تشهد محلات بيع الألبسة التقليدية المتواجدة عبر إقليم ولاية ايليزي توافدا كبيرا من طرف العائلات التارقية التي تنتظر حلول عيد الفطر المبارك بشغف كبير واستقباله في أبهى حلة حسب ما لوحظ. وتشهد الفترة المسائية التي تلي صلاة التراويح إقبالا منقطع النظير على مختلف محلات بيع الزي التقليدي للرجل والمرأة التارقية على حد السواء لاقتناء أجود و أحسن الألبسة تحسبا لعيد الفطر. ويحتل "البزام" و هو اللباس التقليدي للرجل التارقي الصدارة من حيث المبيعات نظرا لأهميته لدى سكان المنطقة والذي يبرزون من خلاله أصالة وشهامة سكان الآزجر رغم غلاء سعر هذا اللباس إلا أنه يبقى اللباس المفضل للتوارق. وقد يفوق سعر البذلة الواحدة ذات الثلاث قطع من الطراز العالي مبلغ ال 40 ألف دينار جزائري في حين يصل سعر "البزام" ذو القطعتين إلى 20 ألف دج ويعرف هذا الصنف من البدلات ب "القنيلة" وهي أجود أنواع البدلات المحلية وأغلاها ثمنا و يختلف سعرها من واحدة لأخرى حسب نوعية القماش و الزخرفة. ويستورد القماش من الدول الإفريقية المجاورة مثل النيجر و مالي و المعروفتان بالنوعية الرفيعة للقماش المستعمل في خياطة هذا اللباس كقماش "النيلة" و المعروف بلهجة التارقية بتسمية "آلشو" و غيره حسب ما ذكره صاحب إحدى المحلات التجارية. وأضاف السيد أولاد البكاي محمد أن السلع المستوردة سواء كانت قماش أو ألبسة جاهزة عرفت تراجعا كبيرا هذه السنة جراء التوترات التي تعرفها منطقة الساحل الإفريقي و صعوبة إدخالها من جمهورية مالي عبر مدينة تمنراست وصولا إلى ايليزي مما أدى الى ارتفاع أسعارها خاصة وأنها اقترنت بمناسبة عيد الفطر و ازدياد الطلب عليها. وأعتبر السيد حمادي محمد عبد الباري الذي إلتقته وأج في إحدى هذه المحلات و هو يتأهب لاقتناء بذلة العيد أن اللباس التقليدي الخاص بالرجل الأزرق يعد "جزءا من ثقافة التوارق" و ارتدائه دليل على الهمة والاعتزاز بموروث الأجداد مضيفا أن هذا اللباس يعد "ترويجا" للثقافة التارقية التي صالت و جالت بمختلف العواصم الأوروبية و العربية في مختلف المهرجانات و التظاهرات. كما أن للنسوة التارقيات نصيب من هذا التراث العريق إذ تتزين بمختلف ما تصنعه الأنامل التارقية من لباس يتنوع بين "تيسغنس" أو كما يعرف ببعض الدول الشقيقة كموريتانيا و الصحراء الغربية ب "الملحفة" إضافة إلى "اخباي" و "أفر".