حقق المنتخب الجزائري لكرة القدم فوزا صغيرا لكنه ثمين على حساب نظيره المغربي، ضمن الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الامم الافرقية 2012، مكنه من العودة الى السباق نحو التأهل إلى الموعد النهائي القاري، المقررفي الغابون و غينيا الاستوائية. وقد أسال الخضر الكثير من العرق لانتزاع هذا الفوز بفضل الشجاعة و العزيمة اللتان ابديانها طيلة هذه المباراة، حيث خاضوا معركة ساخنة ضد تشكيلة مغربية كانت الاقوى جماعيا، لكنها كانت غير فعالة أمام عزيمة رفاق مصباح. وقد لعبت المباراة على هذا المستوى الذهني، حيث استعاد الخضر بالمناسبة روح أم درمان التي أهلتهم في نوفمبر 2009 الى نهائيات كأس العالم أمام مصر. و قد لعبت كافة عناصر التشكيلة الجزائرية برجولة خلال هذه المباراة التي انطلت في أحسن الظروف، حيث لم تمر الا 6 دقائق من اللعب حتى تمكن أشبال المدرب بن شيخة من التقدم في النتيجة عن طريق ركلة جزاء نفذهاببراعة لاعب الوسط حسان يبدة، عقب لمس المدافع قنطري الكرة باليد داخل منطقة الجزاء. هذا الهدف وإن كان قد أعطى دفعا بسيكولوجيا للخضر فانه لم يغير شيئا في النتيجة كون جبور و غزال كان معزولان كثيرا في الهجوم لمحاولة احراج الحرس المغربي لمغايري. و قد اعتمد رفاق مدحي لحسن اللعب اللصيق ما بين خطي الفاع و الهجوم و فرضوا ضغطا عاليا على أسود الاطلس و منعهم من بناء اللعب الهجومي انطلاقا من وسط الميدان اين أدى لموشية دوره بامتياز في استرجاع الكرات. و لم يسهل غياب زياني في أخر لحظة، و نقص اللياقة التي ظهرت على رياض بودبوز مهمة الخضر، الذين وجدوا صعوبات جمة في بناء اللعب، حتى لو أن كرة الهدف الثاني كانت في متناول غزال لما تصدى لقذفته الحارس المغربي (د39). و مع هذا العائق، كان متوقعا أن يتحمل الجزائريون عبء المباراة في الشوط الثاني الذي دخلته عناصر المدرب ايريك غيريتس بقوة، و فرضوا طيلة هذا الشوط طريقة لعبهم، المبني على التمريرات القصيرة السريعة و كرات عالية في منطقة العمليات نحو رأس الشماخ، قلب هجوم فريق ارسونال الانجليزي، الذي وجد صعوبات كبيرة للتخلص من المدافع بوزيد، الذي كان موفقا في كافة تدخلاته. و كان للمجهود الذي بذله اللاعبون الجزائريون خلال الشوط الاول انعكاسا سلبيا على ادائهم في الشوط الثاني، حيث أفرغوا كل طاقاتهم من أجل الحفاظ على تقدمهم الضئيل، خاصة الحارس مبولحي الذي تصدى ببراعة لمحاولات المهاجمين المغاربة العديدة (د 64 و 67 بالخصوص)، اين كان تاعرابت و الشماخ على وشك تغيير النتيجة. وباستثاء بعض التوغلات القليلة لجبور و غزال و مصباح في الرواق الايسر، و التي لم تجد مساندة هجومية، فان اللعب تركز خلال بقية وقت المقابلة في منطقة المنتخب الجزائري. ومكن فوز الشجاعة و الارادة هذا المنتخب الوطني من العودة الى السباق من أجل اقتطاع تأشيرة التأهل الى نهائيات كأس الامم الافريقية 2012، و الالتحاق في نفس الوقت بجمهورية وسط افريقيا و تانزانيا و المغرب في المرتبة الاولى للمجموعة الرابعة.