بوتفليقة يأمر بعصرنة وتحسين توزيع خدمات البريد والاتصال أمر أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الحكومة بمتابعة أعمال عصرنة شبكة البريد وتكثيفها واتخاذ الإجراءات والوسائل الكفيلة بتحسين ظروف استقبال المواطنين ومعالجة الخدمات التي توفر لهم لا سيما تعميم عملية إدخال الإعلام الآلي في مكاتب البريد وكذا الإجراءات الضرورية لترقية وسائل الدفع الالكتروني. كما أكد رئيس الجمهورية في تدخله عقب الاجتماع التقييمي المصغر المخصص لقطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال المندرج في إطار جلسات الاستماع السنوية التي يعقدها للإطلاع على مختلف النشاطات الوزارية، أن إيصال البريد وكذا اتخاذ الإجراءات الضرورية وتوزيعه يشكلان خدمة قاعدية لمؤسسة البريد يجب ضمانها في أحسن الظروف، مضيفا أنه من المهم توفير كل الوسائل التي تسمح بتحسن ملموس في نوعية الخدمة، وذكر بأنه تم تخصيص استثمارات ضخمة من طرف الدولة في تطوير منشآت الألياف البصرية مشيرا إلى ضرورة السهر على الاستعمال الأمثل لهذه الدعائم الناقلة للاتصالات السلكية واللاسلكية بما في ذلك من خلال الاستعمال التعاضدي للقدرات الموجودة داخل المؤسسات الاقتصادية الأخرى للقطاع العمومي .وفيما يتعلق بالحفاظ على الفضاء الهيرتزي جدد رئيس الدولة ضرورة وضع نظام تسيير فعال وعقلاني لطيف الترددات الهيرتزية ومراقبة الانبعاث الهيرتزية وإلزامية تخصيص حصص من هذا الطيف ليتسنى الاستجابة لحاجيات الأجيال المستقبلية ، وفيما يتعلق بتعزيز الموارد البشرية اعتبر رئيس الجمهورية أن هذا الجانب يكتسي أهمية خاصة ويستحق أن يوليه القطاع كامل الاهتمام خاصة من خلال توفير الوسائل الضرورية لتعزيز قدرات التكوين للمعاهد الخاصة بالقطاع وكذا تأهيل برامجها البيداغوجية بهدف الاستجابة إلى متطلبات التكنولوجيات الحديثة، ليؤكد في ختام مداخلته على الأهمية التي يتعين إيلاؤها لبناء مجتمع المعلومات وإقامة بطريقة تدريجية اقتصاد قائم على المعرفة لا سيما من خلال الأعمال الملموسة الرامية إلى تعميم تكنولوجيات الإعلام والاتصال وعصرنة الإدارة والمؤسسات .وبالمناسبة قدم وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال تقريرا عن تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية والتي تجسدت في الأعمال التي تم مباشرتها في مجال تطوير النشاطات ذات الصلة بالبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وتطبيقات التكنولوجيات الفضائية وبناء مجتمع المعلومات، وبخصوص مصالح البريد تواصلت عملية تكثيف الشبكة البريدية عبر فتح العديد من نقاط الاتصال البريدية التجمعات السكانية الكبرى وإعادة تشغيل 103 مكتب مؤخرا، وتجسد تحسين نوعية مصلحة شبكة الإعلام الآلي للبريد في الانتقال إلى نظام تكنولوجي فعال يشمل 520 مكتب بريد وإدخال الشبابيك المتعددة الخدمات على مستوى أزيد من 200 مكتب بريد مما سمح بتأمين مسار العمليات وتحسين جيد لنوعية الخدمة على مستوى الشبابيك، وفي إطار تطوير المصالح المالية للبريد والمعاملات النقدية تم تشغيل 690 موزع آلي للأوراق وتوزيع 6 ملايين بطاقة مغناطيسية لمالكي الحساب البريدي الجاري.كما أن العملية الجارية بخصوص توفير 1000 نهائي للدفع الالكتروني ووضع 300 مكتب بريدي ب500 صندوق للتوزيع الآلي للأوراق النقدية وإعادة توفير دفتر الصكوك من 25 صكا، كلها إجراءات ستساهم في تحسين الخدمات العمومية والخدمات المالية البريدية المعتبرة، وبخصوص تكنولوجيات الإعلام والاتصال من المقرر اتخاذ جملة من التدابير الإصلاحية الرامية إلى تحسين مؤشرات خدمات الهاتف الثابت والنقال وكذا الانترنيت ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن طاقة المرفق الوطني في مجال الهاتف الثابت قد بلغت 4.5 مليون تجهيزا خاصا بالمشتركين حيث بلغ عدد المرتبطين منهم 3 ملايين، وتم استغلال تجهيزات الشبكة بنسبة تفوق 70 بالمائة.كما تتوفر الجزائر على منشآت تغطي مجموع التراب الوطني بشبكة إرسال تزيد سعتها عن 60 ألف كلم من الألياف البصرية و50 ألف كلم من الموجات الهرتزية الرقمية، وفي مجال الهاتف النقال تبقى الكثافة الهاتفية معتبرة حيث بلغ عدد المشتركين للمتعاملين الثلاث 33.5 مليون بنسبة ربط بلغت 93 بالمائة، كما عرفت سوق الانترنيت نموا منتظما حيث بلغ عدد المستعملين 4 ملايين كما ينتظر أن يساهم تطبيق البرنامج الاستراتيجي "الجزائر الالكترونية" في التحسين المنتظر في حين يقدر الربط بالإنترنيت فائق السرعة حوالي مليون و200 ألف عملية ربط وتجاوز بها عدد المشتركين 700 ألف.ومن بين أولويات الحكومة التعجيل باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في الإدارة والمؤسسات وعرض الخدمات عبر الإنترنيت وتعميم استعمال التكنولوجيات الخاصة بالعالم والاتصال في مختلف القطاعات.