حليلوزيتش اعتمد على 20 لاعبا و إنجازات تاريخية تحطم كل الأرقام إنتهت المغامرة الجزائرية في مونديال البرازيل بعد تحقيق إنجاز تاريخي بالمرور إلى ثمن النهائي في رابع مشاركة للنخبة الوطنية في نهائيات كاس العالم، مع توديع المنافسة برأس مرفوعة، رغم أن "الخضر " لم يكونوا مرشحين لتجاوز عقبة الدور الأول، لكن كتيبة "المحاربين" الجزائريين سرقت الأضواء و صنعت الحدث في الأراضي البرازيلية، تحت قيادة " الباتريوت" البوسني وحيد حليلوزيتش الذي قاد "الفيلق" في 4 معارك إعتمد فيها على خدمات 20 "محاربا " من إجمالي ال 23 الذين أسندت لهم مهمة الدفاع عن الألوان الوطنية في هذا المونديال، لتكون ثمرة هذه التضحيات إنجازات تاريخية. "الخضر " كانوا قد دشنوا مشاركتهم في هذا الدورة بهزيمة أمام بلجيكا، الأمر الذي جعل الناخب الوطني حليلوزيتش عرضة لإنتقادات لاذعة بسبب بعض خياراته التكتيكية و كذا طريقة اللعب التي إنتهجها، و التي بنيت على التجمع في الدفاع و رفض اللعب، لتكون العواقب إنهيار بدني في منتصف الشوط الثاني، و لو أن "الكوتش فاهيد " سارع إلى القيام بثورة على التشكيلة الأساسية في اللقاء الثاني ضد كوريا الجنوبية، و ذلك بإقحامه 5 عناصر جديدة، و نجاحه في تحقيق إنتصار تاريخي طال إنتظاره. مبولحي و فغولي الأكثر مشاركة و 3 عناصر ظلت خارج الخدمة و إنطلاقا من هذه المعطيات فإن حليلوزيتش منح الفرصة ل 20 لاعبا من أجل تسجيل تواجدهم الميداني في المباريات الأربعة التي خاضها المنتخب الوطني في مونديال البرازيل، غير أن الحارس مبولحي و المهاجم فغولي كانا الأكثر تواجدا بخوضهما اللقاءات الأربعة ضمن التشكيلة الأساسية، الأمر الذي سمح لكل عنصر من الحصول على 390 دقيقة في السجل الذهبي، على إعتبار أن المدافع رفيق حليش كان قد غادر أرضية الميدان في الوقت الإضافي من مباراة ألمانيا متأثرا بالإصابة التي تعرض لها، بينما لازم بن طالب دكة البدلاء في ثمن النهائي بعدما شارك في كل مقابلات الدور الأول، في حين كان المدافع كادامورو لاعب الساحة الوحيد الذي بقي خارج نطاق الخدمة في الدور الأول، إلى جانب الحارسين زماموش و سيدريك. مشاركة لتحطيم الأرقام القياسية و دخول التاريخ على صعيد آخر فإن تواجد المنتخب الجزائري في بلاد "الصامبا" كان من أجل كتابة صفحة جديدة من التاريخ في العديد من الجوانب، لأن الهدف الذي وقعه فغولي في مرمى منتخب بلجيكا جاء بعد إنتظار دام 28 سنة، و مدة زمنية قاربت 505 دقائق من عمر مباريات "الخضر " في المونديال، و هي ضربة الجزاء الأولى التي يتحصل عليها المنتخب الوطني في رابع مشاركة له في العرس العالمي، كما أن الفوز على كوريا تحقق بعد مخاض عسير تجاوز 3 عقود منذ آخر إنتصار على الشيلي بإسبانيا، لكن هذا الإنتصار كان له بعد آخر مع التاريخ، لأنه كان بعد نجاح "الخضر" في الوصول إلى الشباك الكورية 4 مرات، و هي المرة الأولى التي ينجح فيها منتخب عربي و إفريقي