أشعر بالخيبة والفخر في نفس الوقت - اختلطت الأحاسيس والمشاعر على قائد المنتخب الوطني مجيد بوقرة، وهذا بعد تفويت زملائه لفرصة إضافة فقرة إضافية في سجل تاريخ نهائيات المونديال، من خلال تجاوز العملاق الألماني الذي وصفه بالفريق القوي، والمرور بالتالي إلى الدور ربع النهائي. من جهة أخرى رفض صخرة دفاع الخضر الحديث عن مستقبله، سواء مع النوادي أو المنتخب الوطني، مفضلا ترك ذلك إلى ما بعد العطلة التي سيقضيها مع الأهل والأقارب، بعد موسم شاق وطويل. مجيد أديتم مباراة بطولية أمام الألمان ومشوارا جد مشرف في مونديال البرازيل، ولكن نلاحظ عليك وعلى باقي زملائك علامات الحزن وخيبة الأمل، فما مرد ذلك؟ سؤالك يتضمن نصف الإجابة، فلأننا أدينا مشوارا مشرفا في نهائيات مونديال البرازيل، وحققنا الهدف المسطر والمتمثل في الإنجاز التاريخي بالمرور إلى الدور الثاني كممثل واحد ووحيد لكل العرب، ولأننا أسعدنا كل الشعب الجزائري الذي كان ينزل إلى الشوارع للاحتفال بعد كل مباراة، فهذا كله يجعلني أحس بالسعادة والفخر، لكن من جهة أخرى اختلطت مع هذه المشاعر أحاسيس أخرى لا يمكنني وصفها، ويكفي القول بأنها شعور بخيبة الأمل، لأننا أدينا مباراة كبيرة أمام المنتخب الألماني العملاق، وفوتنا فرصة كتابة فقرة أخرى في سجل نهائيات المونديال؟. هي الخيبة إذا وهو ما يفسر علامات الحزن البادية على وجوهكم، ورفض الكثير من زملائك التحدث إلى الصحافة؟ يمكنك قول ذلك، فجل الزملاء من اللاعبين الشبان الذين لديهم إمكانيات فنية وبدنية كبيرة، ولكنهم في المقابل يفتقرون إلى التجربة والخبرة في مثل هذه المنافسات الكبرى، فمنهم من يشارك لأول مرة مع المنتخب الوطني، ويشارك في نهائيات المونديال إلى جانب عمالقة الكرة في العالم، وعليه اختلطت عليهم وحتى نحن الأحاسيس، ففي نفس الوقت نشعر بالافتخار بما حققناه في مونديال البرازيل، وكذا المباراة الكبيرة التي أديناها أمام المنتخب الألماني القوي، كما نشعر بالإحباط وخيبة الأمل، لأننا جانبنا إنجازا تاريخيا آخر. نفهم من هذا أن اللاعبين لم يكونوا يؤمنون بقدراتهم وإمكانياتهم أمام الألمان، واستسلموا بالتالي مسبقا، واكتفوا بما حققوه؟ لا لا لم يكن هذا قصدي، بل بالعكس لقد كنا على ثقة بأنفسنا وبقدراتنا، والدليل المباراة الكبيرة والقوية التي أديناها، ويمكنني القول بأننا جانبنا الفوز على فريق ألماني يعد من أحسن وأقوى الفرق في العالم، خاصة خلال الشوط الأول الذي أهدرنا فيه العديد من الفرص، ولكن هذه هي كرة القدم وهذه هي قوانينها. انتهت مغامرة الخضر مع المونديال البرازيلي، فماذا عن مستقبل مجيد مع المنتخب وكذا في مساره الاحترافي؟ معذرة أخي على إجابتك بكل صراحة. أرفض في الوقت الراهن الحديث عن مستقبلي الكروي، سواء تعلق الأمر بالمنتخب الوطني أو بمستقبلي الشخصي. حاليا لا أفكر إلا في شيء واحد، وهو أخذ قسط من الراحة لاسترجاع الأنفاس، بعد موسم طويل وشاق، وهذا بقضاء العطلة رفقة الأهل والأصدقاء. ولكنك قائد المنتخب الذي تنتظره منافسة قارية (نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015)، والتي هي على الأبواب، خاصة في ظل التغيير على مستوى العارضة الفنية؟. أعلم بأن المنتخب تنتظره منافسة قارية كبيرة، ولكن ليس لدي ما أقول في الوقت الراهن، كما أنني لا أفكر إلا في أخذ قسط من الراحة، وأما بخصوص التغيير على مستوى العارضة الفنية للمنتخب الوطني، فأكتفي بالقول بدون تعليق، ولكن لا بد من إعطاء كل ذي حق حقه. فالمنتخب مع وحيد حليلوزيتش حقق نتائج جد رائعة، فهو مدرب كفء ويحب العمل، كما يحسن قيادة الرجال بفضل صرامته، وعليه استغل الفرصة لأشكره على كل ما قدمه للمنتخب الوطني، وقيامه بعمله بكل إخلاص. حاوره ببورتو أليغري: حميد بن مرابط * تصوير: الشريف قليب