"كوكتيل" شرقي و أوروبي بقيادة المايسترو نصير شمة أسدل الستار ليلة أول أمس على فعاليات ليالي العزف العالمي بعد ثلاثة أيام من العروض الموسيقية لعازفين عرب وأوروبيين قدموا طبوعا وايقاعات على مختلف الآلات العصرية والكلاسيكية. السهرة الأخيرة كانت مزيجا شرقيا وأوروبيا وأسيويا، سمحت للجمهور القسنطيني الذواق للموسيقى أن يكتشف نجوم العزف من عدة بلدان، كإيطاليا وفرنسا والهند وسوريا والعراق، حيث أبدع الفنانون في عرض مشترك بقيادة عازف العود الفنان العراقي نصير شمة، بتقديم لوحات موسيقية أنعشت أجواء قاعة المسرح الجهوي التي التأمت على ركحها الموسيقى العالمية. استهل حفل اليوم الأخير الفنان العراقي أنور بودراغ الذي كان مرفوقا بعازف الساز السوري فرحان جوان والفنان الجزائري يوسف، وهذا قبل أن يعتلي الركح الفنان الهندي أمراد حسين الذي أطرب الجمهور الساهر بمقطوعات موسيقية على آلة الايقاع، ورغم أن الوصلات كانت عبارة عن أغاني أوروبية، الا أن الجمهور تجاوب معها على غرار العرض المشترك الذي قاده ملك العود نصير شمة. وقبل أن يغوص الجمهور في ايقاعات الموسيقى العالمية، تتبع عرضا غنائيا من أداء المطرب العراقي أنور بودراغ، استهلها بابتهال -لا إله الا الله- ومقطوعة بعنوان صوفيات الهمايون، وانتقل بعد ذلك الى التراث العراقي ليقدم أغنية "النوم محرم" وجل أغانيه يزيد عمرها عن المئة سنة، وقد وفق هذا الفنان في شد اهتمام الجمهور الساهر لأغانيه التي تنوعت بين العصري والتراثي و"يا بغداد" و"ماني صحت" وهي أغنية كما قال المطرب تعبر عن حنينه للوطن والعودة الى أحضانه وختم عرضه بأغنية معروفة للشاعر ناظم الغزالي "طالعة من بين أبوها رايحة لبيت الجيران" تجاوب معها الجمهور كثيرا لأنها من الأغاني الشرقية المعروفة عندنا، وقد أداها بنفس الطريقة التي قدمها الفنان ناظم الغزالي. أما الجزء الثاني من السهرة فكان مع الفنان الهندي أمراد حسين مرفوقا بالثنائي إيف بيران على آلة القيتار وهو فرنسي الجنسية والإيطالي قريقوري على آلة الباطري، وتواصل الحفل بإيقاعات هندية راقت الجمهور الساحر. وفي الجزء الأخير ظل ملك العود الفنان العراقي نصير شمة مرفوقا بكوكبة من العازفين من مختلف الجنسيات، مازاد في تجاوب وحماس القاعة مع التوصيلات الموسيقية العالمية التي اشترك في ادائها مجموعة من الفنانين من بينهم حتى العازفين الجزائريين الذين أظهروا طيلة هذه الفعالية الموسيقية اندماجهم ضمن الفضاء الموسيقى العالمي وحضورهم اللافت بين نجوم العزف من مختلف أنحاء العالم الذين أبدوا استعدادهم للتعاون مع الموسيقيين الجزائريين والإشتراك في أعمال فنية جماعية. ليالي العزف العالمي التي نظمها الديوان البلدي لترقية النشاطات الثقافية والفنية بقسنطينة، كانت فرصة ومناسبة للجمهور القسنطيني من أجل التعرف على نجوم الموسيقى العالميين، وهو هدف هذه التظاهرة الفنية التي تركت صدى واسعا وسط الجمهور.