طالب أعضاء من المجلس الشعبي الولائي بعنابة في ختام أشغال الدورة العادية للمجلس المنعقدة في نهاية الأسبوع المنصرم بضرورة تفعيل وتيرة إنجاز المشاريع المتعلقة بمؤسسات تربوية جديدة في مختلف الأطوار، و إستغربوا لبقاء مشكل الإكتظاظ مطروحا بحدة على مستوى العديد من المدارس الإبتدائية، حيث إعتبر بعض الأعضاء في مناقشتهم لملف الدخول المدرسي تواجد 44 تلميذا في حجرة واحدة أمرا غير منطقي، مما جعلهم يلحون على ضرورة التخلص من هذه الإشكالية في أسرع وقت ممكن، لتمكين التلاميذ من التحصيل الدراسي في أحسن الظروف. و أرجع المنتخبون في أغلب مداخلاتهم بشأن هذه القضية السبب في تأخر إنجاز المشاريع إلى ضعف التخطيط و عدم توفر دراسات جادة لمختلف المشاريع الكبرى المسجلة بالولاية ، الأمر الذي إنعكس بصورة مباشرة على سير أشغال الإنجاز، و قد ذهب بعض الأعضاء إلى حد التأكيد على أن عواقب سياسة الترقيع و البريكولاج في برمجة المشاريع كانت صرف مبالغ مالية باهظة بطريقة عشوائية، فضلا عن تجميد العديد من المشاريع، و تأخر إنجاز البعض الآخر لفترات فاقت كامل المدة التي كانت مقترحة لإتمام المشروع و تسليمه، مع توجيه أصابع الإتهام إلى مجموعة من المقاولين بالحديث عن تعمدهم عدم إتمام الأشغال ، في الآجال المحددة قانونا ، و المشار إليها في دفتر الشروط ، بحثا عن زيادات مالية في تكلفة المشاريع، فضلا عن اللجوء إلى مراجعة أسعار مواد البناء. إلى ذلك فقد أكد بعض الأعضاء بأن مشكل نقص مقاولات الإنجاز يبقى من بين الأسباب التي أثرت على خارطة المؤسسات التربوية بالولاية، لأن العديد من العمليات التي تم تسجيلها منذ نحو ثلاث سنوات تبقى مجرد حبر على ورق، و الأشغال لم تنطلق بها، بسبب عدم وجود المقاولات و الشركات المتخصصة في البناء، و التي تتكفل بتشييد المدارس و الثانويات في الآجال المحددة، مما جعل والي الولاية يشدد على ضرورة تحرك المديريات المعنية و التكثيف من مساعيها لجلب المقاولات القادرة على إنجاز المشاريع الخاصة بالمؤسسات التربوية، سيما منها تلك المسجلة في الأحياء السكنية التي تم تشييدها في شكل أقطاب عمرانية جديدة، و التي تبقى بحاجة ماسة إلى الإدراج ضمن المخطط المدرسي، لأن تلاميذ هذه الأحياء يحتاجون إلى ثانويات على وجه الخصوص، و التأخر المسجل في إنجاز المشاريع المتعلقة بالمؤسسات التعليمية على مستوى هذه الولاية يقدر بنحو 30 بالمئة، و الثانويات العاملة حاليا لا تكفي لإستيعاب عدد التلاميذ في هذا الطور بعد سنتين، مع الإلحاح على ضرورة مواكبة خارطة المؤسسات التربوية بالولاية للتوسع العمراني الذي تشهده، بالسعي لإنجاز كل المؤسسات التربوية المسجلة، بعد التأخر الكبير المسجل في إنطلاق الأشغال على مستوى مدارس تم تسجيلها منذ سنوات، و هذا بسبب عزوف أصحاب المقاولات عن إنجاز المؤسسات التعليمية، و ميولهم أكثر إلى المشاريع المتعلقة بالسكن.على صعيد آخر فقد أثار بعض المنتخبين قضية نقص التدفئة ببعض الإبتدائيات، خاصة بالبلديات الريفية، و معاناة التلاميذ في فصل الشتاء، و ذلك بناء على التقرير السود الذي أعدته لجنة مختصة من المجلس الشعبي الولائي بخصوص الوضعية الكارثية للكثير من المدارس الإبتدائية، و هو التقرير الذي تم فيه تسجيل تحفظات كبيرة على شبكة التدفئة، لكن المشكلة تبلغ ذروتها بالمؤسسات المتواجدة ببلديات الشرفة، العلمة و سيرايدي، بعد الوقوف على الظروف الكارثية التي يزاول فيها آلاف التلاميذ دراستهم، لاسيما بعد التأكيد على انعدام أدنى ظروف التمدرس، وفي مقدمتها التدفئة، التي مازالت تقتصر على مدفآت كهربائية صغيرة الحجم لا تكفي لتدفئة ما لا يقل عن 40 تلميذا في الحجرة الواحدة، بصرف النظر عن توصيلات الشبكة الكهربائية الظاهرة بالجدران، والتي تشكل خطرا يحدق بحياة التلاميذ، على اعتبار أن جدران وأسقف الأقسام في حالة كارثية، وهي آيلة للسقوط. من هذا المنطلق فقد أعطى والي الولاية تعليمات تقضي بالحسم في مشكل نقص التدفئة على مستوى جميع الإبتدائيات المتواجدة ببلديات العلمة، الشرفة، برحال، سيرايدي، عين الباردة، وادي العنب و شطايبي، مع السعي لإتمام أشغال إنجاز مؤسسات تعليمية جديدة على مستوى مناطق التوسع العمراني التي تم إستحداثها، منها بوقنطاس، ضاحية بوخضرة ببلدية البوني و كذا قرية الكاليتوسة ببرحال. ص / فرطاس