* "اللّه أكبر".. الجزائر تحقّق الحلم سجّل المنتخب الوطني نفسه بأحرف من ذهب في تاريخ المونديال من بابه الواسع بقوة افتكاكه تأشيرة التأهّل إلى الدور الثاني لمونديال البرازيل بتعادله أمام المنتخب الرّوسي، واضعا بذلك حدّا لخيبة الاِكتفاء بالمشاركة وفقط في رابع مشاركة للكرة الجزائرية في موعد بحجم كأس العالم، وهو الإنجاز الذي صنع الحدَث على المستوى العربي وبالخصوص في البلدان التي تثق في التركيبة البشرية لكتيبة (الخضر) لمواصلة رفع التحدّي والتطلّع إلى تخطي عتبة المنتخب الألماني مهما كانت صعوبة المأمورية في مباراة تاريخية للمثّل الوحيد للأمّة العربية في طبعة البرازيل. أدّى أشبال المدرّب وحيد حليلوزيتش مباراة بطولية أمام المنتخب الرّوسي إلى غاية صفّارة الحكَم التركي كونايت شاكير بتأهّل (الخضر) إلى الدور ثمن النّهائي لأوّل مرّة في تاريخ المشاركة الجزائرية في أكبر منافسة كروية عالمية، في مواجهة تاريخية تألّق فيها جميع اللاّعبين الذين كانوا وراء إدخال الفرحة في نفوس الشعب الجزائري الذي عبّر عن فرحته بطريقته الخاصّة بالإنجاز الكبير المحقّق بعزيمة زملاء مسجّل هدف التعادل المهاجم إسلام سليماني الذي أسال العرق البارد لدفاع التشكيلة الرّوسية التي سعت بكلّ ما في وسعها لتسجيل هدف تعميق النتيجة، إلاّ أن الإرادة الفولاذية التي لعب بها لاعبو (الخضر) حالت دون ذلك إلى غاية صفّارة نهاية المباراة بإنهاء المنتخب الوطني الدور الأوّل في مرتبة وصافة متصدّر المجموعة الثامنة ومواجهة المنتخب الألماني يوم الاثنين برسم الدور السادس عشر لموعد بلاد (السامبا). الجزائر ثالث منتخب عربي يجتاز الدور الأوّل أصبحت الجزائر ثالث منتخب عربي يبلغ الدور الثاني من كأس العالم لكرة القدم بعد كلّ من المنتخب المغربي الذي يعتبر أوّل منتخب عربي يبلغ الدور الثاني، وتحديدا في مونديال المكسيك عام 1986 بعد أن انتزع تعادلين ثمينين من إنجلترا وبولندا بالنتيجة ذاتها قبل أن ينهزم أمام منتخب البرتغال بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف واحد، وبعدها خسر في الدور الثاني وبصعوبة كبيرة في المباراة التي جمعته بمنتخب ألمانيا بهدف سجّله لوثار ماتيوس قبل دقيقتين من نهاية المباراة. ثمّ جاء دور السعودية عام 1994، حيث تغلّبت على بلجيكا بهدف لصفر وعلى المغرب بثنائية مقابل هدف واحد في المواجهة العربية الوحيدة في تاريخ النّهائيات، وخسرت أمام هولندا لكنها غادرت المنافسة بعد انهزامها في الدور الثاني أمام منتخب السويد. بوتفليقة يهنّئ "الخضر" هنّأ رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المنتخب الوطني وطاقمه المسيّر على تأهّل (الخضر) إلى الدور الثاني لنهائيات كأس العالم بالبرازيل، مشيدا بالإنجاز المستحقّ الذي حقّقه المنتخب الوطني. جاء في برقية التهنئة: (تلّقيت باِعتزاز كبير أثلج صدري وصدور كلّ الجزائريين وجميع المشجّعين والمناصرين في كافّة الأقطار العربية والإسلامية والإفريقية نبأ إرتقائكم