توارق الجزائر يختلفون عن توارق الساحل ولا بد من إشراكهم في صنع القرار أوضح الأستاذ والباحث نذير معروف، أن تركيبة المجتمع الترقي في الجزائر تغيرت منذ سنوات حيث أصبح شبابهم مستثمرا ويمارسون التجارة وغيرها من التحولات الإيجابية التي تحتاج حسب المتحدث لبعض الجهود والقرارات لإعادة النظر في توازن توزيع الفرص عبر مناطق الوطن ومنها منطقة التوارق وكذا إشراك سكان الأهقار في اتخاذ القرارات منها أساس المحلية المتعلقة بواقعهم المعيشي "لا يجب أن يشعروا أنهم بعيدون عن اهتمامات السلطات في الشمال" وهذا ما يعزز تمسكهم ببلادهم ويحصنهم من أيادي خارجية يمكن أن تستغلهم لتحقيق مآربها في منطقة الساحل . قال الدكتور نذير معروف خلال محاضرة حول "ماضي وحاضر المجتمع الترقي ..في ظل التقسيم الاستعماري لدول الساحل" التي ألقاها في مركز "كراسك" بوهران، أن الاستثمارات والمشاريع التي أنجزتها السلطات في منطقة الأهقار سمحت بإعادة توطيد الصلة بين سكان المنطقة ومراكز القرار في البلاد ،وأن هذا انعكس إيجابيا على المجتمع المحلي هناك من خلال انتقال شبابه خاصة من الوضع الأرستقراطي إلى وضع مستثمر وتاجر وموظف وغيرها وهذا ما كان بعيدا عن تفكير الرجل الترقي في حقب زمانية ليست بالبعيدة وهذا أيضا حسب الأستاذ معروف ما يجعل الرجل الترقي الجزائري مختلفا عن باقي توارق منطقة الساحل الذين يفتقدون لصلة تجمعهم مع السلطة في دول المنطقة .وهذا ما تستغله القوى المتكالبة على الثروات الباطنية المختلفة في مالي والنيجر وغيرهما من دول الساحل مستخدمة الجماعات المسلحة التي كان أغلبها في ليبيا كما أضاف الدكتور معروف مركزا على ضرورة التكفل الجدي بترقية المجتمع الترقي لأنه الجدار الواقي للجزائر من التدخلات الأجنبية عبر المنافذ الصحراوية. وخلال المحاضرة، شرح الدكتور معروف التاريخ العريق لتوارق الجزائر عارضا مختلف التركيبات المجتمعية لسكان منطقة الأهقار عبر العصور لغاية الوقت الحالي، خاصة تجربته الشخصية من خلاله بحوثه السوسيولوجية والأنتروبولوجية في المجتمع الترقي منذ السبعينات، حيث أوضح أن التوارق في منطقة الساحل ينقسمون لقبائل متعددة ولكل مجموعة قيادة وأتباع وعبيد أفارقة وأنهم لا يعترفون بالحدود الرسمية لبلدان الساحل بل ينتقلون بينها بكل حرية خاصة نحو الجزائر التي تعتبر بالنسبة لهم سوقا كبيرة لممارسة التجارة وتبادل السلع خاصة تجارة الإبل ،ومن هنا يتضح الفرق المجتمعي بين توارق الجزائر الذين خرجوا من قوقعة القبلية و توارق باقي البلدان الذين مازالوا متأخرين مقارنة فقط بباقي سكان تلك البلدان.