الجنود الفرنسيون و الماليون يقبعون في وسط البلاد ينتظرون المدد اعترف قائد أركان الجيش المالي إبراهيما داهيرو أمس بصعوبة المهمة المتمثلة في استعادة السيطرة على الشمال قائلا في حوار لإذاعة فرنسا الدولية "لقد قللنا من شأن العدو" ، منبها إلى ضرورة توفير الغطاء الجوي باستمرار لعناصر الجيش المالي لكي يستطيع الجنود النظاميون الماليون من الحفاظ على المواقع التي يأخذونها من أيدي المقاتلين الإسلاميين و المتمردين التوارق. الضابط العسكري المالي قال أن الاستيلاء على مدينتي كونا و ديابالي في وسط البلاد ما كان ليتم لولا المساعدة الجوية الكبيرة و على الأرض من الجنود الفرنسيين و برر تخلي قواته عن بعض المواقع بغياب الإسناد و الدعم الفرنسيين لها، و قال لم نستطع البقاء في دوينتزا لأكثر من 48 ساعة لغياب الغطاء الجوي و هو ما فرض علينا الانسحاب إلى سيفاري و كان التعب قد نال من الجنود الماليين حسب نفس المصدر. الجنرال إبراهيما داهيرو قال ان الهدف القادم هو التقدم لتحرير كامل مدن الشمال و على رأسها مدينتا غاو و تمبكتو، التي قدر ان الوصول إليها سيتم خلال شهر، بشرط توفير الدعم المناسب. و ذكر القائد العسكري المالي أن الخطة تقضي بدخول الجنود التشاديين و من النيجر مدينة غاو من الشرق، و ليس بالإمكان التقدم نحوها من موبتي عبر سيفاري، لأن العدو حسبه يتحصن في تراجعه إلى الشمال بالقرب من جبال أغلهوك، و نفى الجنرال علمه بعمليات انتقام قام بها جنود ماليون ضد السكان في المدن التي دخلوها بعد مغادرة المقاتلين الإسلاميين لها و توعد بمحاكمة كل من يثبت تورطه في ذلك أمام محاكم عسكرية، لكنه اشار أن عمليات الانتقام يمكن أن تحدث فكل واحد يمكنه الآن حسب تصريحه ارتداء بزة عسكرية و تنفيذ ما يريد من عمليات باسم الجنود الماليين و أن العناصر المسلحة في الجيش المالي الخارجة عن السيطرة تسعى وسط حالة الفوضى إلى خلق مشاكل. و قال المسؤول العسكري أنه وجد في صفوف الجهاديين الكثير من ذوي البشرة السوداء و لهذا ينبغي عدم الحكم على كل أصحاب البشرة الفاتحة و البيضاء بأنهم إرهابيون. ميدانيا تم أمس وضع ناقلات عسكرية أمريكية في خدمة الجيش الفرنسي و قال الناطق بأسم قوة "أفريكوم" بنجامين بنسون من قاعدة شتوتغارت في المانيا "أننا قمنا بنقل جنود و عتاد إلى باماكو من قاعدة إيستر و سيتواصل هذا العمل في الأيام القادمة" و أكد المتحدث باسم "أفريكوم" أن واشنطن قدمت مساعدات استخباراتية لفرنسا في حرب مالي و لم يؤكد استعمال طائراتها دون طيار للمراقبة، و حسب القيادة العامة للجيش الفرنسي فقد قدمت كل من بريطانيا و بلجيكا و كندا و الدانمارك مساعدات تتمثل أساسا في طائرات شحن لنقل الجنود و العتاد.