إلى الدور الثاني في كأس العالم بجدارة وامتياز). وأضاف رئيس الجمهورية (إن حناجر المناصرين الذين رافقوكم إلى البرازيل لم تكفّ عن أناشيد التشجيع وأهازيج الحماسة، كما أن أعين مشاهديكم على الشاشة الصغيرة لم تتوقّف عن متابعتكم خطوة خطوة وأنتم تعزفون على أرض الملعب تلك السنفونية الوطنية الرّائعة في فنّ كرة القدم)، وقال: (لم يخب آمل الجزائر والأمّة العربية والشعوب الإسلامية الإفريقية فيكم، وكانت فرحة الجميع العارمة بمروركم إلى الدور الثاني الرّابط الأخوي الذي شدّ بعضهم إلى بعض ووحّد مشاعر المودّة والإحساس بصِلات الانتساب والانتماء. لقد أكّدتم بآدائكم هذا أن النّجاح لا يأتي حظّا ولا هبة إنما يتحقّق بالمثابرة والتحضير الجيّد والآداء الرّائع)، مؤكدا: (إننا جميعا على ثقة بإرادتكم القوية في مواصلة آدائكم على نفس الوتيرة الممتازة والمتميّزة التي ظهرتم بها في هذه المقابلة والتي سبقتها). وخلص رئيس الجمهورية إلى القول: (وإننا لنعرب لكم عن تهانينا الحارّة ونسأل اللّه تعالى لكم حسن التوفيق، وأن يجعل الفوز حليفكم في كلّ مبارياتكم القادمة). ثمّن مجهودات اللاّعبين حليلوزيتش يذرف الدموع ويصرّح: (أهدي التأهّل للشعب الجزائري" لم يتمالك مدرّب (الخضر) وحيد حليلوزيتش نفسه بعد ترسيم افتكاك تأشيرة العبور إلى الدور الثاني لأوّل مرّة في دورة نهائية لكأس العالم، حيث عانق الجميع بمن فيهم رئيس (الفاف) محمد روراوة رغم توتّر العلاقة بين الطرفين بعدما كسب الرّهان بمساهمته الفعّالة في تواجد (الخضر) ضمن أفضل 16 منتخبا في العالم وهو الذي حرمته الاتحادية الإيفوارية قبل أربع سنوات من تحقيق هذا الحلم، مؤكدّا خلال الندور الصحفية التي عقدها قائلا: (هدي هذا الإنجاز الكبير لكافّة الشعب الجزائري الذي من حقّه أن يفتخر بهذا التأهّل التاريخي الذي لم نسرقه لأننا أدّينا مباراة بطولية وتمكّنّا من تعديل النتيجة في الشوط الثاني، إنه تأهّل مستحقّ للمنتخب وهو ثمار جهود دامت ثلاث سنوات كاملة، أنا سعيد بهذا الإنجاز). وعاد المدرّب وحيد حليلوزيتش للحديث عن إنجاز سنة 1982 حين فاز المنتخب الوطني أمام منتخب ألمانيا الغربية، وقال في هذا الشأن: (طيلة 32 عاما ونحن نتحدّث عن إنجاز 1982، لقد كان فعلا كبيرا لكننا سنتحدّث عن الدور الثاني، أعتقد أن الحديث عن التأهّل سيشغل بال الجميع مستقبلا)، مفضّلا عدم التطرّق إلى الصّيام كون المنتخب الوطني سيلعب مباراة ثمن النّهائي في شهر رمضان الكريم، مشيرا إلى أنه لم يشكّ لحظة في قدرة المنتخب الوطني على العودة في النتيجة رغم الهدف المبكّر الذي سجّله المنتخب الرّوسي، قائلا: (صحيح أن الهدف الأوّل جاء مبكّرا، لكن ثقتي كانت كبيرة في اللاّعبين، كنت مقتنعا بأننا نملك القدرة على تعديل النتيجة، وكانت لدينا عدّة فرص لذلك لم نجسّدها في الشوط الأوّل، لكننا سجّلنا الهدف الذي كنّا نبحث عنه في الشوط الثاني). اللاّعبون لعبوا مباراة رجولية لم يفوّت التقني البوسني حليلوزيتش الفرصة للتأكيد أن