أغلب الأحزاب لم تقدم مرشحين مختصين في المجالات التي يتطلبها تسيير البلديات ينصح الخبير والمستشار الدولي مالك مبارك سراي الأحزاب السياسية بترشيح الكفاءات في جميع الاختصاصات ضمن قوائمها للانتخابات المحلية لأن التسيير العصري للبلديات الحديثة يتطلب مختصين في علم الاجتماع، والقانون، والسياسة والصحة والطاقة والمحيط والبيئة وغيرها، ويقول أن ما يلاحظ اليوم على قوائم الأحزاب التي تقدمت لموعد 29 نوفمبر الجاري أنها لم تفتقد لمختصين في المجالات المذكورة. دعا الخبير الدولي مالك مبارك سراي الأحزاب التي ستفوز في الانتخابات المحلية ليوم 29 نوفمبر الجاري إلى حسن تنصيب مرشحيها الفائزين في المناصب التي يستحقونها بناء على تخصصاتهم العلمية، وقال المتحدث خلال استضافته أمس بمنتدى جريدة "المجاهد" انه بالرغم من أن القوائم التي نلاحظها على اللوحات الإشهارية لم تتضمن مرشحين من مختلف التخصصات العلمية، لكن ولتدارك هذا النقص يجب على الأحزاب التي ستفوز أن تعطي لكل مرشح المنصب الذي يليق به حسب اختصاه العلمي. وقال المتحدث أن التسيير العصري للبلديات الحديثة يتطلب وجود منتخبين من كل الاختصاصات حتى يكونوا فريقا متكاملا يستطيع القيام بفعل التسيير على أكمل وجه، وعدد في هذا الصدد 17 اختصاصا يجب أن تتوفر في كل مجلس بلدي كي يقوم بمهامه على أكمل وجه. وحسب سراي فإن على كل مجلس بلدي أن يضم مختصين في تهيئة الإقليم، المحيط والبيئة،الهندسة المعمارية، الصحة، الاقتصاد ( مختصين في الجباية والمالية خاصة عندما نلاحظ اليوم أن 74% مفلسة)، السكن، بحكم أن هذا الأخير أصبح أولوية وطنية، فريق إداري متكامل يعمل رفقة الأمين العام للبلدية، مختص في الأمن كون حوالي 6% من شباب البلديات الريفية يهاجرون إلى المدن بحثا عن العمل لكنهم في اغلب الأحيان يظلون على الهامش ويجنحون نحو العنف والآفات الأخرى. وفضلا عن هذا يجب توفر أيضا مختصين في المحيط المدرسي، ومختصين في الميدان الفلاحي خاصة بالنسبة للبلديات الفلاحية وشبه الفلاحية وشبه الحضرية، ومختصين في الطاقة، وعلماء سياسة وعلماء اجتماع حتى يتنبئوا بأي حركة اجتماعية قبل وقوعها، ومختصين في الإعلام الآلي، وفي مجال التسيير الاقتصادي، ومترجمين، ومختصين في التضامن الوطني وفي التجارة وكذا قانونيين.وبالنسبة للخبير الدولي فإن الخطاب السياسي الحالي للأحزاب والمرشحين لابد أن يتغير في اتجاه تغيير الدهنيات، والقضاء تدريجيا على العشائرية والجهوية وإعطاء الفرصة للمختصين، ولاحظ المتحدث غياب المختصين في كثير من المجالات المذكورة في القوائم المقدمة للانتخابات المحلية، أو توضع القليل منهم أن وجدوا في المراتب الأخيرة. كما دعا مالك سراي الإدارة إلى ترك المنتخبين يعملون، مشيرا في ذات الوقت للصراع الموجود بينهم وبين الولاة ورؤساء الدوائر الذين لم يقبلوا منتخبين أقوياء في الكثير من الأحيان، وإعطاء صلاحيات أوسع للمنتخبين، كما طالب أيضا بإعادة التوازن للبلديات فيما يتعلق بتوزيع الميزانيات و في مجال الاستفادة من مداخيل الجباية وتصحيح اللاتوازن الواقع في هذا المجال، وعلى المنتخبين من جانبهم أيضا حسن الاتصال بالمواطنين.