النقابات المستقلة تطالب بالمشاركة في لقاءات الثلاثية و في صياغة قانون العمل أعلنت أمس سبع نقابات مستقلة تنشط في قطاعات التربية، التعليم العالي والصحة عن تأسيس كنفدرالية وطنية للنقابات المستقلة كفضاء جديد يهدف من خلاله المبادرون به إلى انتزاع اعتراف السلطات العمومية به كشريك اجتماعي له كلمته ومكانته. وقد تم الإعلان عن ميلاد كنفدرالية النقابات المستقلة في ندوة صحفية تم عقدها في مقر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ‹› إنباف ‹› بالعاصمة، والتي نشطها رؤساء النقابات السبع المتمثلة في نقابة ‹› إنباف ‹› التي استضافت اللقاء و النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ‹› سنابيست ‹› والمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي ‹› كناس›› والنقابة الوطنية الجزائرية للنفسانيين إلى جانب النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية والنقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين للصحة العمومية وكذا النقابة الوطنية لأساتذة التعليم شبه الطبي. وأكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري خلال تقديمه الخطوط العريضة للمشروع، بأن تأسيس هذا التكتل النقابي الجديد ‹› أملته الضرورة القصوى›› بعد أن عانت النقابات المستقلة – حسبه - من ‹› التهميش والإقصاء ‹› نظرا لما عبر عنه بتجاهل السلطات العمومية لإفرازات الخريطة النقابية الجديدة التي قال أنها أضحت أمرا واقعا يجب الاعتراف به. وأعرب المتحدث في هذا الصدد عن تنديد النقابات المستقلة بما عبر عنه ‹› الضغوطات الممارسة عليها وعدم اعتراف السلطات العمومية بها فعليا كشريك اجتماعي رغم اكتساحها للميدان››، مبرزا بأن هذا التهميش والإقصاء ‹› يتجلى من خلال عدم توسيع الثلاثية إلى النقابات المستقلة رغم نداءاتنا المتكررة››، حيث ظلت السلطات العمومية – يضيف – ‹› لا تعترف إلا بنقابة واحدة ووحيدة بالرغم من مصادقة الجزائر على المعاهدات الدولية إضافة إلى قوانين الجمهورية المقرة للتعددية النقابية خاصة القانون 90/14 المتعلق بحق ممارسة العمل النقابي››. وطالب رؤساء النقابات المستقلة السبع بالمناسبة في تدخلاتهم أثناء الندوة الصحفية إلى ‹› ضرورة تجسيد الإصلاحات التي دعا إليها السيد رئيس الجمهورية خلال الجلسات التشاورية في شقيها الاجتماعي والنقابي التي قالوا أنهم شاركوا فيها بفعالية و›› توسيع الثلاثية إلى النقابات المستقلة›› إلى جانب المطالبة ب ‹› ضرورة إشراك النقابات المستقلة في إعداد وصياغة قانون العمل قبل المصادقة عليه››. وألحت ذات النقابات السبع الموقعة على البيان التأسيسي لمشروع الكنفدرالية المشتركة والتي قدمت نفسها على أساس أنها النواة الصلبة للكنفدرالية على ضرورة ‹› ضمان الحريات النقابية في ظل احترام قوانين الجمهورية والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها الجزائر››، كما طالبت السلطات العمومية، بفتح حوار جاد معها، وقال المتدخلون بأنه ‹› لا يعقل أن تنعقد الثلاثية في غياب النقابات المستقلة الفاعلة بينما يشارك أرباب العمل بعدة نقابات تمثلهم في حين ينحصر تمثيل جميع الموظفين والعمال في نقابة واحدة وهي الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ‹› وحملوا بالمناسبة السلطات العمومية كامل المسؤولية في استمرار تجاهلها لواقع التعددية النقابية في البلاد. وقد قرر المبادرون بفكرة تاسيس الكنفدرالية تنصيب لجنة وطنية يوم 08 جانفي 2013 قصد إعداد الملف لاتخاذ إجراءات التسجيل القانوني لكنفدرالية النقابات المستقلة، ووجهوا دعوة للنقابات التي تقاسمها المبادئ الانضمام لهذا التكتل لتشكيل جبهة قوية لتحقيق المطالب الاجتماعية والمهنية لجميع الموظفين والعمال الجزائريين. كما تم بالمناسبة التأكيد بأن أبواب هذه الكنفدرالية مفتوحة لكل النقابات المستقلة من قطاعي الوظيف العمومي والقطاع الاقتصادي العمومي والخاص، لكي يتم التمكين لها كقوة اقتراح وكجبهة قوية تسعى لفرض نفسها وقول كلمتها. وفي سياق ذي صلة أكد الياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية بأن هذا التكتل الجديد لا يعني إلغاء التكتلات النقابية القطاعية كما لا يعني ذوبان النقابات بل ‹› إن هذا الإطار الجديد – كما قال – يعطي قوة أكثر للعمل النقابي المشترك›› وهو نفس ما ذهب إليه الدكتور محمد يوسفي رئيس نقابة الممارسين الأخصائيين للصحة العمومية، الذي أبرز بأن الكنفدرالية من شأنها أن تشكل إضافة إيجابية هامة وتعطي قوة أكبر للنقابات المستقلة، فيما أكد عبد المالك رحماني رئيس نقابة ‹› كناس ‹› بأن هذا المشروع ‹› يقوي لحمة التضامن بين النقابات وبين العمال الجزائريين››، مضيفا بان عملا كبيرا ينتظر اللجنة الوطنية للكنفدرالية في 8 جانفي المقبل. وتنوي النقابات السبع اللجوء إلى الاستعانة بخبرة رجال القانون في وضع القانون الأساسي للكنفدرالية، كما أعلنت عن إمكانية تنسيق مواقفها في الاحتجاج أو تنظيم الإضرابات وغيرها.