دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس، بالدوحة إلى ضرورة إجراء "معالجة شاملة" لميثاق الجامعة العربية الذي تمت صياغته مع نهاية الحرب العالمية الثانية في "ظروف دولية وإقليمية لم تعد قائمة". وأكد العربي أثناء تدخله في الجلسة الصباحية لأشغال القمة العربية الرابعة و العشرين أنه "بات من الحكمة أن يكون للعالم العربي إطار ذو مصداقية يتولى حماية مواطنيه بدلا من ترك الباب مفتوحا للتدخل الأجنبي باسم وقف انتهاكات حقوق الإنسان" مشيرا إلى الحاجة الملحة لإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان تمثل "نقلة حضارية في الجهد العربي المشترك " في هذا المجال. وأضاف أن الحكومات العربية وشعوبها "قادرة على النهوض بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها رغم جسامة التحديات وضبابية المشهد في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة التي تمر بها العديد من الدول العربية". كما استعرض العربي المحور المتعلق بتطوير الجامعة العربية معتبرا أنها "اضطرت، تحت ضغط الظروف، إلى التعامل مع تحديات لم تكن متأهبة لها" مما يدفعها اليوم إلى "الاستفادة من هذا الدرس وإعداد نفسها حتى تكون جاهزة للتعامل مع التحديات المستجدة". و قد شغل رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة السورية المستقيل أحمد معاذ الخطيب مقعد سوريا في القمة وذلك لأول مرة منذ تعليق عضوية سوريا في نوفمبر عام 2011 . وقد دعا امير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في كلمته الافتتاحية بالدوحة الخطيب ورئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو ووفد المعارضة لشغل مقعد سوريا في القمة العربية. وفي مستهل الأشغال ألقى نائب الرئيس العراقي (مستضيف آخر دورة للقمة العربية) خضير موسى جعفر الخزاعي كلمة افتتاحية أكد فيها أن العرب "يتعين عليهم حل قضاياهم ومشاكلهم الخاصة فيما بينهم" مشيرا إلى أن التجارب السابقة "أكدت عقم الحلول الدولية في هذا الاتجاه". ودعا المسؤول العراقي الدول العربية إلى "تحصين نفسها من تأثيرات الصفقات الدولية التي لا تراعي مصالح الشعوب العربية" وهو ما يجعل —كما قال— من تشكيل مجلس الأمن العربي بمثابة الرد العملي على اللامبالاة الدولية كما قدم اقتراح بلاده بنقل البرلمان العربي مؤقتا من دمشق إلى بغداد إلى غاية استقرار الوضع في سوريا. وفي هذا الصدد، شدد على ضرورة تفعيل مقترح إقامة مؤتمر لنصرة القدس يتم من خلاله التأكيد على أن القدس الشريف جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية. كما دعا أيضا إلى عقد مؤتمر عربي للمانحين يضم الدول والمنظمات العربية ويركز على معالجة الفقر في هذه الدول تحقيقا للهدف الأول من أهداف الالفية المتمثل في القضاء على الفقر والجوع. وفي مجال مكافحة الإرهاب اقترح العراق إنشاء صندوق لدعم ومساعدة البلدان العربية ذات الاقتصاد المحدود لتبني آليات إنذار مبكر للحركات المتطرفة وإدارة الأزمات. من جانبه, أكد أمير دولة قطر (التي تسلمت رئاسة القمة) الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن "التحول التاريخي" الذي تمر به الأمة العربية يتطلب التعامل معه بفكر جديد وإرادة حقيقية للتغيير. وأضاف أن أنظمة الحكم يتعين عليها ان تدرك بأنه لا بديل عن الإصلاح .(...) المدروس والمستند إلى رؤية وفكر وإرادة وبالنظر إلى خطورة الوضع، اقترح الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة تضم قيادتي فتح وحماس من أجل "تحقيق المصالح الوطنية الفلسطينية وفقا لخطوات عملية تنفيذية و جدول زمني محدد". وتشمل هذه العملية "تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين للإشراف على الانتخابات التشريعية و الرئاسية قبل الاتفاق على موعد إجراء هذه الاستحقاقات ضمن فترة زمنية محددة.