أجواء خاصة جدا عاشتها غرف حفظ ملابس المنتخب الوطني بعد نهاية لقاء أمس أمام كوريا الجنوبية، كيف لا و"الخضر" نجحوا في تحقيق إنتصار تاريخي في "المونديال"، وأي انتصار؟ 4 أهداف كاملة في شباك المنتخب الكوري قربتهم كثيرا من التأهل إلى المرحلة الثانية لأول مرة في التاريخ. اللاعبون عادوا مباشرة إلى غرف الملابس وغنّوا الشعار الأبدي الجزائري "وان، تو، ثري فيفا لالجيري" في أجواء خاصة للغاية ووسط حماس منقطع النّظير من طرف 23 لاعبا. بعض اللاعبين بكوا من شدة الفرحة والتّأثر هذه الأجواء جعلت اللاعبين يتأثرون كثيرا، وقد علمنا من مصدر مقرّب أن هناك عددا من اللاعبين ذرفوا الدّموع من شدة التأثر، لأنهم كانوا يعيشون لحظات تاريخية بعد أن غابت الجزائر عن الانتصارات في "المونديال" طيلة 32 سنة كاملة. بينما كانت الأجواء أخوية للغاية وشارك فيها الجميع من دون استثناء أي 23 لاعبا وبحضور أعضاء مختلف الطواقم في أجواء لا تنسى تماما ووسط فرحة لم يعش اللاعبون مثلها من قبل. البعض أصيبوا ب"هيستريا" حقيقية ورشوا بعضهم بالمياه كما علمنا أن بعض اللاعبين من شدة الفرحة أصيبوا ب"هيستريا" حقيقية، وهناك منهم من بحّ من شدة الصراخ، وفضلا عن ذلك رشوا بعضهم البعض بالمياه فابتلت ملابسهم الرياضية بالكامل، وهذا قبل ذهاب الجميع إلى أخذ حماماتهم. ونقل مصدر داخلي أن اللاعبين فرحوا بطريقة لم يعرفوها من قبل، على الرغم من أنهم حققوا انتصارات كثيرة، لكن الفوز في "المونديال" ليس مثل الفوز في أي منافسة. النقاط في "الجيب" الآن والغرور أول عدو أمام الدّب الروسي وبعد أن قضى اللاعبون ليلة رائعة ب"بورتو أليڤري"، فهم مطالبون عند عودتهم اليوم إلى مقر إقامتهم في سوروكابا بأن ينسوا كل شيء ويبدؤون يوما جديدا لأن لقاء روسيا سيكون هاما جدا ومصيريا، والضغط فيه سيكون على "الخضر" الذي سيلعبون وحظوظهم بين أرجل لاعبيهم (التعادل قد يكون مؤهلا)، في وقت أن المنتخب الروسي سيسعى للفوز ولن يلعب إلا لأجله، بينما المؤكد أن العدو الأول في هذا اللقاء هو الغرور، وتجاوز مباراة أمس البطولية لن يكون إلا بالعودة إلى الأرض والتفكير في أن ورقة التّأهل لم تقتطع بعد. -------------------------
سليماني يحرّر "الخضر"، يسجّل هدفه 12 ويسكت المنتقدين أتت تغييرات الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش بثمارها في مباراة أمس أمام منتخب كوريا الجنوبية، بدليل الأداء الرائع الذي ظهر به زملاء بوڤرة في المرحلة الأولى من المقابلة والأهداف الثلاثة المسجلة، غير أنه تجدر الإشارة إلى أنّ هداف "الخضر" إسلام سليماني كان له دور كبير في هذا الفوز المحقق، خاصة أنه كان من فتح باب التسجيل بطريقة جميلة جدا حرر بها الجمهور وزملاءه الذين واصلوا على نفس المنوال وتمكنوا من إضافة هدفين آخرين في الشوط الأول عن طريق حليش وجابو، وقد كانت الفرحة كبيرة بالهدف الذي أمضاه سليماني بعد