احتضن حصن رؤساء البحر 23 أمس مائدة مستديرة نظمتها وزارة الثقافة بمناسبة حلول شهر التراث الثقافي الذي سيدوم الى غاية 18 ماي القادم وقد حضرت لهذه المائدة الهياكل المركزية لوزارة الثقافة والمؤسسات التابعة لوزارة الثقافة نشطها الاستاذ محمد دحماني مدير فرعي للدراسات وآفاق تطوير الإعلام الآلي. تدخل السيد مراد بتروني مدير الحماية القانونية ومدير مركزي بوزارة الثقافة بكلمة افتتاحية استعرض فيها طبعة شهر التراث الثقافي لسنة 2011 والذي يتميز بخاصية الطابع المغاربي ويتناول ممارسة الجمعيات التراثية في الجزائر ومساهمتها في تحسيس المواطن من خلال اشراكه في الاسئلة المرتبطة بالذاكرة والهوية والتاريخ. وثمن السيد بتروني الاهتمام الجاد من طرف الجمعيات في مجال تراثنا الثقافي وجعله غرضا وهدفا لعملهم الجماعي وهذا ما يدفعنا لتدعيم ومساندة هذا النمو الديمغرافي الجمعوي. وأكد السيد بتروني أن انطلاق شهر التراث لهذه السنة جاء تحت شعار »التراث الثقافي والمجتمتع الجواري« حيث ستفتح كل المؤسسات العمومية المكلفة بالثقافة والتراث الثقافي من مديريات ودور الثقافة وديوان الحماية والترقية ومراكز الابحاث والمتاحف، هذه المرافق ستكون فضاءات لاستقبال واعطاء فرصة للمجتمع المدني للتعبير عن التراث الثقافي وترجمة نظرته وآرائه واقتراحه للحلول من اجل وضع سياسة استراتيجية وطنية للتراثنا الثقافي. وجاءت هذه المائدة المستديرة التي نظمتها وزارة الثقافة لتكون فضاء للتشاور والتحاور حول التراث الثقافي من خلال التعريف بالأسلوب المنهجي للمساهمة في تطوير وتوطيد روح الالتزام وحسن الانسجام حول التراث الثقافي المشترك الذي يمثل رهان الاتفاقية بين المؤسسات العمومية وعالم الجمعيات حول الموافقات والاهداف. وقد دار النقاش بين المشاركين في هذه المائدة المستديرة، حيث عرض السيد مراد بوتفليقة مدير الترميم والمحافظة على التراث الثقافي الأهداف المحققة من طرف قطاعه، وتلاه السيد فريد احريز، مدير ديوان الحظيرة الثقافية للأهقار، وتحدث عن كيفية المحافظة على هذا الموروث الثقافي والتاريخي والذي يحتل مساحة اكثر من نصف مليون كلم مربع، كما تناول الحديث السيد قويدر مطاير من جمعية الافاق الجميلة لوهران، عن الاحياء القديمة والمساجد والصيانة والترميمات أما السيد سامطة بن يحيى ممثل جمعية الصخرة العتيقة فقد نبه للمخاطر التي تهدد الآثار والمعالم التاريخية من ساحات ومساجد إثر الأشغال الجارية مثل ''الترامواي''، كما استعرض في حديثه المعالم المهددة. أما الاستاذ علي بن سبقق فقد نوه بالآراء التي تم تداولها حول الحالة المادية لتشخيص التراث الثقافي وتساءل علي بن سبقق، من أين تنطلق هذه الحماية للمعالم الأثرية الانسانية والحيوانية والنباتية؟ ثم كيف كانت هذه المساحة الكبيرة محمية من خلال الاشخاص الذين كانوا يجوبونها طولا وعرضا؟ كما أضاف أنه ينبغي تصنيف المواقع لأنها متفاوتة من حيث الصلابة والهشاشة، مؤكدا أن الوسائل المسخرة لحماية حظيرة الأهقار المادية والبشرية ليست كافية لا للحماية ولا للتصنيف كتصنيف. كما تدخل بلقاسم بباسي من مؤسسة جمعية القصبة واستعرض المراحل التاريخية الأثرية لمدينة الجزائر العتيقة المتمثلة في القصبة والترميمات والبيوت وغيرها من الامور المطروحة والتي جرت لتفرض نفسها. المائدة المستديرة التي تم تنظيمها بمناسبة شهر التراث لم يحضر فيها من التراث إلا التراث المادي وبلسان فرنسي يحاول ان يقرأ التراث والتاريخ من أعماقنا لكن هل استطاع أن يترجم هذا التراث ويصل به الى المجتمع ولم تبقى فرنسا دائما المثل والنموذج بدل الاقطار الشقيقة المجاورة مثل تونس والمغرب وحتى اسبانيا التي تشاركنا هذا التراث ليس فقط المتوسطي بل الاسلامي الحضاري أيضا؟