قتيلان و ستة جرحى في مطاردة لقوات حراس السواحل لحراقة بعرض المياه الإقليمية عاشت الواجهة البحرية بعنابة، صبيحة أمس، حالة طوارئ قصوى، استدعت تجنيد كامل وحدات المحطة البحرية الرئيسية لحراس السواحل، جراء حادثة مأساوية، تمثلت في اصطدام قارب خشبي تقليدي الصنع على متنه 6 حراقة بقارب تابع للبحرية ، مخلفا قتيلين، الأول عنصر من حراس الشواطئ والثاني حراق من عنابة، وإصابة 6 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة بينهم عسكريان من حراس السواحل نقلوا على جناح السرعة إلى المستشفى العسكري بقسنطينة. وحسب رئيس المحطة البحرية الرئيسية لحراس السواحل بعنابة، فإن وقائع الحادثة، تعود إلى حدود الساعة الثالثة صباحا من يوم أمس ، بعد إقدام 23 حراقا تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 سنة، على الإقلاع من شاطئ سيدي سالم في رحلة نحو جزيرة سردينيا الايطالية على متن قاربين من صنع تقليدي مزودين بمحركين، الفوج الأول متكونة من 17 حراقا والثاني 6 حراقة ، قبل أن ترد معلومات إلى القيادة الجهوية لحراس السواحل بشأنهم، وعلى الفور تحركت ذات الوحدات، بتسخير زورق أول للاستطلاع عن مكان وجود الحراقة قبل أن تنضم الوحدتان البحريتان العائمتان لاعتراض سبيل الحراقة. ويضيف ذات المتحدث، أنه وبعد نحو ساعتين من المطاردة في عرض البحر، أقدم الحراقة على القيام بمناورات غير مسبوقة رغم التحذيرات التي وجهت لهم ، ليتمكن عناصر حراس السواحل من محاصرة القاربين على بعد 5 أميال بحرية شمال شرق رأس الحمراء، وتوقيف المجموعة الأولى المتكونة من 17 حراقا ، فيما حاول الذين كانوا على متن القارب الثاني حسب ذات المصدر اختراق الحزام الأمني، وتوجهوا مباشرة بالسرعة القصوى نحو الزوارق التابعة لوحدات حراس السواحل، ليرتطم قارب الحراقة بأحد قوارب حراس السواحل في المقدمة ، مما أدى إلى تحطم القاربين كليا ، وسقوط من كانوا عليهما في عرض البحر. وفور ذلك سارعت ذات الجهات إلى انقاذ الضحايا الذين تعرضوا بفعل الاصطدام العنيف للقارب إلى جروح متفاوتة الخطورة ، باستعمال القوارب المطاطية، لفظ على إثرها أحد أفراد حراس الشواطئ أنفاسه الأخيرة بعد انتشاله من الماء رفقة حراق آخر. كما أصيب عسكريان من حراس الشواطئ بجروح استدعت نقلهم إلى المستشفى العسكري بقسنطينة، في حين حوّل أربعة حراقة آخرين على مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن رشد الجامعي لتلقي الإسعافات الأولية . ونفى المتحدث، أن تكون مصالح البحرية، سببا في الحادثة، بحسب الرواية التي يروجها بعض الناجين، مؤكدا أن قوات حراس السواحل الجزائرية بذلت مجهوادت مضاعفة لإنقاذ الضحايا، علما أن غالبيتهم ينحدرون من ولايتي عنابة و الطارف. وبعد إسعاف الحراقة من كلتي المجموعتين وإخضاعهم للفحوصات الطبية من قبل طبيب الحماية المدنية على مستوى المحطة البحرية، ثم تحرير محضر سماع ضدهم بتهمة الهجرة غير الشرعية وتقديمهم على وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة .تجدر الإشارة إلى وقوع حادث مماثل شهر أوت 2009 أسفر عن وقوع 3 قتلى وإصابة أزيد من 10 حراقة بكسور ورضوض في أنحاء متفرقة من الجسم، من الذين كانوا على متن قارب تقليدي الصنع ، كان يضم 23 شابا، اصطدم بقارب تابع لقوات حراس السواحل تقريبا في سيناريو مشابه. ح. دريدح