في تسجيل 4 أهداف في لقاء واحد في المونديال، ليكون التأهل إلى ثمن النهائي لأول مرة في التاريخ، كما أن سليماني سجل هدفه الثاني في هذه الدورة، حاله حال جابو، لأن هذا الثنائي اصبح يتقاسم صدارة هدافي "الخضر" في المونديال مع عصاد. من جهة أخرى فقد اصبح رفيق حليش أكثر اللاعبين الجزائريين تواجدا في المونديال من حيث عدد المبارايات و مجموع الدقائق بمعدل 7 لقاءات و 637 دقيقة، متقدما بذلك على كل من فوزي منصوري و محمود قندوز. إنتفاضة هجومية فاقت حصاد إجمالي المشاركات السابقة و بلغة الأرقام و الإحصائيات نجد و أن هجوم المنتخب الوطني سجل 7 أهداف في هذا المونديال، متجاوزا بذلك إجمالي حصيلة "الخضر" في مشاركتهم الثلاثة السابقة في نهائيات كاس العالم، لأن المنتخب الجزائري كان قد سجل في مونديال إسبانيا 5 أهداف، قبل التراجع إلى هدف وحيد في مكسيكو، قبل توديع مونديال جنوب إفريقيا من دون توقيع هدف الشرف، و الإنتفاضة الهجومية في هذه النسخة كانت قوية بتسجيل 4 أهداف في الأشواط الأولى، و توقيع هدفين في المراحل الثانية من المباريات، مع الإحتكام إلى الوقت الإضافي في ثمن النهائي ضد ألمانيا، و تسجيل هدف في آخر ثانية من المشاركة الجزائرية في هذه الطبعة، و الملفت للإنتباه أن الأهداف الجزائرية كانت 5 منها بالأقدام، من بينها مرة واحدة فقط كانت من كرة ثابتة عند تنفيذ فغولي ركلة الجزاء، مع تسجيل الثنائي حليش و سليماني لهدفين بالرأس، في الوقت الذي تلقى فيه الدفاع 7 أهداف، واحد منها فقط في الشوط الأول، مقابل إهتزاز شباك مبولحي في 4 مناسبات في الأشواط الثانية، و هدفين في الأشواط الإضافية، 6 إنذارات و لا بطاقة حمراء دليل على الإنضباط الجزائري أما بخصوص الجانب الإنضباطي فإن النخبة الجزائرية كانت من بين أحسن المنتخبات من حيث الروح الرياضية، حيث تلقى اللاعبون 6 إنذارات في هذه الدورة، خمسة منها كانت في الدور الأول، لكل من بن طالب، بوقرة، مصباح ، غيلاس و كادامورو الذي دخل التاريخ على طريقته الخاصة، كونه لم يشارك في أية دقيقة لكنه تلقى إنذارا أثناء تواجده على دكة البدلاء، في حين كان حليش الوحيد الذي أنذر في ثمن النهائي، بينما لم تتلق الجزائر أية بطاقة حمراء في هذا المونديال، على عكس دورة جنوب إفريقيا لما تلقت العناصر الوطنية بطاقتين حمراوين لغزال و عنتر يحي. جائزة أفضل لاعب " جزائرية " في 3 مباريات و لعل من الإنجازات التي تؤكد على المشاركة الجزائرية كانت "إستثنائية " ظفر المهاجم سليماني بجائزة أفضل لاعب في المباراة في مناسبتين، و كانت في لقائي كوريا الجنوبية و روسيا، قبل أن يدخل الحارس مبولحي التاريخ و يترك إسمه بأحرف من ذهب في ثمن النهائي، لما توج بهذه الجائزة على حساب نجوم المنتخب الألماني، ليكون بذلك اللاعبون الجزائريون قد إنتزعوا هذه الجائزة في 3 مقابلات من بين الأربعة التي خاضوها في هذه الدورة قراءة : صالح فرطاس * تصوير: الشريف قليب