مساء اليوم في الساعة الرابعة (16:00سا) مالي = نيجيريا في الساعة السابعة والنصف (19:30سا) بوركينافاسو = غانا رباعي من غرب القارة في قمتين غير مسبوقتين ستكون أنظار عشاق الكرة بالقارة السمراء مساء اليوم مشدودة صوب بلد العم مانديلا، بمناسبة احتضانه قمتين غير مسبوقتين لحساب نصف نهائي كان 2013، حيث سينشط لأول مرة مباراتي المربع الذهبي رباعي من غرب القارة، وفيما يأمل "الكبيران" نيجيريا وغانا في بلوغ المحطة النهائية، لن يقبل مالي وبوركينافاسو بتقمص دور الضحية، ما يعد بحضور موعدين كبيرين، الإثارة فيهما مضمونة والنتيجة تبقى مرهونة بمدى جاهزية ورغبة كل طرف في تجسيد أهدافه وطموحاته. شبان نيجيريا لاصطياد نسور باماكو أول قمة مقترحة هذا المساء، ستضع نيجيريا في مواجهة مالي، وهي مباراة مفتوحة على جميع الاحتمالات، لامتلاك كل منتخب وسائل فرض منطقه وتخطي عقبة الآخر، سيما وأن الفريقين يدخلان نصف النهائي بمعنويات تعانق السحاب، بعد تخطيهما فيلة كوت ديفوار والمنتخب المضيف على التوالي، كما أن نيجيريا التي غابت عن الدورة السابقة، عادت إلى الكان من الباب العريض، وهي المتعودة على احتلال الواجهة، من خلال تتويجها بلقب عامي 1980 و1994 وبلوغها المربع الذهبي 14 مرة في 17 مشاركة، وهو رقم يعني الكثير في حوليات المنافسة الإفريقية، ولو أن كتيبة ستيفن كيشي الساعية لبلوغ النهائي بعد 13 سنة من آخر نهائي خسرته على أرضها، مطالبة بالجدية وإخراج اللعب الجميل لتحقيق المبتغى، على اعتبار أنها تملك منتخبا يفتقد للخبرة وخال من النجوم إذا استثنينا متوسط ميدان تشيلسي أوبي ميكال والقائد المخضرم جوزيف يوبو، وهو الجيل الذي قال عنه التقني الفرنسي لوشانتر بأنه يملك الأفضلية على الورق "كيشي نجح في المزاوجة بين الأسلوب الإفريقي والصرامة الأوروبية، كونه يعتمد على لاعبين ينشطون في الدوري المحلي وآخرون في أوروبا"، وفي الجهة المقابلة تقف نسور مالي بقيادة النجم المخضرم سيدو كايتا، صاحب الفضل في تواجد مالي في المربع الذهبي، وقد أثبت مالي قوته في خط الوسط كما تألق حارس المرمى مامادو ساماسا الذي يتوقع أن يعود لحماية شباك الفريق بعد استنفاده العقوبة، ورغم أن الترشيحات تصب في خانة نيجيريا، إلا أن نسور مالي التي أنهت الدورة السابقة فوق المنصة (المركز الثالث) وتسعى إلى إزاحة نيجيريا وبلوغ المحطة النهائية، من خلال رهان التقني الفرنسي كارتيرون على الروح الجماعية للفريق والرغبة الجامحة في التألق. والجميل في هذه القمة أن المنتخبين يعتمدان على اللعب الجماعي، مع تميز النسور الخضراء باللمسة الفنية التي قد تصنع الفارق. النجوم السوداء في مواجهة خيول جموحة وفي القمة الثانية تسعى غانا لإثراء خزانتها بخامس لقب بعد 30 سنة عن آخر تتويج لها، عند مواجهتها الخيول البوركينابية، ويصب التاريخ في مصلحة غانا التي ستنشط اليوم ثاني عشر نصف نهائي في تاريخ مشاركاتها، ويبدو أن المنتخب الغاني قد حفظ الدرس جيدا، بعد خروجه خالي الوفاض من المربع الذهبي في دورات 1996 و2008 و2012. وأوضح مدربها كويسي أن منتخب بلاده سيواصل اللعب بواقعية وقتالية وليس لإمتاع الجماهير، وقال "نحن مصرون على مبادئنا في مواجهة المنافسين: برودة الأعصاب وأقصى التواضع والاحترام واللعب بقتالية من أجل تحقيق الفوز وبلوغ هدفنا ألا وهو التتويج باللقب". وتابع "إذا كنت ترغب في نيل اللقب، فإن الفوز هو الطريق الصحيح. نحن هنا من أجل تحقيق ذلك، علمتنا التجارب السابقة أن النتيجة هي الحكم وليست العروض الجيدة. هدفنا هو التتويج باللقب وذلك يمر بالفوز". وتدرك غانا جيدا بأن المهمة لن تكون سهلة خصوصا أنها ستلعب على أرضية اشتكت منها منتخبات كثيرة وعانت الأمرين لتقديم أفضل العروض عليها، وهي النقطة الايجابية التي قد تصب في مصلحة البوركينابيين الذين خاضوا عليها المباريات الأربع لهم حتى الآن في البطولة. كما أن منتخب بوركينا فاسو أبان عن مؤهلات فنية عالية وقدم عروضا رائعة بقيادة بيترويبا، الذي قال "ستكون الضغوطات كبيرة على غانا لأنها المرشحة إلى الظفر باللقب وإذا خسرنا أمامها فسيكون ذلك أمرا عاديا، وإذا فزنا فإن الغانيين يعرفون أن ذلك سيكون بمثابة قنبلة وهذا ما نسعى إليه". وأردف قائلا "استحقينا الفوز والتأهل، لم يقدم لنا أحد هدايا، صحيح أننا لسنا في القمة ونعاني من بعض المشاكل، لكننا لسنا البرازيل أو برشلونة".