القوات الخاصة الفرنسية تخوض قتالا متلاحما وسط مالي بدأت أمس عناصر من القوات الخاصة الفرنسية في عمليات قتال متلاحم مع مقاتلين إسلاميين في بلدة ديابالي التي تبعد ب 400 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة المالية باماكو، و شرعت تلك القوات مع عناصر من الجيش المالي في البحث عن المقاتلين الاسلاميين من بيت لآخر، بينما قالت مصادر امنية و عسكرية فرنسية ان المسلحين الإسلاميين اتخذوا من السكان المحليين الذين عجزوا عن المغادرة دروعا بشرية مما عقد مهمتها في البحث عنهم، كما ذكرت نفس المصادر ان الجماعات الإسلامية تجند الأطفال للقتال إلى جانبها. وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان قال أن فرنسا "في مواجهة ما بين 1200 و 1300 من المقاتلين الإسلاميين في المنطقة" ما بين ديابالي و كونا، و هي "جماعات صلبة و متشددة و محكمة التنظيم و مصرة على تحقيق هدفها و مسلحة بشكل جيد" مشيرا إلى احتمال تعزيز تلك الجماعات لقدراتها القتالية بوصول أعداد جديدة يوم غد الخميس". و كانت القوات الفرنسية قبل أمس تتمركز في محيط العاصمة باماكو التي غادرتها باتجاه الشمال ترافقها عناصر من الجيش المالي تريد استعادة مدينة ديابالي التي سيطر عليها المقاتلون الإسلاميون يوم الاثنين الماضي، بعدما استهدفتها في عمليات قصف جوي كثيف طيلة يومين. و قد وصلت فرقة من مئات الجنود الفرنسيين من جهة اخرى صباح أمس الاربعاء لتعويض عناصر القوات الخاصة و تأمين جسر على نهر النيجر في مدينة مركالا قرب مدينة سيغو الإستراتيجية بين منطقة الشمال التي يسيطر عليها المتمردون و العاصمة المالية و قدم أولئك الجنود من فرقة مشاة البحرية الواحدة و العشرين من دولة تشاد. و قال الأميرال الفرنسي إدوارد غييو أن القوات الفرنسية تواجه حرب عصابات و هي حرب مألوفة لديها حسب تقديره، و قال ان الطيران الحربي الفرنسي دمر في الأيام الستة الماضية أهدافا ثابتة للمتمردين تتمثل في مراكز تدريب و مخازن للذخيرة و الوقود و مراكز قيادة مثلما حدث في دوينتزا و غاو. و اعترف الأميرال الفرنسي أمس في حديث لإذاعة أوروبا 1 أن المتمردين غنموا دبابات من الجيش المالي تم تدمير بعضها في هجمات جوية حسب تصريحه و كان الناطق باسم جماعة انصار الدين قد تحدث عن غنائم كثيرة من سلاح و معدات تمكنت منها الجماعة في بداية معاركها بمدينة ديابالي. و ترى المصادر العسكرية الفرنسية في أرض المعارك بمالي انها في مواجهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي قام منذ أشهر عديدة بالتحضير للحرب من خلال تجهيز مخازن و إخفاء معدات في الصحراء الكبرى الشاسعة، كما أنه حشد مقاتليه لخوض حرب عصابات طويلة الأمد. ع.شابي