منتجعات سياحية مستقبلية على أنقاض حضارات قديمة بقالمة اكتشف خبراء من المركز الوطني للبحث في علم الآثار (سي.أن.أر.أ) مقبرة أثرية تحت الأرض قرب المحمية الطبيعية العرائس بمدينة حمام دباغ غربي قالمة يوم الخميس في بداية مهمة تحقيق تقوم بها وزارة الثقافة بموقع طبيعي تعتزم سلطات قالمة تحويله إلى منتجعات سياحية كبرى للنهوض بقطاع السياحة المتعثر. و قال قائد فريق التنقيب محفوظ قسار في تصريح لصحفيين تمكنوا بصعوبة من الوصول إلى الموقع وسط إجراءات أمنية مشددة ، بأن عمليات المسح و البحث عن آثار محتملة قد بدأت منذ عدة أيام و مست 10 مواقع كانت نتيجة البحث فيها سلبية و عند الوصول إلى الموقعين رقم 11 و رقم 12 تم العثور على نحو 8 قبور أثرية مبنية بالقرميد على عمق متوسط تحت الأرض. و أضاف قائد الفريق "هذا ما عثرنا عليه حتى الآن 8 قبور يعتقد أنها رومانية ، نحن نعمل هنا في مهمة تستمر حتى ال30 من شهر ديسمبر الجاري و سنعد تقريرا علميا مفصلا يقدم إلى وزارة الثقافة يتضمن كل النتائج و المعلومات المتوصل إليها خلال المسح الشامل لمنطقة مخصصة لبناء مرافق سياحية" و يقترب الفريق من مغارات تشبه الأنفاق قرب حمام بن ناجي يعتقد الخبراء أنها حمامات رومانية ذات قيمة أثرية و علمية كبيرة. و قد أتت الجرافات على جزء كبير من نفق أثري رئيسي قبل شهرين تقريبا عندما بدأ مستثمرون خواص عملية واسعة لهدم بساتين و محيط طبيعي خلاب لتسوية مواقع المنتجعات السياحية المتوقعة بعد حصولهم على وعود و موافقات ضمنية لإقامة فنادق راقية قرب المحمية الطبيعية العرائس و مجرى وادي بوحمدان المجاور . و كاد احد المستثمرين أن يهدم النفق الأثري كله قبل أن يتوقف بعد تحرك دعاة حماية المناطق الطبيعية و الأثرية بالجوهرة السياحية. و قال قائد فريق التنقيب بأنه كان من الواجب منع الجرافات من هدم النفق و الإبقاء عليه كما هو باعتباره موروثا حضاريا و أثريا مهما يمكن إدماجه في المشروع السياحي حتى يعطيه قيمة سياحية و علمية و حضارية فريدة و مميزة. و قال شهود في وقت سابق بان حمامات رومانية تكون قد طمرت تحت أطنان من أتربة الحفر قرب المذبح البلدي عندما جرفت الآليات الموقع رقم 3 قرب جسر السكة الحديدية القديم المخصص لإقامة منتجع سياحي. و عن سؤال حول مدى تأثير الاكتشافات الأثرية على المشاريع السياحية المزمع إقامتها بالمواقع الممسوحة قال قائد فريق التنقيب بان الخبراء سيقدمون نتائج البحث فقط للوزارة الوصية و هي الجهة الوحيدة صاحبة القرار ، مضيفا " لا اعتقد أن ما توصلنا إليه من اكتشافات حتى الآن يعيق إنجاز المشاريع السياحية المقررة ، لسنا ندري ماذا سنكتشف خلال الأيام القادمة ، مهمتنا علمية يجب أن تعرفوا هذا ، نحن لا نقرر و لا نقدم أراء ، فقط نقدم نتائج واقعية ، صريحة و حقيقية بعد نهاية المهمة و هنا ينتهي دورنا". و كان وزير السياحة قد زار الموقع قبل شهرين تقريبا و أعطى تعليمات صارمة لاحترام الوسط الطبيعي و دمجه مع المرافق السياحية المزمع بناؤها و قال بأن المنتجعات السياحية يجب أن تكون إيكولوجية مندمجة مع البيئة. و تحدثت مصادر مطلعة منذ أيام عن تحفظ مديرية الثقافة و ترددها في إعطاء الموافقة على بناء المنتجعات السياحية بالمنطقة و أرسلت بيان استشارة إلى وزارة الثقافة صاحبة قرار تعيين خبراء الآثار و مسح المنطقة للفصل في التحفظ المسجل. و تتربع المنطقة المعنية بالتنقيب و المسح على أكثر من 7 هكتارات تقرر منحها لثلاث مستثمرين وعدوا بإقامة منتجعات و فنادق راقية ضمن جهود تطوير قطاع السياحة الحموية بقالمة حيث تعد مدينة حمام دباغ أكثر الحمامات المعدنية استقطابا للمستثمرين مما أدى إلى حدوث ما يشبه الاستنزاف الكبير لمحميات طبيعية نادرة أتت عليها الخرسانة و فوضى العمران و أفقدتها قيمة سياحية كبيرة ضلت قبلة للسياح من داخل الوطن و خارجه. و قد منعت قوات الأمن الصحفيين من دخول المنطقة و طلبت منهم حذف صور التقطوها لمواقع سياحية بالمدينة و طاردتهم على مشارف منطقة التنقيب و أضطر الصحافيون إلى دخول مكتب رئيس أمن الدائرة للاحتجاج و المطالبة بتسهيل المهمة و سمح لنا بالدخول و التصوير بعد يوم شاق و تعيس يحيل إلى أن المشكلة مع الصورة مازالت قائمة و أن مهمة صحافيي الجزائر العميقة مازلت شاقة و معقدة.