قوات فرنسية و إفريقية تتقدم نحو غاو ومقاتلون ينسفون جسرا استراتيجيا قامت القوات العسكرية الفرنسية المنتشرة في مالي أمس بالتقدم شمالا و استولت رفقة جنود ماليين على بلدة همبوري القريبة من مدينة غاو في الشمال الشرقي للبلاد، بينما رد المتشددون الإسلاميون بتلغيم جسر تاسيغا الحيوي على طريق إستراتيجي و نسفه بالديناميت، في مسعى لعرقلة تقدم القوات الافريقية المحتشدة في النيجر المجاورة، و قال أحد السكان المعتادين على نقل المواد و السلع بشاحناته لوكالة "فرانس براس" أنه لا أحد يمكنه الذهاب إلى النيجر أو العودة الى غاو بعدما لغم المقاتلون الجسر و نسفوه، و هو ما أكدته مصادر أمنية من النيجر لذات الوكالة، و كان الطيران الفرنسي قد قصف ليلتي الأربعاء و الخميس الماضيتين مواقع و أهداف في بلدة أنسونغو البعيدة عن تاسيغا بأربعين كيلومترا على الطريق نحو غاو. في ذات الوقت نفى الوزير الأول الفرنسي أن تكون بلاده قد غرقت في مستنقع مالي و قال جان مارك أيرو أنه لا خطر من الغرق و أن الأهداف التي وضعتها باريس في هذا البلد قد تم تحقيقها و الالتزام بها. تقدم القوات الفرنسية و التشادية نحو مدينتي غاو و تمبكتو أمس مدعومة بأكثر من مئتي دبابة خلف حالة من الذعر في أوساط السكان من المدينتين الذين تدافعوا عائدين إليهما لإجلاء أفراد عائلاتهم مع من بقي فيها و قد دفعتهم ظروف التأهب للحرب التي يعتقد الكثيرون انها ستكون في شكل مواجهات عنيفة و مستمرة إلى امتطاء الحمير وسيارات الدفع الرباعي التي لم تتوفر إلا بأكثر من 4 آلاف دولار للرحلة الواحدة في اتجاه أي دولة قريبة كالنيجر أو الجزائر أو بوركينافاسو. و قد توارى المقاتلون الإسلاميون عن الأنظار في بلدة همبوري التي تبعد عن باماكو ب 920 كيلومترا و تبعد غاو عنها ب 200 كيلومتر إلى الشرق. و قد تحرك الجنود الفرنسيون الذين كانوا متمركزين في ديابالي نحو مدينة ليري و منها سيتوجهون حسب مصادر عسكرية نحو تمبكتو وسط البلاد التي لا تزال تحت سيطرة جماعة انصار الدين و عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. التقدم العسكري الفرنسي نحو تمبكتو و الإفريقي نحو غاو خلف وضعية إنسانية وصفت بالحرجة من طرف منظمات الإغاثة، حيث صار السكان في المدينتين يعانون من سوء التغذية الحاد، و قد وصفت منظمة حركة ضد الجوع الوضع أنها سجلت في غاو حالات سوء تغذية حادة، كما أن سكان تمبكتو محرومون من الماء و الكهرباء منذ ثلاثة أيام، و قد غادر تسعة آلاف مالي بلدهم منذ بداية التدخل العسكري الفرنسي حسبما أفادت به المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة لهيئة الاممالمتحدة في جنيف. و يبلغ العدد الإجمالي للاجئين في المنطقة 150 ألف شخص و هناك 230 ألف من النازحين داخل مالي ذاتها بسبب ظروف الحرب. ع.ش