"ماسة" مسرحية للأطفال تحملهم من عالم الخيال إلى الواقع المعاش تستعد الفنانة والمخرجة المسرحية التونسية نورهان بوزيان لعرض مسرحيتها الجديدة "ماسة "الموجهة لشريحة الأطفال على ركح المسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو. الفنانة قالت للنصر، أن هذا الإنتاج الجديد المشترك بين تونسوالجزائر، هو أول تجربة لها في عالم الإخراج المسرحي في الجزائر ومن المنتظر أن يستمتع أطفال تيزي وزو يوم 28 فيفري الجاري بمسرحية "ماسة" بالمسرح الجهوي كاتب ياسين ،وأضافت ذات المتحدثة التي شاركت في العديد من الأعمال المسرحية، التلفزيونية والسينمائية بتونسوالجزائر، بأنّه سبق لها وأن قامت بالتكوين المسرحي العام الفارط 2013 بتيزي وزو. أمّا عن العمل المسرحي المعنون "ماسة" الذي كتبت نصّه و قامت بإخراجه، أوضحت بأنه شرف كبير لها أن تقوم به في الجزائر وبالأخص في عاصمة جرجرة تيزي وزو، كونها تنحدر من أصول أمازيغية في تونس، وأضافت نورهان أن العمل الموجه للأطفال يكون دائما في غاية الصعوبة سواء في كيفية الطرح أو الرؤية الإخراجية التي تتلاءم والشريحة العمرية الموجه لها هذا العمل، لهذه الأسباب قامت بجهد كبير لجعل هذا النص المسرحي المعنون "ماسة" يعكس ما يتحمله الأطفال في تلك المرحلة العمرية التي تتميز بديناميكية كبيرة تتماشى وتطور الطفل النفسي و الفيزيولوجي. من جهة أخرى فرضت عليها طبيعة هذا العمل أن تبحث وبعمق في كيفية طرح متجددة تعتمد على التجريب، فالبرغم من أن المسرحيّة بها شخوص كلاسيكيّة أو مأخوذة من الخرافة الشعبية أو من التراث المنقول "كالساحرة" أو "ملك" وهي "الملاك الطاهر" فإنها تحاول أن تحمل الطفل من عالم السحر والخيال إلى عالم الواقع المعيش،حيث سيعيش الطفل مع شخصيات خيالية قديمة، لكن بطريقة حديثة، فعلى سبيل المثال السّاحرة "فاتكة" في المسرحية لن تكون تلك المرأة العجوز التي ترتدي ملابس غريبة وتركب فوق مكنسة عجيبة ، بل سيراها الأطفال امرأة ترتدي ملابس حديثة مصنوعة من الجلد الأسود، وهي امرأة جميلة تركب دراجة نارية وهذا ما لم يتعود عليه الأطفال. هذه المسرحية حسب نورهان بوزيان تجسدها أربع ممثلات وممثلين (محترفان وهاويان)،اختارت "ماسة" عنوانا للمسرحية لأنّ هذه الكلمة تنطق باللغتين الأمازيغية والعربية، فماسة باللغة الأمازيغية تعني " السيّدة" وبالعربية تعني "الجوهرة " ،وتعتبر هذا العمل فسيفساء يجد فيه الطفل متعته، لأنّه يجسّد في الشارع وسيأخذ الطفل إلى عوالم مختلفة وهذا ما سيجعل الممثل عنصرا رئيسيا وفاعلا في هذا العمل المسرحي الجديد ، لأن هذا الطرف حسبها من شأنه أن يدفع به نحو المزيد من التعمّق في النّص وأداء الممثلين الذين يعطون للصورة المكانة الحقيقية في عرض موجه للناشئة وما يمكنه أن يخلفه من استيعاب تربوي ومن ترفيه عند الطفل. تدور أحداث المسرحية حسب المخرجة حول الشخصية الرئيسية فيها وهي "ماسة" وهي فتاة صغيرة تعمل كممثلة، تقدم عرضا مسرحيا مصغرا في الشارع لتبيع الورود و تكسب المال، هي فتاة طيبة رقيقة ومتحمسة تقدس الفن والعمل وتعتبر القناعة كنزا لا يفنى، و تؤمن بالصداقة والحب فتحب صديقها "طامح" وتسانده لتحقيق النجاح. أمّا طامح الذي يعمل مع ماسة في العروض المسرحية التي يقدمانها في الشارع، فهو شخص طموح جدا يتمنى أن يصبح مشهورا في المجال الفني ويحلم بالثراء والتخلص من فقره. طموحه المبالغ يجعله يقع في شباك "شنيعة الثرية" تلك المرأة المغرورة التي حاولت إغواءه بالمال واستغلاله. فهي تعتقد بأنها بالمال يمكنها شراء كل شيء حتى الإنسان، قامت بكل ما في وسعها للإيقاع بطامح في شباكها مستغلة طموحه ورغبته في الشهرة والكسب السهل والثراء السريع، فتقترح عليه أن يعمل فنانا في قصرها ويتخلى عن صديقته "ماسة" وهذا ما سيجعل طامح ينساق وراء شنيعة رغم محاولة "ملك" لجعله يتراجع عن قراره. جسّدت "ملك" في المسرحية دور الملاك الطاهر والضمير الحي عند الإنسان ، فهي تنبض بالخير والحب ،و تحاول ثني طامح عن عزمه حتى لا يترك صديقته "ماسة" و يتبع طريق الطمع ،مصورة له الحقيقة كما يجب أن يراها هو، أمّا "فاتكة" فهي من الشخصيات التي تدفع إلى العمل السلبي وإلى الشر تأمر بالسوء وتزين للنفس البشرية كل الخبائث والأعمال الدنيئة على أنها خير للبشر.