منع أبو جرة و سعيدي من عقد مشاورات دون علم القيادة يدرس المكتب الوطني لحمس في اجتماع يعقده الأسبوع المقبل قضية القياديين في الحركة، أبو جرة سلطاني وعبد الرحمان سعيدي على خلفية لقائهما بالأفافاس دون استشارة الحزب، كما سيفصل المكتب في كيفية التعامل مع الدعوة التي تلقاها من الأفلان للجلوس إلى طاولة الحوار، في ظل توقعات بأن تعتذر حمس بحجة عدم جدوى اللقاء. ما تزال قضية مشاركة القياديين في حمس أبو جرة سلطاني وعبد الرحمان سعيدي ضمن جولة الحوار التي أطلقتها جبهة القوى الاشتراكية تلقي بظلالها على الحركة، التي حاولت عدم إعطاء الموضوع بعدا إعلاميا، تفاديا لإحداث شرخ جديد في صفوف الحزب، لكنها سارعت إلى عقد اجتماع طارئ للمكتب الوطني يوم 6 نوفمبر الجاري، خصص للنظر في هذه القضية، وتقرر على إثره منع الرئيس السابق لحمس وكذا الرئيس السابق لمجلس الشورى من التشاور مع أي جهة كانت قبل استشارة القيادة، وفضل المكتب عدم تسريب نتائج الاجتماع لوسائل الإعلام، حتى تبقى القضية بين مؤسسات الحركة. كما ستدرس الهيئة القيادية لحمس التصريحات التي أدلى بها أبوجرة سلطاني وعبد الرحمان سعيدي لوسائل الإعلام، عقب اجتماعهما بقيادة الأفافاس، لتحديد طبيعة الإجراءات الممكن اتخاذها في حقهما، وفق تأكيد عضو المكتب الوطني لحمس نعمان لعور، الذي قال في اتصال مع «النصر»، بأن القياديين أوضحا بأن لقائهما بالأفافاس كان بصفتهما الشخصية، وليس باسم الحركة، «لذلك فإن الأمر يبدو لغاية الآن عاديا»، مضيفا بأن حمس غير ملزمة بما تحدثا بشأنه، بدعوى أن المواقف يتخذها الحزب وليس الأفراد، مذكرا بأن تشكيلته سبق وأن أعلنت بأن مبادرة الأفافاس لم تأت بجديد يذكر، إذا ما تمت مقارنتها بندوة زرالدة التي عقدتها التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي شهر جوان الماضي، والتي انبثق عنها إنشاء هيئة التنسيق والتشاور التي تضم أغلب أحزاب المعارضة، وتشكّك حمس في مسعى الأفافاس، وتتساءل قيادتها عمّا إذا كان هذا الأخير مكلفا بمهمة. بالمقابل، يرفض الرئيس السابق لمجلس الشورى عبد الرحمان سعيدي ان يتهم بانتحال الصفة، قائلا في اتصال معه بأنهما شاركا في مفاوضات الأفافاس بصفتهما الشخصية، خارج الأطر التنظيمية أو الحزبية، معتقدا بأنه كان ينبغي على قيادة الحركة أن تتعامل مع الأمر بإيجابية، من خلال إدراجه ضمن حرية الرأي والحوار وممارسة الديمقراطية، وتعزيز رؤية الحركة، لأن الموضوع لا يتعلق حسب تقديره بعمل مواز، بدعوى أن المساهمة في الحوار والنقاش قد يأخذ أشكالا عدة، سواء باللقاء مع الناس، أو الكتابة أو النصيحة. كما ستبحث الهيئة القيادية لحمس عن مخرج يجنبها الوقوع في حرج مع الحزب العتيد، الذي دعاها للجلوس إلى طاولة الحوار، دون أن يعلمها بموضوع اللقاء الذي من المزمع أن يجمعهما قريبا، وهو ما يقلق حمس التي تخشى أن يكون الموضوع مجرد إجراء شكلي وللظهور الإعلامي فقط، لهذا لا يستبعد نعمان لعور أن يكون رد القيادة بالرفض، بعد أن تتأكد من أن موضوع اللقاء غير ذي أهمية أو يتنافى مع سياستها، قائلا بأن المكتب قدم قراءات لكنه تفادي الوقوع في سوء الظن.