صراع أورو- أمريكي على التاج العالمي بمعطيات التاريخ و الجغرافيا إذا كان المنتخب الجزائري قد وجه رسالة إلى العالم من مدينة بيلور أوريزينتي البرازيلية مضمونها واضح، بعد المباراة البطولية أمام العملاق الألماني، مقابل عجز منتخبات قارة آسيا عن تذوق طعم الفوز في هذه الدورة، فإن المعاناة الجماعية لكبار العالم لم تغير في المشهد على مستوى الأدوار المتقدمة في أكبر تظاهرة كروية عالمية، لأن الصراع على التاج العالمي يبقى منحصرا بين القارتين الأوروبية و الأمريكية، بعد نجاح كل قارة في الظفر ب 4 مقاعد في ربع نهائي النسخة الحالية من المونديال، رغم تحقيق المنتخبين الجزائري و النيجيري إنجازا غير مسبوق بتواجد الكرة الإفريقية بسفيرين في الدور الثاني، لكن القارة السمراء فقدت مقعدا لها، مقارنة بما حققه في دورة جنوب إفريقيا. هذا وستنشط الدور ربع النهائي 4 منتخبات من القارة الأمريكية، من بينهم ممثل عن منطقة "الكونكاكاف" منتخب كوستاريكا الذي يبلغ لأول مرة هذا الدور، حاله حال المنتخب الكولومبي الذي سيحمل راية تمثيل جنوب القارة برفقة العملاقين البرازيلوالأرجنتين، ولو أن قارة أمريكا ضمنت تاشيرة في المربع الذهبي مسبقا، بحكم أن الصراع في ربع النهائي سيكون بين البرازيل و كولومبيا في معركة كروية بطابع لاتيني خالص. من جهتها ستكون القارة الأوروبية ممثلة بأربعة منتخبات في ربع النهائي، مع إطمئنانها على مقعد في المربع الذهبي بصفة آلية، على إعتبار أن أولى مباريات دور الثمانية ستضع المنتخبين الألماني و الفرنسي وجها لوجه. إلى ذلك فإن الصراع بين القارة الأمريكية والأوروبية سيكون على تذكرتين بين هولندا و كوستاريكا من جهة و الأرجنتين و بلجيكا من جهة أخرى. للإشارة فإن 4 منتخبات ضمنت حضورها للمرة الثانية على التوالي في ربع النهائي، و هي البرازيل، الأرجنتين، ألمانيا و هولندا، مقابل عودة فرنسا إلى الواجهة بعد إقصاء من الدور الأول في النسخة الفارطة، و كذلك الحال بالنسبة لبلجيكا التي تحلم بتكرار سيناريو دورة مكسيكو 1986، و التي بلغت فيها نصف النهائي، في حين يصل ضيفان جديدان من القارة الأمريكية ربع النهائي لأول مرة و هما كولومبيا و كوستاريكا، و لو أن المعطيات التاريخية تؤكد بأن عامل الجغرافيا يلقي بظلاله على جميع الدورات التي تقاك في القارة الأمريكية، حيث لم يسبق لأي منتخب أوروبي العودة بالتاج العالمي من بلدان أمريكا على مدار 7 دورت سابقة من المونديال.