أصبح جمع الطوابع البريدية والقطع والاوراق النقدية والبطاقات البريدية و الصور بالاسود والابيض يكتسي أهمية كبيرة كونه يساهم في التاسيس للذاكرة. ويمنح صالون هواة الجمع الذي ينظم بمركز النشاطات العلمية للجزائر العاصمة بمبادرة من مؤسسة "فنون وثقافة" للزائر من خلال مختلف القطع المعروضة مشهدا متنوعا من الذكريات تعود الى نهاية القرن ال18-بداية القرن ال20. ويشكل هذا المعرض بالنسبة لهواة جمع طوابع وبطاقات البريد والميداليات والاواني الفخارية والنحاسية فرصة ثمينة لتقاسم هويتهم مع جمهور واسع والتعريف بها لا سيما لدى الاطفال. ويجلب الجناح المخصص للقطع والاوراق النقدية على وجه الخصوص اهتمام الزوار لا سيما القطع الفضية ذات قيمة1 و5 سنتيم والتي تسمى بالعامية فراك ودورو وكذا القطع البرونزية ذات قيمة 20 و50 سنتيم المتداولة بين الستينات ونهاية الثمانينات. وتذكر هذه النقود التي اختفت حاليا ولم يعد تداولها البعض بفترات الطفولة لا سيما عيدي الفطر والاضحى أو المولد النبوي الشريف حيث كان الاولياء يعطونها للابناء لشراء كل انواع الحلويات والالعاب. زمان تميز كما قال بعض الزوار بمستوى معيشي أفضل. وتعكس الصور والبطاقات البريدية المعروضة في الصالون لوحدها بعض مراحل من تاريخ الجزائر منذ بداية الاستعمار الفرنسي الى غاية الاستقلال. وقد اختار المصور والهاوي الياس مزياني الذي جمع اكثر من 500 صورة قديمة -تعود الى نهاية القرن ال18 و بداية القرن ال20- لمصورين سويسريين واسبان ومن جنسيات اخرى عرض صورا تبرز الحياة اليومية الصعبة للجزائريين في عهد الاستعمار. الصورة تحكي مراحل التاريخ ويبدو على هذه الصور صبيان بملامح حزينة حفاة و بالية ملابسهم و نساء بوجوه نحيفة و فتيات شاحبات كلها وجوه ترمز للشعب الجزائري بينما يظهر المحتلون فرحين من خلال مشاهد جلسات عائلية في الغابة و لحظات استراحة. وشار هذا المصور الذي يرى أن الصور تحكي تاريخ شعب و بلد و يمكن أن تكون "أداة بيداغوجية إضافية لتعليم التاريخ" في المدارس الى ان "الزائر قد يلاحظ بنفسه كيف كان يتعامل النظام الاستعماري مع السكان الأصليين". وتستهوي الجزائر القديمة المشهورة بقصبتها و مساجدها و بيوتها من النوع الأندلسي العربي و أسواقها العديدة الزائر و تثير اهتمامه بالنظر الى مختلف الصور و البطاقات البريدية المعروضة من بينها صورة ل "الجامع الجديد" اخذت في 1845 و صورة أخرى ل "الجفنة" تلك الصخرة التي اختفت و التي كان يمكن مشاهدتها آنذاك بمينائ الجزائر الحالي. و قد عرضت آلات تصوير قديمة بنظام التكبير(الزوم) و الاواني المنزلية القديمة إضافة إلى الصنيات النحاسية و الفانوسات و الشمعدانات البرونزية و طاحونات القهوة القديمة المصنوعة من الخشب. ضرورة إنشاء نوادي هواة جمع التحف ويقدم هواة جمع التحف المشاركون في هذا المعرض الذي سيستمر إلى غاية 25 جانفي شروحات دقيقة و مفصلة للزوار المهتمين بهذه الهواية حول مصدر القطعة و رمزها و وظيفتها آنذاك. و دعا الهواة إلى ضرورة تثمين هذه الممارسة ونقلها عبر الأجيال بالنظر إلى دور الذاكرة الذي تكتسيه. ويرى هواة جمع الطوابع والبطاقات البريدية و القطع النقدية أن استمرارية هذه الممارسة و نقل المشعل من مسؤولية هؤلاء الهواة أنفسهم الذين ينبغي عليهم القيام بمبادرات في هذا الصدد. و في هذا السياق، دعا هواة جمع التحف إلى إنشاء نوادي لجامعي التحف على مستوى المؤسسات التربوية و المكتبات البلدية و دور الشباب من أجل عرض المجموعات الشخصية و نشر ممارستها بين الشباب.