أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، دعمه المطلق للتشكيلة الحكومية الحالية بقيادة عبد المالك سلال، نافيا أن يكون الأفلان قد اعترض على التعيينات التي قام بها رئيس الجمهورية الأسبوع الماضي، وبرّر هذا الموقف المساند لخيارات القاضي الأوّل في البلاد على أساس أن برنامج الجهاز التنفيذي لا يحيد عن مضمون وروح المخطط الخماسي الرئاسي. نفى الأمين العام للأفلان أن يكون قد انزعج من التغييرات التي جاء بها التعديل الحكومي الأخير، وقال إنه لا صحة لما يروّج ويسوّق في هذا الاتجاه، بل على العكس من ذلك فقد طمأن المناضلين بأن الحزب لم ولن يعترض على خيارات رئيس الجمهورية، الذي هو الرئيس الشرفي للحزب، مضيفا أن التركيز يجب أن يتوجه إلى المهام التي من الواجب أن تضطلع بها الحكومة الحالية »التي تبقى مسؤولة على مواصلة الجهود المبذولة والتكفل بالانشغالات الشعبية والآنية والمحلة والمنتظرة في المستقبل«. وأوضح عبد العزيز بلخادم خلال كلمته أمس في افتتاح أشغال الجامعة الصيفية للحزب، أن من أكثر الأسباب التي تدفع الأفلان إلى دعم الحكومة الجديدة أنه تمّ تعيينها من طرف رئيس الجمهورية »طبقا لنصّ وروح التعديل الدستوري الأخير«، زيادة على كونها »تحظى بثقة الرئيس ولنا فيها مناضلون يواصلون مهامهم في قطاعات وزارية هامة تستفيد من تجاربهم الثرية والنوعية«، ليتابع حديثه: »نظرا لكل هذا فإننا في الأفلان، خلافا لكل ما قيل ويسوّق، ندعم هذه التشكيلة لأكثر من سبب«. إلى ذلك أورد المسؤول الأوّل في الحزب العتيد أنه يبارك التشكيلة الحكومية من منطلق »وجودنا داخلها بقوة« ما جعله يشدّد بارتياح: »إننا مطمئنون لنهجها وبرنامج عملها الموجه والمطابق لإرادة وتوجيهات رئيس الجمهورية«، مشيرا في ذات الوقت إلى أنه »لا يغيب على بال المتتبعين والمهتمين بأن خطة التنفيذ التي يُحضّرها الوزير الأوّل لا تحيد ولا تعارض ولا تنزلق عن مضمون المخطط الخماسي الرئاسي الذي كان محلّ تمحص ودراسة وموافقة والتزام في حملتنا الانتخابية في تشريعيات 10 ماي والذي، وسيكون نبراسنا في الانتخابات المحلية المقبلة«. وإلى جانب كل هذه المعطيات أبرز المتحدث أن عمل الحكومة بكل أشكاله »يبقى خاضعا لموافقة ورقابة السلطة التشريعية، أي للأغلبية الواضحة فيها، أي إلى ممثلي الشعب من قوائم حزب جبهة التحرير الوطني في المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة«. وخاطب بعدها أصحاب القراءات الخاطئة قائلا: »أبوح لكم بسرّ يتعلق بهذه الحكومة وبسابقاتها. لقد عرفت الحكومات منذ عهد التعدّدية مثل ما تتصف به الحكومة الحالية إسناد مناصب سامية وقطاعات السيادة المتعارف عليها إلى شخصيات مرموقة«. وفي هذا الكلام تفنيد واضح من الأمين العام بما أشيع قبل أيام بأنه »انزعج« من عدم حصول الأفلان على حقائب وزارية ثقيلة لكونه حزب الأغلبية، ليزيد على ذلك التأكيد بأنه سبق لهذه الشخصيات التي كلّفها رئيس الجمهورية »أن تربّت وترعرعت في ثقافة جبهوية تجعلها تعمل وتسعى مرتاحة الضمير ضمن حكومة يوجّهها ويراقبها حزب جبهة التحرير الوطني صاحبة الأغلبية البرلمانية في نظام سياسي تعدّدي..«. وإجمالا، ذكر عبد العزيز بلخادم أنه لا خوف على مكانة الأفلان : نحن نُطمئنُ الرأي العام ومن أعطانا الثقة والأغلبية بأننا ندعم ونوجّه ونراقب الحكومة التي ترسم أهدافها وتُحدّد وسائلها وتسير إلى مبتغاها ما دامت وفية للشعب وفي خدمته..«. وخلص إلى أن جبهة التحرير الوطني »لا تغرق أبدا في القضايا الآنية وقد أثبتت ذلك بتجربتها لأن لها بُعدا استشرافيا«، ليُطلق بعدها جملة حملت في تفاصيلها الكثير من التساؤلات مفادها: »نحن نرفض أن يُحجب عنّا ما هو وراء الستار«.