اللاّعبين أدّوا مباراة بطولية، وأنهم أظهروا فعلا شجاعة كبيرة، (لقد دخلنا التاريخ بهذا التأهّل)، مجدّدا تأكيده على أنه لم يشكّ في مؤهّلات اللاّعبين لرفع التحدّي، (غير أنني -كما قال مهندس الإنجاز الكبير للكرة الجزائرية- كنت أشكّ في قدرة اللاّعبين على الصمود بعد الهدف، لكن لحسن الحظّ أن اللاّعبين تمكّنوا من الحفاظ على النتيجة)، مضيفا: (أشكر اللاّعبين على كلّ ما قدّموه، لقد أدّوا مباراة بطولية، وهذا ثمار جهود كبيرة طيلة ثلاث سنوات من العمل)، موضّحا في بشأن المواجهة مع ألمانيا بعد 32 عاما من الفوز التاريخي للمنتخب الجزائري: (مرّ وقت طويل على الفوز الذي المحقّق آنذاك والمنتخب الحالي حقّق إنجازا أيضا بوضعه حدّا لخيبة الاِكتفاء بالمشاركة وفقط في طبعة كأس العالم وتشريف الأمّة العربية). العودة إلى التدريبات بمعنويات عالية عادت التشكيلة الوطنية أمس إلى أجواء التدريبات بالمركز الرياضي العالمي بسوروكابا بمعنويات عالية وفقا للبرنامج الذي أعدّه المدرّب وحيد حليلوزيتش تحسّبا للمباراة التاريخية المقرّرة بعد غدا الاثنين أمام المنتخب الألماني، حيث من المبرمج أن يواصل زملاء اللاّعب مجيد بوفرة تحضيراتهم بأكثر جدّية إلى غاية موعد المباراة السالفة الذكر، وهو ما يأمله المدرّب حليلوزيتش الذي برمج اليوم آخر حصّة تدريبية بالمركز الرياضي العالمي بسوروكابا قبل التوجّه غدا إلى مدينة بورتو أليغري لوضع آخر الروتشات بشأن التشكيلة المثالية التي يراهن عليها الطاقم الفنّي لمواصلة التألّق رغم صعوبة المأمورية أمام التشكيلة الألمانية المرشّحة للصعود على منصّة التتويج باللّقب العالمي. وفي سياق متّصل بحظوظ (الخضر) لتخطّي عتبة الألمان فقد أظهرت المؤشّرات الأوّلية في استطلاع عبر المواقع الالكترونية المهتمّة بمشوار مونديال البرازيل الذي مازال جاريا أن منتخب الجزائر لديه حظوظا كبيرة في تحقيق مفاجأة أمام المارد الألماني بنسبة 53%، وفي المقابل يرى 47% من إجمالي عدد المصوّتين أن حظوظ الجزائر ضعيفة لتجاوز عتبة الألمان. سليماني أفضل لاعب للمرّة الثانية على التوالي اختار الموقع الرّسمي لهيئة (الفيفا) مهاجم المنتخب الوطني إسلام سليماني رجل المباراة التي تعادل فيها (الخضر) أمام المنتخب الرّوسي بحكم أنه كان وراء تسجيل هدف افتكاك الممثّل الوحيد للأمّة العربية تأشيرة التأهّل إلى الدور الثاني، بغض النّظر عن العمل الكبير الذي قام به على مستوى الخطّ الأمامي إلى غاية استخلافه بالمهاجم هلال العربي سوداني في اللّحظات الأخيرة من زمن المباراة من أجل ربح الوقت بحكم أن المهاجم سليماني أثبت مرّة أخرى أنه مهاجم من طينة الكبار بتألّقه للمرّة الثانية على التوالي في مباراة رسمية لمونديال البرازيل، ممّا جعل العديد من الفِرق الأوروبية تولي أهمّية بالغة للاستفادة من خدماته رغم صعوبة المأمورية باعتبار أن إدارة فريقه الحالي سبورتينغ لشبونة البرتغالي تعوّل عليه كثيرا للمساهمة في بلوغ الأهداف المسطّرة في الموسم المقبل.