اتحفت مساء أمس المطربة الجزائرية المغتربة سعاد ماسي الجمهور القسنطيني بباقة من أجمل أغانيها القديمة و الجديدة خاصة تلك التي تضمنها البومها الأخير أصوات قرطبة و تجاوب معها الحضور الذي حضر بقوة إلى الحفل و ملأ قاعة المركز الثقافي و كان في غالبيته من الشباب بالتصفيق و الهتاف و ترديد كلمات أغنيات قربتها كثيرا من الشهرة العالمية. الحفل جلب إلى القاعة جمهورا متميزا من الفنانين و الوجوه المعروفة في مدينة قسنطينة من المثقفين و الجامعيين و كان تجاوبهم كبيرا مع كلمات أغانيها التي ترجمت الأحاسيس و المشاعر الإنسانية الرفيعة و القضايا العادلة. المغنية الشابة لبت دعوة المركز الثقافي الفرنسي لإحياء الحفل الأول في مسارها الفني بقسنطينة فهزت قاعة عبد الحميد بن باديس بحنجرتها الذهبية الدافئة و عزفها الساحر على القيتار و هي تستهل اللقاء بتحية شعرية لمحمود درويش ثم أطلقت العنان للعازفين الخمسة الذين رافقوها و في مقدمتهم العازف العالمي أيريك فرنانديز ، ليحملوا الحضور في رحلة موسيقية تجمع بين الطابع الشعبي العاصمي و موسيقى الفلامينكو و الروك و الفالك، و الكونتري و مختلف الطبوع الإفريقية و العالمية تخللتها رقصات الفلامينكو. المغنية أدت اغانيها الشهيرة "مسك الليل" و "داب" و "كيفاش مانبكيش" و "احلام" و "وحدي في الدار"، كما حيت خلال الحفل الشاعر المتنبي بالقاء مقتطفات من اشعاره و أدت تحية خاصة في وقفة لمدينة قرطبة رمز التعايش و التسامح بين الأديان و غنت في ذلك مع الراقصة و المغنية الاسبانية صبرينة روميرو.