تضييعه بعض الفرص. التحق ب سوداني في ترتيب هدافي المنتخب حاليا بعد الهدف الأول الذي سجله الهداف إسلام سليماني أمسية أمس والثاني للمنتخب في دورة البرازيل، تمكّن اللاعب السابق لشباب بلوزداد من اللحاق بزميله سوداني في ترتيب هدافي المنتخب في الوقت الحالي ب 12 هدفا في المباريات الرسمية، الأمر الذي يؤكد أنّ هناك تنافسا كبيرا بين مهاجمي "الخضر" اللذين يسعيان دائما إلى تقديم أفضل ما لديهما لتسجيل أكبر عدد من الأهداف وقيادة "الخضر" إلى أبعد الحدود في كل المنافسات التي يشاركون فيها. عاش ضغطا رهيبا وردّ على الانتقادات بطريقته من جهة أخرى، فإنّ بداية المرحلة الأولى من المباراة لم تكن مثل ربع الساعة الأخير من الشوط نفسه بالنسبة ل سليماني، الذي عاش ضغطا رهيبا أمس من طرف مجموعة من الأنصار الذين كانوا منذ بداية المرحلة الأولى يوجّهون إليه الانتقادات بسبب تضييعه بعض الفرص في البداية، حتى وصل بهم الأمر إلى المطالبة بإخراجه واستبداله ب سوداني، غير أنه تحمّل كل ذلك وبقي مركّزا على عمله إلى أن جاء الفرج وتمكّن من تسجيل هدف جعله يردّ على المنتقدين بطريقته الخاصة. عبّر عن فرحته بطريقة هستيرية ونظرا للضغط المفروض على المهاجم إسلام سليماني منذ بداية اللقاء فإنّه عبّر عن فرحته بالهدف الأول الذي سجّله بطريقة هستيرية، إذ لم يتوقّف عن الصراخ وتوجّه مباشرة إلى الكاميرا وهو في عالم آخر، الأمر الذي يدل على أنه أراد أن يقول كلمته ويؤكد للناخب الوطني حليلوزيتش أنه قادر على صنع الفارق ويستحق وضع فيه الثقة بعد أن ساهم إلى حد بعيد في تأهّل "الخضر" إلى مونديال البرازيل. عانق سوداني بقوة رغم المنافسة الشديدة بينهما وبعد الانتهاء من التعبير عن فرحته توجّه سليماني مباشرة إلى زميله في مقعد البدلاء ومنافسه في منصب الهجوم هلال سوداني وعانقه بشدة لفترة معتبرة، فرغم المنافسة الشديدة الموجودة بين هذين اللاعبين على المنصب الأساسي إلا أنّ ذلك لم يؤثر أبدا على علاقتهما، حتى أنهما يقيمان دائما في غرفة واحدة خلال جميع التربصات التي يجريها "الخضر". كاد يغادر الميدان تحت تأثير الإصابة في (د29) من جهة أخرى، فإنّ سليماني كاد لا يكمل اللعب في المرحلة الأولى بعد أن تعرض إلى إصابة على مستوى الكاحل في (د29)، فقد شعر بآلام حادة بعد أن تعرّض إلى تدخل عنيف من طرف أحد لاعبي المنتخب الكوري، إلى درجة أنّ المدرب حليلوزيتش طلب من سوداني القيام بعملية الإحماء استعدادا لتعويض سليماني، غير أنّ شجاعة الأخير جعلته يتابع اللعب إلى أن تمكن من فتح باب التسجيل وتحرير الأنصار وزملائه جميعا. ختم تألقه بتمريرة حاسمة ل جابو ولا يختلف أنصار "الخضر" على أنّ سليماني كان له دور كبير في الفوز الذي حققه المنتخب أمس، فبغض النظر عن فتحه باب التسجيل بهدف حرر الفريق من الناحية النفسية وأعاد الثقة إلى زملائه، فإنّ سليماني ختم تألقه بتقديمه تمريرة حاسمة لزميله عبد المومن جابو الذي تمكّن على إثرها من إضافة الهدف الثالث قبل نهاية المرحلة الأولى. -------------------------
