حذر بعض أساتذة علم الإجتماع بجامعة باجي مختار بعنابة، من تنامي ظاهرة التقليد بالجزائر خاصة في ملابس الأطفال، لأن مصممي الأزياء في العالم أصبحوا يصنعون تصاميم للصغار على موضة الكبار، باعتبارهم مستهلكون مثاليون لمثل هذه السلع المغشوشة خاصة في المناسبات، فأغلب الملابس تكون ذات ألوان مختلفة، بالإضافة إلى أشكال ورسومات تطبع الوجوه الفنية المشهورة في العالم· كل هذه التشكيلات، حسب ذات الجهة، تؤثر على قدرات الذكاء عند الطفل بنسبة 40% لأنها تحدد خياله وتحصره في زاوية ضيقة، الأمر الذي يساهم في نشأة جيل عقيم واتكالي· وحسب الدراسات التجارية الميدانية فإن التجارة ببلادنا صفقة مربحة خاصة عند الدخول المدرسي لأن الأطفال يتحكمون في جيوب الآباء وميزانيات الأسرة· وحسب ذات الجهة، فإن هناك ''موديل'' واحد لكل الأعمار بالسوق الوطنية خاصة بالمحلات التي زينت واجهاتها بملابس وأزياء مختلفة سواء مستوردة أو محلية مقلدة، ونجح مصمموها في منافسة أصحاب الأفكار الأصلية من كبار منتجي الماركات العالمية والماركات الرياضية الشهيرة التي غزت بلادنا وأوقعت الزبائن في مشاكل كبيرة لصعوبة الإختيار والإنتقاء، لأن العرض مغر ويفوق الرغبات، لاسيما بالنسبة للمراهقين تجدهم يعشقون الموضة والألوان ويتنافسون وراء كل جديد· ولعل ما يثير الدهشة في أزياء الكبار، أن مصممي الأزياء اقتبسوا أفكارهم أزياء الكبار أو بالأحرى فضلوا تعميم الأزياء المبدعة لكل الفتيات، حيث طغت القمصان والكنزات المطبوع عليها رسومات غلبت عليها شخصيات الفنانين، ناهيك عن العبارات الرومانسية· من جهة أخرى فأكثر الزبائن بالجزائر تهمهم الموضة ولم يعد يهمهم شكل التصميم وارتداء ملابس تواكب تلك الأزياء المعروفة في محلات ''ترواسوس''· وأجمع بعض باعة ملابس الأطفال أن أزياء الصغار عرفت تطورا وتنوعا كبيرين، وخلال هذه السنة تغيرت التصاميم وحتى نوعية الأقمشة بعد أن كانت تميزها الأشكال والروسمات الخاصة بعالم البراءة من ألوان زاهية وحيوانات مثل الأرانب، صارت تقتصر في المدة الأخيرة على المشاهير· كما اعتمد المصممون والخياطون موضة اللون الموحد كما هو رائج هذه السنة،كالأزرق بكل تدرجاته والبنفسجي والوردي أيضا· وأمام ظاهرة الموضة والتقليد الأعمى، يبقى الأطفال ضحايا المجتمع يتفنن المصممون والتجار في حبكهم كل سنة لسلب اهتمامهم وإغرائهم، بحثا عن الربح السريع لا غير·