42 حالة في أقل من شهرين و أزواج يطلبون الطلاق ساعات قليلة بعد عقد القران لا تزال ظاهرة الطلاق قبل البناء أو فسخ عقد القران قبل إتمام الزواج تثير التساؤل لتضاعف أعداد القضايا المسجلة بقسنطينة شتاء و تراجعها باقي أيام السنة، حيث أكدت مصادر مطلعة من مصلحة الحالة المدنية بالقطاع الحضري سيدي راشد بأن الأرقام تتراوح بين حالة طلاق واحدة في شهر سبتمبر و 21حالة في شهر جانفي 2013، مشيرين إلى حالة زوجين ،عقد قرانهما صباحا و طلب الزوج الطلاق مساء و حالات أخرى مشابهة لم يمر عن تقييد زواجها سوى أسبوع واحد ، استنادا إلى الوثائق الرسمية التي يسجل بها تواريخ العقود و ملاحظة مفادها بأن الطلاق تم قبل البناء أي الدخول. و رغم تبعات و عواقب الطلاق قبل البناء و ما ينجم عنه من مشاكل ناجمة عن تسجيل المخطوبين ضمن خانة المطلقين التي تظل لعنتها تلاحقهم وتمنع عنهم مواصلة حياتهم بصفة عادية بسبب عبارة "طلاق قبل البناء" المقيدة في شهادة الميلاد والدفتر العائلي ، فإن الأرقام المستقاة من مصلحة الحالة المدنية بيّنت ارتفاع الظاهرة بشكل ملفت في فصل الشتاء حيث وصل عدد الحالات المقيّدة بين شهري جانفي و فيفري 42 حالة فيما لم تتجاوز 6حالات في شهر ماي لتتراجع إلى حالة واحدة في شهر سبتمبر. للتذكير كانت مصلحة الحالة المدنية ببلدية قسنطينة قد سجلت ما يقارب 150حالة طلاق قبل البناء عام 2011 ، مقابل 106حالات طيلة الأشهر التسعة الأولى من 2013. و من أغرب الحالات التي صادفها الأعوان المشرفين على تسجيل و إحصاء حالات الطلاق قبل البناء تلك التي سرد تفاصيلها المسؤول عن ملفات الأحكام الصادرة عن المحكمة السيد زيغمي الذي أكد بأن أحد المواطنين تقدم إلى المصلحة في نهاية السنة الماضية لاستخراج نسخة عن شهادة الطلاق المقيّدة في ذات يوم الزواج، مما أثار استغرابهم، ليعرفوا من الزوج بأنه لم يتفاهم مع والد زوجة المستقبل فقرّر تطليقها ساعات بعد عقد قرانه. و من جهته أكد مدير الحالة المدنية بقطاع سيدي راشد فتحي بوصبع وجود حالات كثيرة لم تستغرق مدة تقييد زواجهم رسميا أكثر من شهر و انتهت علاقتهم بأبغض الحلال قبل الزفاف و الدخول . و ذكر عدد من المحامين الذين تحدثنا إليهم بأن الظاهرة باتت شبه عادية في السنوات الأخيرة، و شبهوا قرار الزواج اليوم بالنزوة العابرة لتزايد ظاهرة الارتباط صيفا و الانفصال شتاء. و أرجع عدد من المحامين المختصين في الأحوال الشخصية السبب إلى الفهم الخاطئ أو استهانة البعض بأهمية العقد المدني و إسراعهم إلى إتمام الإجراءات المدنية من أجل قراءة الفاتحة التي يعتبرونها أساس الزواج الشرعي ، دون التفكير في التبعات و العواقب. و أكد البعض بأن حوالي 15 بالمائة من حالات الطلاق المتضاعفة من شهر إلى آخر تخص حالات ، حالت الظروف دون دخولها القفص الذهبي رغم تقييد عقد قرانها، و ارتأت فسخ العلاقة التي كانت بالنسبة للكثيرين أشبه بفترة تعارف، لأن بعض العائلات تفرض الاستعجال بقراءة الفاتحة بحجة جعل العلاقة أكثر شرعية. شهادات أزواج انفصلوا قبل دخول القفص الذهبي المواطن عبد الرحمان البالغ من العمر 31سنة الذي التقيناه بمحكمة الأحوال الشخصية بقسنطينة، قال بأن قرار طلب الطلاق قبل البناء فرضه إصرار من كانت ستصبح زوجته المستقبلية على العمل، رغم قبولها كل شروطه قبل تقدمه لخطبتها. و ذكرت شابة في الثانية و العشرين من العمر، كانت قد طلبت التطليق في شهر جويلية الفارط بعد عقد قرانها في شهر أفريل بأنها اكتشفت بأن خطيبها يتعاطى أدوية مهدئة، و عرفت من إحدى قريباته بأنه أخضع للعلاج بمستشفى الأمراض العقلية لكنه أخفى عنها ذلك، فكان الحل فسخ العقد قبل حفل الزفاف. و تحدثت إحدى المحاميات المتربصات عن حالة طلاق قبل البناء تمت مباشرة بعد ما يطلق عليه ب"الجرية" أو "الحنة"و هو حفل يقام على شرف العروس و تتلقى خلاله الكثير من الهدايا من قبل عائلة العريس، و كان سبب الطلاق حسب محدثتنا عدم وفاء العريس بتقديم حزاما ذهبيا لزوجته و حدوث مناوشات بين أهلي العروسين انتهت بفسخ عقد الزواج قبل الزفاف. و أكد بعض المحامين بأن أكثر أسباب فسخ عقد القران تافهة و تؤكد عدم إدراك بعض الأزواج الجدد لقدسية الزواج.