يشهد المسرح الجهوي "كاتب ياسين" بولاية تيزي وزو أشغال إعادة التهيئة، حيث قرّر مسؤولو قطاع الثقافة للولاية إعادة الاعتبار لهذا الفضاء الترفيهي والثقافي الذي يستقبل جمهورا غفيرا لمختلف النشاطات الثقافية والفنية التي تقام به على مدار أيام السنة من عروض مسرحية للكبار والصغار وغيرها من النشاطات الثقافية والفنية. اتّخذت مؤخّرا مديرية الثقافة للولاية قرار إعادة تهيئة المسرح الجهوي "كاتب ياسين"، حيث رصدت في الوهلة الأولى ما قيمته 15 مليار سنتيم، ونظرا للأشغال المبرمجة به تبيّن أنّ العملية تكلّف أكثر من ذلك. وحسب ما صرح به السيد ولد علي الهادي مدير الثقافة لتيزي وزو في لقائه ب"المساء"، فإنّه تمت مراسلة الوزارة الوصية التي قرّرت الرفع من القيمة المالية المخصّصة إلى 30 مليار سنتيم. وأضاف السيد ولد علي أنّ تيزي وزو تدعّمت بهذه المنشأة الثقافية التي تتّسع ل 12 ألف مقعد في سنة 1970، حيث فتح المسرح البلدي أبوابه لجمهور المنطقة الذي انتظر وبشغف كبير استفادته من هذا الفضاء الهام الذي يترجم معاناته فوق الخشبة خاصة أنّ المنطقة أنجبت ممثلين وشباب يتمتّعون بمواهب خارقة، وبالنظر لأهميته قرّرت الوزارة الوصية تحويله إلى مسرح جهوي وكان ذلك سنة 2005، حيث أطلق عليه اسم "كاتب ياسين". ومنذ فتح المسرح أبوابه، ظلّ يحتضن نشاطات عدّة حرّكت الحياة الثقافية بالولاية وخلقت نوعا من الانتعاش بعد ركود خيّم لسنوات، حيث تعاقبت الأحداث وبدأ المسرح الجهوي يعاني تدهورا، وأخذت وضعيته تزداد تدنيا شيئا فشيئا خاصة بعد أعمال التخريب التي شهدتها المنطقة في 2001، ما دفع بالمسؤولين إلى اتّخاذ قرار إغلاقه سنة 2007 ومنع احتضانه لبعض النشاطات ما عدا الصغيرة منها لتبرمج أشغال إعادة تهيئته، حيث كلّفت مؤسسة محلية بالقيام بالعملية، وبلغت نسبة تقدّم أشغال التهيئة نحو 40 بالمائة. واستنادا إلى مدير الثقافة بالولاية، فإنه ينتظر أن يفتح المسرح أبوابه من جديد لعشاقه ومحبيه مع نهاية السنة الجارية. وقد أعربت العائلات القبائلية عن استيائها بعدما اقتصرت العروض التي تنظّمها مديرية الثقافة على دار الثقافة "مولود معمري"، ذلك لكون قاعة العروض تعاني الضيق، حيث لا تتسع لاستيعاب الوافدين لحضور مختلف النشاطات المنظّمة. وينتظر جمهور تيزي وزو بشوق كبير فتح المسرح أبوابه خاصة أنه تعوّد على حضور البرامج التي تقام به منها سهرات شهر رمضان، حيث يعجّ الطابقان السفلي والعلوي للمسرح بالعائلات المتوافدة لحضور حفلات فنية وعروض مسرحية. من جهتها، عبّرت مديرة المسرح الجهوي السيدة فوزية ايت الحاج ل "المساء" عن أملها في أن تنتهي أشغال تهيئة المسرح الجهوي ويكون جاهزا العام المقبل ليحتضن فعاليات المهرجان المغاربي للمسرح الأمازيغي في طبعته الثامنة، موضحة أن السيدة خليدة تومي أكّدت أنه وانطلاقا من هذه السنة سيقام المهرجان بولاية تيزي وزو كل عام.