أوروبا تستعيد أنفاسها في المنعرج الأخير أكدت القارة العجوز أوروبا بأن العبرة بالخواتيم، وأن التتويج لن يكون بالترشيحات المسبقة ولا بالتكهنات، بل أن هناك حقيقة ميدانية هي التي تصنف من هو الأقوى والأجدر. القارة الأوروبية التي ستكون ممثلة في المربع الذهبي بثلاثة منتخبات (ألمانيا، إسبانيا وهولندا) تكون بهذا التألق في المنعرجات الأخيرة للمونديال الإفريقي قد أثبتت بأن التفوق لن يكون إلا من نصيب أصحاب النفس الطويل، أي من نصيب من بإمكانهم الاعتماد على النفس الثاني في الوقت المناسب، وهو ما مكنها الثأر من ممثلي قارة أمريكا الجنوبية الذين كانت بدايتهم قوية بدليل التأهل الجماعي إلى الدور الثاني، مقابل مفاجآت من العيار الثقيل تمثلت في خروج حامل اللقب المنتخب الإيطالي من الدور الأول، مرفوقا بديكة فرنسا التي غادرت بفضيحة، بعدما كانا من المرشحين للعب الأدوار الأولى والصعود على منصة التتويج، قبل أ ن يأتي الدور على المنتخبين الانجليزي والبرتغالي، الشيء الذي جعل المتتبعين وأهل الاختصاص يرجحون كفة ممثلي أمريكا اللاتينية بعد تألق البرازيل، الأرجنتين، الأوروغواي والبراغواي، والذين تأهلوا جماعيا قبل أن يخرجوا تباعا، ولم يسلم من مقصلة الإقصاء سوى المنتخب الأوروغواياني- الذي سيكون وحيدا في الدور نصف النهائي وسط الثلاثي الأوروبي- والذي كان قد تأهل بضربات الحظ على حساب الممثل الوحيد للقارة المستضيفة المنتخب الغاني، وهو ما يعزز حظوظ القارة العجوز في التتويج باللقب العالمي، في إنجاز سيكون تاريخي وغير مسبوق، على أساس أنه لم يسبق لأي منتخب أوروبي أن توج بلقب المونديال خارج القارة العجوز، بحيث أن كل الدورات التي أقيمت بأمريكا اللاتينية تقاسمت ألقابها منتخبات البرازيل، الأرجنتين والأوروغواي، وحتى في مونديال 2002 الأول من نوعه على القارة الأسيوية (اليابان وكوريا الجنوبية)، فقد عاد التاج لسحرة الأمازون (البرازيل)، في المقابل فإن التتويج بالدورات التي أقيمت في القارة العجوز فقد كان التتويج أوروبيا، باستثناء مونديال 1958 بالسويد فقد عاد اللقب للمنتخب البرازيلي.أوروبا سوف لن تكتفي ببسط سيطرتها على المربع الذهبي للمونديال الإفريقي، بل الأكثر من ذلك تقترح على المتتبعين لهذا الحدث العالمي "كلاسيكو" مثير وجدير بالمتابعة بين "المانشافت" و"الماتادور". قمة بكل المواصفات يصعب التكهن بنتيجتها، لتبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، ويرتقب أن تتغير فيها كل المعطيات خاصة وأنها ستلعب بخلفية ثأرية من جانب الألمان الذين يأملون في الثأر من نهائي " الأورو2008 " الذي توج بلقبه الأسبان.للإشارة فإن مشوار ممثلي أوروبا في نصف نهائي المونديال الإفريقي لا يتشابه. فالمنتخب الألماني قاد ثورته بكتيبة شابة في غياب النجم والقائد بلاك بسبب الإصابة، عكس المنتخب الاسباني الذي عجز العجوز دالبوسكي الحفاظ على توهج "الماتادور" الذي لم يتذوق طعم الهزيمة طيلة 3 سنوات سوى في مناسبتين فقط، بداية من السقوط على يد الأمريكان في نصف نهائي كأس الكونفيدراليات (2008)، ثم المفاجأة الكبرى في مباراة تدشين مونديال بلد العم مانديلا، بالانهزام أمام المنتخب السويسري.من جهته المنتخب الهولندي يبقى وفيا لخط سيره، ويبقى الأمل يراود عشاق "البرتقالي" في أعتلاء منصة التتويج يوم 11 جويلية الجاري بعد تجاوز عقبة الفريق اللاتيني الوحيد الأوروغواي بقيادة نجمه فورلان، وذلك بفضل مهارات وأهداف الأصلع المتميز روبن، إلى جانب فان بيرسي، فاندر فارت وسنايدر.