ارتفاع الأسعار يحرم ألاف العائلات من شراء كبش العيد والأحياء تفقد أجواءها المعهودة بعنابة أدى الإرتفاع الجنوني لأسعار الكباش بأسواق الماشية بعنابة، إلى عجز آلاف العائلات العنابية على شراء أضحية العيد عكس السنوات الماضية، ليحرم هؤلاء من آداء السنة التي أصبحت مفروضة لدى الكثيرين لارتباطها حسب مفهومهم بإدخال الفرحة على الأسرة و الأبناء، وآخرين يجدون فيها ميزة للفخر والتباهي بنوعية الكباش التي يشترونها ،في حين يرى الموظف البسيط أن أضحية العيد سنة لمن استطاع ذلك، مستدلين بأثر النبي صلى الله عليه والسلم أنه ذبح كبشين أحدهما ضحى به عن أمته من الذين لم يدركوا الأضحية. في جولة قادتنا إلى أسواق الماشية بعنابة، وجدنا أن الإقبال ضعيف جدا مقارنة بالسنوات الفارطة وشهدنا القليل من يشترى نظرا للأسعار المرتفعة التي تراوحت ما بين 40 و80 ألف دج، أحد المواطنين قال " الكبش الذي اشتريته العام الفارط ارتفع ثمنه ب 2 مليون سنتيم، وأنا مضطر لأشتري بقيمة 3 ملايين غير أن هذا المبلغ غير كاف". في المقابل يلجأ أغلب الموظفين إلى تكوين مجموعات عن طريق دفع أقساط لشراء الأضحية من البقر هروبا من الغلاء، يقول (س.ع) 45 سنة أب لأربعة أطفال " قررت في البداية عدم شراء كبش العيد لأن راتبي لا يتجاوز 35 ألف دينار، غير أن بعض الجيران اقترحوا علي فكرة الدخول معهم في أضحية جماعية لسبعة أشخاص بشراء عجل، مكنني من دفع 25 ألف دينار فقط، وهي جد مناسبة مقارنة بمدخولي الشهري ". ارتفاع أسعار الكباش انعكس سلبا عن الأجواء المعهودة التي كانت تعرفها أحياء وشوارع المدينة قبيل عيد الأضحى المبارك، فالحديث على شراء كبش العيد أصبح محرجا للكثيرين لأنهم غير قادرين على شرائه وأبنائهم ألفوا اللعب والإفتخار بكباشهم كل عيد، لكن هذه الميزة بدأت في التراجع عام بعد عام. وفي سياق ذي صلة تعرف المقصبات إقبالا كبيرا من قبل العائلات العاجزة على شراء كبش العيد، يقول (ب.م) صاحب محل لبيع اللحوم الحمراء أنه منذ قرابة الأسبوع وصلت الطلبات إلى حدود 400 طلب للحصول على لحم الخروف وهو يعمل جاهدا لتوفير جميع الطلبات. من جهة أخرى تعيش مدينة عنابة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك أجواء مميزة مع إحياء عادة " تناطح الكباش " ،ليسارع عدد كبير من العنابيين إلى الظفر بأفضل أنواع الكباش لشرائها رغم ارتفاع ثمنها هذه السنة، من أجل بعث منافسات " فن التناطح " التي تقام في الساحات بحضور جمع غفير من المولوعين بمشاهدتها . وتعد مدينة عنابة من أبرز المناطق التي تشتهر بمبارزة الكباش التي كانت في وقت سابق تجري طوال أسابيع السنة، وتنظم أمسية كل يوم جمعة في بعض الأحياء، على غرار " لمحافر " " برمة الغاز" " الصفصاف " وغيرها، أين يتم التحضير لها قبل الموعد بأيام، حيث تجلب الكباش ذات القرون الملفوفة مع أصحابها ويقومون بإشعال المبارزة بين الكباش التي أصبح اسمها على لسان الشباب ك " داعش " " القسام " ، و يسقط في كل مباراة اسم من هذه الأسماء ويعلو آخر لتبرمج مباراة مقبلة مع كبش جديد له القدرة على التغلب على بطل الأسبوع الفارط . ويتولى أشخاص مختصون في ترويض الكباش وتدربيها على المناطحة، حيث يجد مربو هذا النوع من الكباش لذة خاصة في تنظيم المنازلات ،حيث يتم تلقينها تقنيات المناطحة ومختلف المهارات وتكتيك الصمود التي تضمن النصر، بالإضافة إلى الطرق التي تكفل سلامة الكبش المتبارز أمام خصومه. ح دريدح