حسب موقع الفيفا بالأرقام..سليماني نجم اللقاء وبوڤرة الأسوأ (+ صورة) ترك إسلام سليماني بصمة قوية في المباراة وأعطى اللاعبين ثقة كبيرة بهدفه الأول في مرمى الكوريين بعد تحرك قوي في العمق الهجومي، كما كانت تحركاته مثمرة للغاية وتمكن من صناعة الهدف الثالث الذي سجله المتألق عبد المؤمن جابو. كما وجه لاعب سبورتينغ خمس تسديدات، واحدة في الإطار وصنع هجمتين و28 تمريرة صحيحة، وبلغت نسبة نجاح تمريراته 57 ٪ ولمس الكرة 41 مرة خلال المواجهة. بالمقابل، لم يكن المدافع مجيد بوڤرة في يومه، حيث ارتكب خطأ تمكن من خلاله المنتخب الكوري من تسجيل الهدف الأول بعدما كان "الخضر" متقدمين بثلاثية، واستطاع اللاعبون الكوريون تجاوز الماجيك في أكثر من لقطة، وشكلوا خطرا كبيرا على مرمى مبولحي، فضلا عن كل هذا تلقى قائد المنتخب بطاقة صفراء.
جابو:"تواجدي في البرازيل حلم، الحلم الأكبر التسجيل وأتفاهم جيدا مع فغولي وبراهيمي" ما تعليقك على الفوز أمام المنتخب الكوري؟ في الحقيقة هو فوز رائع وكبير، فقد بحثنا عنه منذ اليوم الأول الذي وطأت فيه أقدامنا الأراضي البرازيلة، خاصة بعد الهزيمة التي منينا بها في الجولة السابقة أمام المنتخب البلجيكي، فهذه المرة قدمنا كل شيء والحمد لله الفوز برباعية لهدفين جعلتنا سعداء جدا بتحقيق هذه النتيجة. ما تعليقك على دخولك أساسيا بعد أن كنت في الاحتياط أمام بلجيكا؟ الشيء الذي لا شك فيه هو أنني فخور بمشاركتي في المونديال وبالهدف الذي سجلته وهذا أمر رائع أن تسجل في المونديال، والمهم أننا أفرحنا الأنصار وقدمنا في نظري مباراة رائعة وكبيرة نجحنا من خلالها في إدخال الفرح والأمل وسط الجمهور الجزائري العريض سواء الذي انتقل من أجلنا إلى هنا في البرازيل أو من يتابعنا على الأعصاب في الجزائر. كنت منسجما مع فغولي وبراهيمي، فهل لك أن تشرح لنا كيف حدث ذلك؟ هذا أكيد، فقد انسجمت معهم بسرعة ووجدت راحتي معهم ففغولي وبراهيمي سمحا لي ولكل زملائي بالانسجام السريع وهذا يعود الفضل الأول فيه إلى العمل الكبير الذي قمنا به في التدريبات طيلة الفترة الماضية والذي سمح لنا بالتعود على طريقة لعب كل واحد منا، ولا يمكن إغفال أننا تعبنا كثيرا من أجل تحقيق انسجام وجعل المنتخب يعلب ككتلة واحدة دفاعيا وهجوميا، والنتيجة ظهرت والحمد لله في نهاية المطاف بتحقيق فوز هام وكبير. وهل كنتم تتوقعون الفوز برباعية؟ في رأسنا لم نكن نفكر في عدد الأهداف التي نسجلها في المباراة بقدر ما كان تفكيرنا في الفوز وجمع ثلاثة نقاط، خاصة بعد الهزيمة الأولى التي كانت لنا أمام منتخب بلجيكا، فهذه المرة عقدنا العزم على أن يكون لنا كلمة في هذا المونديال والتأكيد على أن الجزائريين هنا من أجل هدف واحد وهو تشريف الراية الوطنية والعرب، ولهذا فالمهمة كانت واضحة بالنسبة لنا وهو الفوز وهذا ما حققناه في النهاية. كيف شعورك وأنت في البرازيل تشارك، تمتع وتسجل؟ شيئ رائع أن تكون في المونديال والأروع أن تلعب في البرازيل وتسجل، فهذا لا يمكن أن يحس به أي شخص بخلاف اللاعب الذي يكون فوق أرضية الميدان، وقد دعوت الله ألا أضيع هذه الفرصة والحمد لله وفقت في مهمتي وشرفت ثقة المدرب وكل من يثق في عبد المؤمن جابو. في نهاية اللقاء لاحظنا أنك تعاني من إصابة، فهل لك أن تطمئن الجمهور الجزائري عن حالتك الصحية؟ هذا صحيح، كنت أشتكي من آلام على مستوى الفخذ تتمثل في شد عضلي نتيجة المجهودات الكبيرة التي بذلتها طيلة الأوقات الماضية من اللقاء، ولكن هذا لن يمنعني بحول الله عن المشاركة في المباراة القادمة التي ستجمعنا بالمنتخب الروسي في الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الثامنة التي نلعب فيها. وكيف ترى المباراة المقبلة أمام منتخب روسيا؟ الشيء الذي يجب أن نوضحه هو أننا سندخل المقابلة بدون حسابات، يعني أن لا نقول في أنفسها أنه تكفينا نقطة واحدة لنتأهل، بل سندخل المباراة من أجل تحقيق هدف واحد وهو الفوز دون سواه، لأننا نعلم جيدا أن الشيء الوحيد الذي يكفل لنا ضمان التأهل إلى الدور الثاني وبعيدا عن الحسابات ولغة الأرقام هو الفوز خاصة بعد تعثر منتخب روسيا أمام بلجيكا، لهذا سنرمي إن شاء الله بكل ثقلنا في المباراة الأخيرة لحصد ثلاث نقاط جديدة والتأهل عن جدارة واستحقاق إلى الدور الثاني. كلمة أخيرة للجمهور الجزائري؟ كل ما أقوله في النهاية هو أتمنى أن يكون الجمهور الجزائري والعربي قد اقتنعا أننا لم نخذله وقدمنا مباراة قوية وكبيرة ومستوى طيب، فزنا باللقاء عن جدارة واستحقاق وليس ركلة حظ أو شيء من هذا القبيل، وهي فرصة أهنئ فيها الجزائر بالفوز وأتمنى من كل قلبي أن تتواصل أفراح الجزائريين ونكون سفيرا مميزا في بلاد كرة القدم البرازيل. ------------------------- حليلوزيتش احتضن جابو بقوة بعد الثالث توجه جابو مباشرة نحو المدرب حليلوزيتش وعانقه بوقوة، البوسني عانق أيضا ابنه بقوة كبيرة، وهذا كتعبير عن المصالحة بينهما بعدما كان التيار لا يمرّ بينهما في وقت سابق، إذ كانت التصريحات بينهما متبادلة وقوية جعلت اللاعب يعمل بقوة ويؤكد أنه فعلا لاعب كبير، وها هو فعلا يؤكد امتلاكه لمهارات اللاعبين الكبار ويحفظ ماء وجه مدربه من خلال كرتين واحدة في المرمى وأخرى في رأس مدافع سجل منها هدفا.
جابو..."الله يحفظ اللي جابو" نعم هو ليس بلاعب العشر دقائق...هو فنان هذا الزمان، هو عبد المومن جابو الذي همشه البوسني في أول مباراة عندما أدرجه على مقعد البدلاء، نال فرصته هذه المرة ورد بطريقته على حليلوزيتش بأداء مميز ترجمه بتمريرة حاسمة وهدف حاسم أيضا مساهما بذلك في فوز تاريخي للجزائر قد يقودها إلى الدور ثمن النهائي لآول مرة في مسيرتها...حفظك الله يا جابو. وحفظ من أنجبتك.