القبضة الحديدية بين أنصار و خصوم مرسي تنذر بالمزيد من الدماء مع مرور الوقت بدأت أقدام الحكم الجديد في مصر تترسخ و صار قبول الأمر الواقع و البحث عن خطط المستقبل من النقاط المشتركة للسياسيين في مصر،و تلاشت أفكار التوصل على مصالحة بين العسكر و المعارضين للإخوان من جهة و بين تحالف القوى الإسلامية بقيادة جماعة الإخوان المسلمين من جهة ثانية تجنب البلاد المزيد من اراقة الدماء فقد أكد المتحدث باسم الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أن من يتحدثون عن العودة للوراء واهمون و أنه لن يتم التراجع عن خارطة الطريق التي أعلن عنها المجلس العسكري و عدد من القوى السياسية و الدينية عند عزل الرئيس مرسي . و قال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور إن الرئيس السابق محمد مرسي ليس معتقلا سياسيا ويواجه اتهامات قضائية ستبت فيها النيابة العامة. نافيا أن تكون المفوضة الأوروبية للخارجية و الأمن كاثرين أشتون التي بدأت زيارة لمصر أمس و التقت السيسي قد طلبت لقاء مرسي أو عرضت الوساطة بين العسكر و الإخوان. لكن قياديا بجبهة الإنقاذ قال أن أشتون عرضت توفير مخرج آمن لقيادات الإخوان مقابل اعترافهم بخارطة طريق المجلس العسكري وأضاف، إن الصورة أصبحت واضحة تماما أمام دول الإتحاد الأوروبي، وأن حركة 30 جوان التي أطاحت بمرسي كانت ثورة شعبية ساندها الجيش، ولا أعتقد إطلاقا طرحهم لأي مبادرة تتغافل عن مكتسبات تلك الثورة وخارطة الطريق التي اعقبتها". وأضاف وحيد عبد المجيد القيادي في جبهة الإنقاذ "أشتون من أكثر الشخصيات العالمية دراية بالشأن المصري، وتعرف جيدا المتسبب في الأزمة الراهنة، وكان لها مبادرة قبل ثورة 30 جوان تهدف لنزع فتيل الأزمة بين الرئيس السابق والمعارضة، تقوم على تشكيل حكومة إئتلاف وطني وتغيير النائب العام السابق، ولاقت المبادرة ارتياحا واسعا لدى المعارضة، لكن عناد جماعة الإخوان المسلمين أفسدها". وتوقع البرلماني السابق، والخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، عدم استجابة قيادات الإخوان لمبادرة أشتون، قائلا " أعرف جيدا ان من يسيطر على الجماعة الآن هم أصحاب الفكر المتشدد الذين يسعون إلى التصعيد". وكان المسلماني في مؤتمر صحفي أمس بمقر الرئاسة ردا على مبادرة عدد من الرموز الإسلامية بينها المحامي سليم العوا بعودة مرسي وتفويض سلطاته لحكومة وطنية مؤقتة قد صرح بأنه لن يتم التراجع عن خارطة الطريق التي اتفقت عليها القوات المسلحة مع القوى السياسية والدينية يوم 3 جويلية الجاري. وأوضح "عقارب الساعة لن تعود للوراء.. من يتحدث عن العودة للوراء هم الواهمون، لقد أبحرت السفينة وليس أمامنا سوى أن نمضي". وبشأن أحداث المنصة بمدينة نصر قال المسلماني إن التحقيقات فيها أمام القضاء وتسأل عنها وزارة الداخلية والنيابة العامة. وأشار إلى أن من قام بعنف أو شارك فيه أو حرض على "تمزيق" الجيش المصري فمصيره أمام القضاء مضيفا أن الأغلبية الساحقة من جماعة الإخوان المسلمين الذين لم يتورطوا في العنف مرحب بهم في المصالحة الوطنية. من جهته نفى رئيس الوزراء المصري أن تكون في نية حكام القاهرة الجدد اللجوء لفرض حالة الطوارىء و قال حازم الببلاوي، إن تفويضه ببعض اختصاصات رئيس الجمهورية هو أمر طبيعي، مضيفا أن الرئيس عدلي منصور يريد أن يتخفف من كثير من اختصاصاته، ولا علاقة له بفرض حالة الطواريء. وأضاف، في مؤتمر صحفي أمس، أن هذا التفويض يأتي ضمن 24 مجالا فوض فيه الرئيس المؤقت باختصاصاته لرئيس الوزراء، مؤكدا أن الحكومة المصرية لن تلجأ لأي قانون استثنائي إلا للضرورة، مشيرا إلى أنها حريصة على تطبيق القانون العادي وعدم اللجوء للاستثنائي. وقال إن "القوانين الاستثنائية كريهة لا تستخدم إلا في حالات الضرورة". و أنه لا يمكن تفسير لجوء رئيس الجمهورية لتفويض جزء من اختصاصاته لرئيس الوزراء بأنه تمهيد لإعلان حالة الطوارئ. ع.ش/وكالات