الدكتورة أمينة بن حمو أول سيدة عربية و افريقية تدير مؤسسة للبحث في مجالات إقتصاد الطاقة استطاعت الدكتورة و الباحثة الجزائرية أمينة بن حمو أن تصنع لنفسها اسما رائدا في مجال تطوير الطاقات المتجددة بالجزائر، و تتربع على عرش سيدات الأعمال، بوصفها صاحبة أول مؤسسة في الشرق الأوسط و شمال افريقيا تعنى بالاستثمار في الطاقات المتجددة، ما مكنها من افتكاك مكانة مرموقة وضعتها محل تكريم من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون سنة 2012 عرفنا بعطائها المتواصل. الدكتورة بن حمو من مواليد 1949 بتلمسان ، أم لأربعة أبناء تمكنت بفضل عملها و مثابرتها من أن تصبح رئيسة مؤسسة يتعدى رأس مالها 3ملايير سنتيم، و هي في نفس الوقت أستاذة باحثة بجامعة بومرداس، إنها سيدة جزائرية تحمل شهادة دكتوراه في علوم المواد و الطاقة البديلة، أبت إلا أن تجعل منها طريق تعبده نحو النجاح، رغم صعوبة تخصصها ، حيث شغلت عدة مناصب هامة بكل من شركتي سونطراك و نفطال، كإطار إداري منذ سنة 2000، قبل أن تقرر في 2008 رفع التحدي و إنشاء مؤسستها الخاصة. في حوار جمعها بالنصر،أكدت الدكتورة أمينة بن حمو أن مجال الاستثمار لم يكن سهلا، خصوصا و أن الجزائر لا تزال بعيدة نوعا ما عن استغلال الطاقات المتجددة و بالأخص الطاقة الشمسية، كما العراقيل الإدارة وحدها من شأنها فرملة أي محاولة لتطوير أي نشاط في هذا المجال، رغم وجود إرادة سياسية حقيقية من قبل الدولة لتشجيع أصحاب المشاريع الجديدة. و تضيف محدثتنا، بأنها و رغم يقينها بأن التجربة لن تكون سهلة و أنها مطالبة بمضاعفة الجهد لكي تتمكن من توسيع آفاق نشاطها، إلا أنها لم تتوان عن فرض نفسها في السوق الوطنية من خلال التعاقد مع العديد من المؤسسات العمومية. و تعمل مؤسستها على تزويد زبائنها بالدراسات و الأبحاث في مجال اقتصاد الطاقة، و تركيب التجهيزات ذات الصلة ، فضلا عن تقديم دراسات جدوى لمشاريع استغلال الطاقات و المواد، و هو المجال الذي أكدت بأن الشركات الخاصة بدأت تبدي هي الأخرى اهتماما مشجعا به. أوضحت الباحثة بأن التوجه نحو استغلال الطاقة الشمسية، بدأ يأخذ منحى إيجابيا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كما أن شراكتها مع بعض المتعاملين الأجانب من تونس و دول أخرى جعلها تؤكد إصرارها على مواصلة البحث و العمل. تجدر الإشارة إلى أن نشاط المؤسسة لا يقتصر على البحث و التركيب، فالدكتورة بن حمو تعكف على تقديم دورات تكوينية مكثفة، لفائدة الشباب و الطلبة الجامعيين لمنحهم الفرصة لتكوين خبرة جيدة تسمح لهم بالعمل في مؤسسات و شركات الطاقة، التي أوضحت بأنها تواجه نقصا فادحا في اليد العاملة المتخصصة.و أضافت بأنها أسهمت منذ العام الماضي في تخريج حوالي 400 شاب دفعت بهم مباشرة لعالم الشغل. مجهودات الدكتورة بن حمو، في مجال تطوير بحوث الطاقة و آخرها حول تقنيات تجفيف الأعشاب الطبية باستعمال الطاقة الحرارية، للحفاظ على منافعها و تجنب أضرارها، فضلا عن تقنيات استغلال طاقات الحمامات المعدنية و الساخنة في العلاج، سمحت لها بإفتكاك العديد من الجوائز و المراتب الأولى في مسابقات البحث و التطوير و الاستثمار. وقد منحت لها أبحاثها الجائزة الأولى في الصالون المغاربي حول الطاقات المتجددة و علوم المواد الذي استضافته وهران هذا العام ، و قبل ذلك جائزة التميز " البرسيم الذهبي" التي تنظمها سنويا الوكالة و الوطنية للاستثمار، و الميدالية الذهبية في فوروم سيدات الأعمال المنظم قبل أشهر. إنجازاتها سمحت لها كذلك بالنزول ضيفة على البيت الأبيض لمدة ثلاثة أشهر، في إطار برنامج وزارة الخارجية الأمريكية لترقية البحث و التبادل التكنولوجي الذي كرمها مع عدد من السيدات الجزائريات الأخريات ذوات المهارات التكنولوجية العالية. بعيدا عن عالم البحث و إدارة الأعمال،عبرت السيدة أمينة بن حمو عن سعادتها بكونها أم لأربعة أطفال قبل كل شيء، حيث أوضحت بأنها تعمل جاهدة لتوازن بين إلتزاماتها الأسرية و المهنية، ما جعلها تضحي بجزء من طموحاتها و تعتذر عن قبول عدد من المناصب الحساسة على غرار مقعد في البرلمان و منصب وزاري هام كان قد عرض عليها خلال التشكيل الحكومي الأخير.