المجلس الولائي يرفض عرض ملف الثقافة بدعوى عدم جديته رفض أعضاء المجلس الشعبي الولائي ببرج بوعريريج السماع لعرض ملف مديرية الثقافة، واصفين إياه بغير الجاد، حيث تقرر في ختام الدورة العادية نهاية الأسبوع ايفاد اللجنة الإجتماعية بالمجلس للإطلاع على واقع القطاع و إنجاز تقرير مفصل و برمجته للمناقشة خلال الدورة المقبلة، بعدما كان مقررا عرض ملف القطاع دون مناقشة في الدورة العادية التي اختتمت أشغالها يوم الخميس. و أرجع رئيس المجلس و المنتخبين سبب رفض السماع لعرض مديرية الثقافة، إلى أن ما قدم في الملف عبارة عن أرقام بدون روح، فضلا عن الركود الذي يكتنف واقع القطاع بالولاية خلال السنوات الأخيرة، أين تحولت بحسبهم مختلف المرافق و المؤسسات الثقافية إلى هياكل من دون روح، مع تراجع الفعل الثقافي و التظاهرات و المهرجانات بالولاية و الهجرة غير المسبوقة من قبل المواطنين و المهتمين لما هو موجود من أنشطة لا ترقى إلى مستوى الموروث الثقافي و الإمكانيات البشرية التي تزخر بها الولاية، سواء ما تعلق منها بفرق المسرح و الغناء و الترفيه و الأدب، لنقص قاعات العرض و بقاء ما هو موجود منها عبارة عن ورشات لإعادة التهيئة على غرار دار الثقافة التي لا تزال الأنشطة مجمدة بها إلى إشعار أخر في انتظار استكمال أشغال إعادة التهيئة التي بدأت منذ سنوات و لم يكتب لها أن تنتهي رغم مرور أزيد من 06 سنوات على تسجيلها، إلى جانب تأخر أشغال إعادة تهيئة برج المقراني، و بقاء المراكز الثقافية و المكتبات عبر بلديات الولاية عبارة عن هياكل بدون روح . ملف مديرية الثقافة الذي كان من المقرر أن يعرض خلال الدورة، و تحصلت النصر على نسخة منه، كان جريئا من حيث المضمون حيث تم التطرق فيه إلى جميع النقائص و العراقيل التي يتخبط فيها القطاع، بما فيها المشاريع المتأخرة التي سجلت منذ سنوات 2006 و 2007 ، و حملت اعتراف ضمني بسوء التسيير من خلال التدقيق في عمليات إعادة التقييم لعديد المشاريع و التعبير صراحة على أن هذه الوضعية « موروثة « و كان لزاما التعامل معها لإتمامها بما تنص عليه الإجراءات القانونية و حسب الإمكانيات الموجودة لاستدراك النقائص . و عن أجال استلام المشاريع المتأخرة، مثل دار الثقافة التي كانت تعد الفضاء الأبرز لإقامة النشاطات الثقافية بالولاية، و كذا قلعة برج المقراني، و ملف المسرح الجهوي الذي كان من المقرر تسجيله قبل أربع سنوات، أشارت مديرية الثقافة بخصوص دار الثقافة أن الحصص كثيرة و متداخلة إلى حد يصعب فيه تحديد تاريخ لإعادة افتتاحها، و أشارت إلى أن عملية إعادة التهيئة سجلت في سنة 2007 برخصة برنامج أولية بغلاف مالي قدره 04 ملايير سنتيم، ثم اعادة التقييم سنة 2008 بإضافة مبلغ 5 ملايير و 500 مليون سنتيم، ما سمح بإنطلاق الاشغال سنة 2010 بعد التأشير على دفاتر الشروط، و نظرا للعراقيل و النقائص المادية أعيد تقييم العملية مرة ثانية سنة 2011 أين إرتفع المبلغ الإجمالي إلى 14 مليار و 500 مليون سنتيم، و رغم ذلك سجلت وتيرة الأشغال عديد الاضطرابات تمثلت في عزوف المقاولة عن إتمام الأشغال و توقفها بحيث لم تكتمل حتى شهر أكتوبر من السنة الفارطة 2013، لكنها اقتصرت على إعادة التهيئة الداخلية و الإمساكية و البهو و قاعة العرض و المدخل الرئيسي و تركيب المعدات الألية لقاعة العرض، في حين تبقى باقي الأشغال في طور الإنجاز منها تغليف الجدران و الأرضية و الأسقف و التجهيز بالكراسي و الستائر و طلب إعادة تقييم العملية مرة أخرى لتجهيز القاعة بالإضاءة التقنية و أجهزة الصوت و غرفة العرض السينمائي . من جانب أخر تبقى عملية ترميم برج المقراني تعرف تأخرا كبيرا، على إعتبار أن العملية سجلت منذ سنة 2006 بغلاف مالي قدره 4 ملايير و 200 مليون سنتيم، و ارتفع المبلغ إلى 8 ملايير و 200 مليون سنتيم بعد إعادة التقييم سنة 2009، و ذلك بعد توقف أشغال الترميم في الكثير من المرات، و رغم مرور أزيد من 07 سنوات على تسجيل العملية تقدر نسبة الأشغال بحوالي 75 بالمائة . أما عن مشروع إنجاز المسرح الجهوي أشارت مديرية الثقافة إلى تسجيله خلال شهر جويلية الفارط، و انتظار تقديم الصفقة على مستوى لجنة الصفقات العمومية و من ذلك الحصول على رخصة البرنامج خلال السنة الجارية، و يشكل هذا المشروع الذي جرى الحديث عن تسجيله منذ سنوات، حلم فرق المسرح و الجمعيات الناشطة في حقل الثقافة، على إعتبار أن ولاية البرج تتوفر على فرق مسرحية شاركت في عديد التظاهرات الوطنية و الدولية و حازت على جوائز خارج أرض الوطن على غرار فرقة التاج للمسرح و كذا جمعية عشاق الخشبة التابعة لبلدية ثنية النصر و تعاونية كانفا .