رهان على أنامل المرأة التارقية و الرجل الأزرق وضعت هدوية لنصاري رئيسة جمعية « تدوكلت «الثقافية للصناعات التقليدية بولاية تمنراست على عاتقها، تلقين فتيات المنطقة فن خياطة الألبسة و صناعة الحلي التقليدية والدمى للأطفال ،بغية المحافظة على إرث الأجداد الذي يمتد تاريخه إلى آلاف السنين. « تدوكلت» كلمة بالتارقية معناها «اللمة» ، و تحاول الجمعية جاهدة للتعريف بالموروث الحضاري للمنطقة، كلما حلت أو ارتحلت بداخل وخارج الوطن، التقيناها خلال فعاليات الأسبوع الثقافي بولاية عين الدفلى، و كانت تتدفق حماسا و نشاطا و حيوية و هي تسلط الضوء على تراث مسقط رأسها العريق الذي يمتد ،حسب المؤرخين، إلى آلاف السنين . الجمعية شاركت في تظاهرات و معارض بفرنسا و ماليزيا ،ضمن نشاطاتها السنوية ، و تضم أكثر من 110 فتاة هدفهن المشترك هو توريث كل ما جادت به أنامل المرأة التارقية و الرجل الأزرق عبر الأزمنة ،من خياطة الألبسة، وصناعة الحلي التقليدية ،والسيوف، وحتى الدمى القصبية الملفوفة ببقايا القماش. و يبقى النضال مستمرا للمحافظة على هويتنا الثقافية، كما قالت رئيسة الجمعية للنصر ،أمام الهجوم المتتالي للثقافات الغربية التي تمرر عبر القنوات و الفضائيات التي أصبح العديد من الشباب من أبناء المنطقة مهوسين بها ، فغيروا طريقة لباسهم و نمط حياتهم و عشقوا أسلوب الحياة الغربية الذي يختلف اختلافا جذريا عن حياة أبناء عمق الصحراء، و تحديدا سكان التوارق الذين يعشقون الطبيعة والعيش البسيط ،وفق ما تمليه العادات و التقاليد . تبرز هدوية لنصاري رئيسة جمعية «تدوكلت «الثقافية للصناعة التقليدية بولاية تمنراست ،عبر الجناح المخصص لها ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية تمنراست بعين الدفلى ،بعض الأنشطة التقليدية ،منها صناعة الألبسة النسائية على غرار لباس «تيسغنس» أو كما يعرف ب «الملحفة»، إضافة إلى «اخباي» و «أفر»وغيرها من الألبسة التي تلبسها المرأة في الأفراح و الأعراس، كما أنها تتناسب مع فصول السنة و يحتل «البزام» ،و هو اللباس التقليدي للرجل التارقي ،الصدارة من حيث المبيعات ، تقول محدثتنا ، نظرا لأهميته رغم غلاء سعره في الأسواق المحلية بولايات أقصى الجنوب، و يعد مفخرة للرجل الذي يطمح إلى ارتدائه ،خصوصا و أنه غالي الثمن و قد يتراوح سعره ،حسب ما هو معروض، ما بين 40 ألف إلى 50 ألف دج ، بالنسبة للبذلة الواحدة ،ذات الثلاث قطع من الطراز العالي . في حين يصل سعر «البزام» ذي القطعتين إلى 20 ألف دج، ويعرف هذا الصنف من البدلات ب «القنيلة» وهي أجود أنواع البدلات المحلية ،وأغلاها ثمنا، و يختلف سعرها من واحدة لأخرى ،حسب نوعية القماش ، و الزخرفة، و يستورد القماش ،كما قالت، من الدول الإفريقية المجاورة ، مثل النيجر و مالي المعروفتين بالنوعية الرفيعة للقماش المستعمل في خياطة هذا اللباس ، كقماش «النيلة» و المعروف بلهجة التارقية بتسمية «آلشو» . إلى جانب كل ذلك لا يستغني الرجل التارقي عن استعمال الشاش أو اللثام حسب نوعيته، ولونه يتنوع من الأسود إلى الأبيض و الأزرق، ولكل نوع من اللثام مدلوله ،بالنسبة لسكان المنطقة، أما بالنسبة للباس العروس الترقية فيطلق عليه اسم ‹› تسغست›،› وهو عبارة عن ثوب عريض باللون النيلي ترتديه فوق فستان أبيض من القماش القطني العادي، مضيفة بأن الألبسة هي عبارة عن بطاقة هوية للترويج للثقافة التارقية .