أوفدت الولاياتالمتحدة إلى القاهرة مبعوثا لها يتمثل في فرانك ويسنر من اجل التحادث مع الرئيس حسنى مبارك الذي يتعرض منذ أسبوع لاحتجاجات كبيرة تطالب برحيله و كذا مسؤولين سامين مصريين. ويكون الدبلوماسي الأمريكي الذي سبق وعمل سفيرا بالقاهرة من 1986 إلى 1991 "على معرفة ببعض الفاعلين الرئيسيين في الحكومة المصرية"، حسبما أكده الناطق الرسمي لكتابة الدولة للخارجية فيليب جي كراولي الذي رفض الإفصاح عما إذا كان السيد ويسنر يحمل رسالة من الرئيس أوباما. كما أشار السيد كراولي إلى "أننا بعثنا رسالة واضحة جدا إلى مصر بشكل عام و خاص إلا انه بطبيعة الحال سيكون للسيد ويسنر الفرصة لتعزيز ما قلناه من قبل". من جانبها، أكدت نيويورك تايمز أن ويسنر الذي شغل منصب سفير في كل من زامبيا و الفيليبين و الهند لديه خبرة في "دبلوماسية المهام الصعبة". فقد عمل بين 2006 و 2007 مبعوثا خاصا للرئيس جورج بوش للتفاوض حول استقلال كوسوفو و الاعتراف بها كدولة ذات سيادة من قبل بلدان أخرى. أما نيكولاس بورنز مساعد كاتب الدولة للشؤون السياسية سابقا فأوضح "انه (السيد ويسنر) تفاوض بشكل ناجع بين الصرب و الكوسوفيين" مضيفا أن "لديه قدرة عملية كبيرة كما انه شخص يتمتع بقدرة كبيرة على الإقناع". من جانبها، أشارت الواشنطن بوست إلى انه و بعد أن تم في أول الأمر "الاستهانة بقوة و إصرار المظاهرات المناهضة الحكومة في مصر ارتأت إدارة أوباما اتباع خطاب عام و خاص حول المسالة المصرية من اجل التوصل إلى ترك حسني مبارك لمهامه الرئاسية في اقرب وقت". في ذات الصدد "واصل مسؤولو الإدارة الأمريكية اتصالاتهم بالحكومة المصرية و المسؤولين العسكريين و المعارضة من اجل دفع الحركة نحو مسار انتقالي يؤدي إلى انتخابات حرة" من المنتظر أن تتم في شهر سبتمبر المقبل. وجاء في جريدة واشنطن بوست أن الحكومة الأمريكية "توجد في وضعية صعبة كونها مشاهد بدل فاعل أساسي في الدراما التي تشهدها شوارع القاهرة". و أضافت الجريدة أن موقف الولاياتالمتحدة يبقى مع ذلك جليا. وقد اعتبر الناطق باسم البيت الأبيض السيد روبر غيبس أن "الإنتقال الجيد كما تريده الولاياتالمتحدة بمصر يعني التغيير". وفيما يخص التعيينات التي قام بها الرئيس المصري في الحكومة أشار السيد غيبس إلى أنه "يجب القيام بأعمال و ليس الإكتفاء بالتعيينات". في حين أكد المسؤولون الأمريكيون "أنهم يعون ضرورة التحرك بحذر. تتابع البلدان الرئيسية الحليفة في المنطقة عن كثب تحركات الولاياتالمتحدةالأمريكية لترى إذا لم تكن هذه التحركات تحمل بوادر للتخلي عن شركائها منذ أمد طويل" تضيف الجريدة. وأوضح أحد الخبراء الذي شارك يوم الإثنين المنصرم في إجتماع مع المسؤولين في الحكومة بالبيت الأبيض حول الوضع في مصر للصحيفة أنه وسط أحداث النهب و العنف و عودة رجال الشرطة إلى الشواع الذين قمعوا المتظاهرين خلال الأسبوع الماضي "تعترف الإدارة الأمريكية أن الوقت ليس في صالحها"مضيفا "يحاولون إيجاد الوسائل لتطوير الوضع". و يرى هذا الخبير أن "الأمر لا يتعلق بتوجيه رسالة إلى مبارك فهم لا يعتقدون أنه سيصغي إليهم". وأكد في ذات السياق أن "الرسالة موجهة إلى أولئك الذين يساهمون في إبعاد مبارك و هي بمثابة فرصة للذين يريدون مصر جديدة و يريدون الحصول على مكانة في هذا العالم".