مواطن يطلق زوجته ويقيم مع ابنه داخل قبو بالتلاغمة مرة أخرى تتسبب أزمة السكن في تشتت العائلات و تشرد أفرادها ، و هو حال المواطن محفوظ دلهوم من ولاية ميلة ، الذي يعيش جحيما حقيقيا بسبب المصير الذي ألت إليه أسرته التي تفككت دون أن يتمكن من إنقاذها ، لأنه ببساطة غير قادر على توفير حتى حق الإيجار للم شمل أسرته الصغيرة التي تفاقمت مشاكلها تحت وقع اليأس و الضغوطات ، انتهت بوضع حد لعلاقته الزوجية، ليجد نفسه مجبرا على اللجوء إلى قبو عمارة بحي 200مسكن ببلدية التلاغمة ، ويتخذه سقفا يأوي إليه هو و ابنه من برد و خطر الشارع. مأساة حقيقية يعانيها هذا المواطن الذي اتصل بمكتب النصر على أمل إيصال معاناته وندائه للسلطات المحلية ، لكي تتحرك من أجل إنقاذه من هذا المصير البائس ، ووضع حد لتشرد عائلة أرغمتها ظروفها الاجتماعية القاهرة على المبيت في العراء ، والتشتت بعد أن كانت تنعم بسقف مؤجر طردت منه.بدأت مأساة هذا المواطن المعذب عندما أقدم صاحب المسكن الذي كان يقيم فيه بصفة مؤجر إلى طرده منه لحاجته إليه منذ حوالي سنة، حيث اضطر للجوء إلى قبو بإحدى العمارات، لأنه لايملك المال لكراء بيت آخر أمام ارتفاع الأسعار ، وهو الذي يشغل " كياس " في الحمام بمدخول لايكاد يسد الرمق ، فما بالك بشراء أو كراء بيت يعد حلما كبيرا لأمثاله من محدودي الدخل ، الذين ينتظرون أن ينعموا بسقف يحمي كرامتهم كأبسط حق من حقوقهم كمواطنين .والمؤسف أن وضعية التشرد والإقامة في قبو يفتقد إلى أدنى الشروط الضرورية للحياة، في البرد والحر، تولدت عنه مشاكل زوجية، انتهت بالطلاق، وتفاقم مشكلة التشتت التي تتخبط فيها أسرته.معاناته مع السكن تعود إلى أكثر من 10 سنوات ، عندما فتح بيتا له ، واضطر إلى كراء غرفة لدى أحد الخواص ، وهو يمني النفس بفرج قريب، وفي كل مرة ينجز ملفا إلى أن بلغ عددهم ثلاثة ملفات ، للأسف لم تشفع له في الاستفادة من السكن الاجتماعي ، حيث ظل مقصيا منها ، ليجد نفسه في الأخير في الشارع ، لان صاحب المسكن لم يعد بإمكانه أن يمهله أكثر. لكن حرمانه من الاستفادة من حصة 130 مسكن اجتماعي التي تم توزيعها في الأشهر الأخيرة ، جعلته يلجأ إلى الصحافة ، لإيصال ندائه إلى المسؤولين على أعلى مستوى ، بعد أن يئس من انتشاله من حياة البؤس والتشرد التي يعاني منها منذ عدة سنوات ، بسبب ماوصفه بالحقرة والتهميش .وهو يحمل لجنة الدائرة المكلفة بتوزيع السكن الاجتماعي مسؤولية إقصائه من الإستفادة من هذه الحصة ، لأنها كما قال حرمته من هذا الحق الذي يخوله له القانون ، فيما وزعت السكنات إلى أشخاص لايستحقونها من أصحاب الفيلات ، ومن سبق أن استفادوا من قطع أرضية مخصصة للبناء .وكل أمله اليوم بعد أن ضاقت به السبل ، وأغلقت الأبواب في وجهه ، أن يصل نداءه إلى والي الولاية الجديد ، ليعيد النظر في قضيته ، ويسرع إلى نجدة مواطن في خطر ، خاصة والشتاء على الأبواب ، وحمايته من الإقامة داخل قبو يفتقد إلى أدنى الشروط الصحية ، ومثل هذه الإقامة البائسة لاتحتاج إلى أي توضيح ، ويمكنكم التأكد منها .