «التيشارتات»القمصان ذات التصاميم المستوحاة من علم المملكة البريطانية بصلبانها المتداخلة و لوني البحرية البريطانية المعتمدة على اللونين الأبيض و الأحمر. و المتجوّل بين محلات بيع الملابس الجاهزة بقسنطينة على سبيل المثال، تجذبه الأعلام البريطانية المرتفعة في سماء وواجهات المتاجر الرجالية و النسائية و الأطفال على حد سواء، لدرجة يعتقد المرء بأنه بإحدى مقاطعات المملكة المتحدة التي تحتضن حاليا أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة، لكثرة السلع الحاملة للعلم البريطاني و الذي ينافسه بشكل أقل العلم الأمريكي بعدد من المحلات بحي سيدي مبروك العلوي. و ذكر عدد من الباعة بأن السلعة فرضت عليهم من قبل محتكري المنتوج المستورد، و أنهم لم يجدوا هم أيضا فرص اختيار أكبر فاضطروا لشراء و إعادة بيع ملابس أكد البعض أنهم غير مقتنعين لا بشكلها و لا مضمونها مثلما ذكر التاجر ماجد روابح الذي اعتبر مسألة الترويج للعلم البريطاني في الظروف الحالية لا علاقة لها بحب الوطن و التشكيك في الروح الوطنية لأنها لا تتعدى حدود معايشة الأحداث الرياضية. و خالفه زميله مراد الرأي معلقا بنبرة غاضبة «لو تعلّق الأمر بالعلم الجزائري لا امتنعت الفتيات عن ارتدائه في أزياء عادية غير رياضية»يتوّقف و يستطرد متسائلا «هل الأمريكيون و البريطانيون كانوا ليتهافتوا على ارتداء العلم الجزائري؟». و احتدم النقاش بينهما بدخول فتاة متحجبة كانت ترتدي قميصا رماديا تتوّسطه صورة كبيرة للعلم البريطاني على مستوى الصدر، حيث قال البائع مراد بأن الظاهرة قد تقبل إذا ما سجلت في أوساط المراهقين و الأطفال، لكن عندما تطال اللباس الديني فهي تتحوّل إلى مشكلة في رأيه. و عبّر بعض الشباب الذين ميّز العلم البريطاني قمصانهم و أحذيتهم الرياضية عن معايشتهم للحدث الرياضي فقط، حيث ذكر أحدهم بأن التصاميم الجديدة مغرية و جميلة و تروق ذوقه بغض النظر عما تحمله من رسومات و معان، المهم في نظره أن نيته سليمة و لا تحمل أي خلفيات دينية أو سياسية. و أعرب بعض الأطفال عن رغبتهم في اقتناء الأدوات الحاملة للألوان البريطانية و كذا ارتداء الأزياء ذات التصاميم المستوحاة من العلم البريطاني اقتداء و إعجابا بعدد من نجومهم المفضلين مثلما قال هيثم ميدوكالي صاحب ال12ربيعا.أما الطالبات الجامعيات فاعترفن بأنهن محتارات و لم تجدن أزياء و موديلات تروق أذواقهن دون بهرجة أو رسومات لا تليق بسنهن حسبهن. و عن أسعار الموديلات الجديدة قال الباعة أنها تتراوح بين 2000و 4500دجبالنسبة للقمصان و بين 1000و 3500دج بالنسبة للأحذية الرياضية من نوع «كونفرس». و مهما استحسنها البعض و رفضها و انتقدها البعض الآخر، تبقى أزياء الدخول المدرسي هذه السنة مرصعة بالألوان البريطانية تنافسها الألوان الأمريكية التي وجدت هي الأخرى مروّجين لها بالسوق المحلية.