شباب قرية بوحصان بين فكي البطالة و العزلة يشتكي شباب قرية بوحصان عبد الله الواقعة بأعالي بلدية مسعود بوجريو بقسنطينة، من البطالة و العزلة،حيث يطالبون بتوفير مناصب شغل لانتشالهم من "حالة البؤس"، التي يعيشونها داخل قرية تغرق في "التخلف" و تكاد تنعدم بها أبسط الخدمات. "النصر" زارت هذه القرية التي تبعد ببضع كيلومترات عن بلدية مسعود بوجريو أو "عين كرمة"، و وقفت على وضع أقل ما يقال عنه أنه كارثي، بحيث يتفاجأ من يدخلها بالانتشار الكثيف للحفر و تردي حالة الطريق الولائي الذي يعبرها، كما يلاحظ تآكل أرصفة الشارع الرئيسي، بينما يزيد الحال سوء بالمسالك الداخلية لهذا التجمع، الذي يعيش به عزلة كل فصل شتاء و يقطنه أزيد من مائة نسمة، تشتكي من أزمة عطش تزداد في فصل الصيف و ذلك بسبب "عدم صلاحية" مياه الشرب الموزعة من الخزان المائي، حسب السكان، الذين ذكروا لدى تحدثنا إليهم أنهم اضطروا نتيجة هذا الوضع للجوء إلى مياه الينابيع و الآبار التي تجف في فصل الحر و تزيد من معاناتهم. كما يشتكي سكان قرية بوحصان عبد الله التي تتوسط أراضي فلاحية شاسعة، من غياب مرافق التسلية بحيث لا يجد أبناؤهم مكانا للعب، و قد وقفنا لدى دخول نادي الشباب على درجة الإهمال الذي طاله، بحيث يظهر أنه لم ينظف أو يطلى منذ عدة سنوات و اكتشفنا أن وسائل الترفيه به تقتصر على لعبة "بيلياردو" و تلفاز قديم و جهاز إعلام آلي، لا يستغل سوى في ألعاب الفيديو، و ذلك بسبب غياب شبكة الأنترنت و الهاتف الثابت، و هو ما أدخل السكان في عزلة زادها سوء الغياب الكلي لوسائل النقل الحضري، ما يضطرهم للجوء إلى سائقي "الفرود" أمام قلتهم، و تحدث السكان عن غلق قاعة العلاج كل منتصف النهار، ما يدفعهم للتنقل لعدة كيلومترات من أجل أخذ حقنة، بينما يحدون صعوبة كبيرة في تحويل الحالات الطارئة. و قد لاحظنا لدى دخولنا النادي أنه شبه خال و لا يوجد بساحته الخلفية سوى عدد قليل من الشباب، الذين صادفناهم و هم يتبادلون أطراف الحديث، حيث أكدوا لنا أن أغلبهم يحملون شهادات جامعية و يتخبطون في بطالة خانقة، بسبب قلة مناصب الشغل ببلدية مسعود بوجريو، و ذهابها إن وجدت لغير مستحقين، على حد قولهم، مضيفين بأن عددا منهم أودع ملفات من أجل تكوين مشاريع صغيرة أغلبها يخص الاستثمار الفلاحي و تربية المواشي، لكن دون تلقي الرد، حيث طالبوا بضرورة التفات السلطات المحلية إليهم و إنقاذهم من حالة البؤس التي يواجهونها يوميا. نائب رئيس بلدية مسعود بوجريو المكلف بالبناء و التعمير، أوضح بأن نادي الشباب يخضع لتسيير مديرية الشباب و الرياضة و لا يمكن للبلدية أمام ضعف إمكانياتها توفير المزيد من التجهيزات به، قبل أن يؤكد فيما يخص التهيئة بأن القرية ستستفيد من مشروع لاستكمال عمليات للتهيئة بقيمة 900 مليون سنتيم، بينما وزعت استفادات الدعم الريفي على 350 عائلة من أجل انجاز سكنات ريفية، مضيفا بأن قاعة العلاج تقدم الخدمات اللازمة و تعمل طيلة النهار على حد قوله. و فيما يخص أزمة النقل ذكر المسؤول بأن سببها هو ضعف المردودية بهذا المحور، ما جعل أصحاب الحافلات و سيارات الأجرة يعزفون عنه، مؤكدا بأن الباب مفتوح لجميع الراغبين في الاستثمار بهذا الخط.