قدم الباحث سعيد بوطرفة مساء الأربعاء بالعاصمة كتابه الجديد تحت عنوان "أهليل قورارة " وهو إحدى روائع التراث الإنساني الذي أدرج من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم إلى قائمة الفن الشفوي غير الملموس سنة 2005. وقال الباحث وهو منسق مشروع أو رو متوسطي على مستوى المغرب العربي حول المخطوطات في لقاء نظمته مؤسسة فنون وثقافة أن هذا النوع من الموسيقى المتعدد النغمات يحتوي مزيجا من الشعر والنشيد والموسيقى والرقص غير أن سماعه يكون عادة في المناسبات الاحتفائية الدينية والأعراس وفي المهرجانات المحلية" . ويتصل "اهليل " حسب المتحدث، اتصالا وثيقا بنمط الحياة لدى قاطني منطقة قورارة بتيميمون. وتظم الموسيقى عازفي آلات "القنبري" و"القلاق " ومغني وكذا فرقة ترديد قد تتكون أحيانا من 100 شخص. ويعني "أهليل " المدح والتهليل وهو عبارة عن شعر لا يقتصر فقط عن الشكر لله والاستغفار والصلاة على النبي (ص ) وانما رثاء للحب وصورا من للحياة في واحات لقورارة . وواصل المتحدث يقول أن تلك الأصوات الموحدة والمتناغمة وارتجالات المغني التي لا تخضع للبحور وتكسر في نفس الوقت صمت الصحراء ورهبتها تدعو إلى الخشوع والتأمل. وكان الباحث قد تحدث في البداية انه اكتشف للمرة الأولى سنة 1992 اهليل وسط الصحراء ومنذ ذلك التاريخ بدأ يراوده التفكير في مشروع الكتابة عن "اهليل"رفقة الكاتب الجزائري الكبير مولود معمري وباحثين آخرين . ووجه الباحث بوطرفة وهو يشتغل بالقناة الاذاعية الثالثة بالمناسبة نداء للجهات المعنية للاهتمام بهذا التراث الغني والفريد من نوعه في العالم وكذا الاهتمام بالخزائن الغنية بالمخطوطات بالمنطقة والتحقيق فيها . للإشارة، كان قد صدر للباحث عدة كتب منها كتاب حول "يناير" وإصدار آخر تحت عنوان " الرمز وما لا نهاية " وكتاب بعنوان "الجزائر أنظار متقاطعة " وبحوث حول المخطوطات.