الجزائر - جدد الاتحاد الإفريقي تأكيده على بذل كل ما في وسعه من اجل التعجيل في إيجاد حل سياسي للصراع في ليبيا يحفظ وحدة البلاد وسلامة اراضيها. واكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ في بيان وزع يوم الثلاثاء بأديس أبابا تمسك الاتحاد الإفريقي بأهمية العمل على ايجاد حل سياسي للصراع في ليبيا . ودعا شركاء الاتحاد الإفريقي إلى العمل مع إفريقيا باتجاه إنجاز هذا الهدف. وتاتي تاكيدات الاتحاد الإفريقي على مواصلت مساعيه السلمية في الوقت الذي اصدرت فيه محكمة الجنايات الدولية مذكرة توقيف بحق العقيد معمرالقذافي ونجله ورئيس المخابرات وهو القرارالذي رفضته الحكومة الليبية وانتقدت توقيته العديد من الدول واعتبرته معرقلا للمساعي السلمية في البلاد. وفي هذا الاتجاه انتقد رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما قرار المحكمة الجنائية الدولية واعتبر ان من شانه "تقويض" الخطوات التي حققتها لجنة الاتحاد الإفريقي للوساطة في ليبيا حتى الان. و عبر الرئيس زوما عن " خيبة أمله " و" حزنه" لاتخاذ المحكمة هذا القرار على الرغم من مساعي الاتحاد الإفريقي من خلال لجانه المتخصصة معربا عن اعتقاده بان هذا التطور" سيقوض عمل اللجان المتخصصة الإفريقية بخصوص التزام السلطات الليبية بقيادة القذافي من جهة والمجلس الوطني الانتقالي من جانب آخر لانهاء الصراع في ليبيا. و يذكران اعلان قرار المحكمة الجنائية الدولية جاء بعد يوم واحد من اجتماع وسطاء الاتحاد الإفريقي حول ليبيا يوم الأحد الماضي في بريتوريا (جنوب إفريقيا) حيث اعلن عن قرار القذافي بعدم المشاركة في المفاوضات لإنهاء النزاع في هذا البلد. وكانت الحكومة الليبية قد عبرت عن رفضها لقرار محكمة الجنايات الدولية معتبرة أن التهم التي ساقتها المحكمة المذكورة تهم " كيدية وملفقة". وقال وزير العدل الليبي محمد القمودي في مؤتمر صحافي أن قرار المحكمة الجنائية الدولية يعد "غطاء للناتو الذي حاول اغتيال معمر القذافي". مذكرا بان "ليبيا ليست طرفا في نظام معاهدة روما" التي نصت على انشاء المحكمة الجنائية الدولية و"لا تقر باختصاصات المحكمة". ومن جانبه أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن أمله بألا يترك قرارالمحكمة الجنائية الدولية بتوقيف العقيد الليبي معمر القذافي "أثرا سلبيا" على الوضع الليبي. ونقلت وكالة "نوفوستي" عن لافروف قوله إنه يأمل ألا تشكل مذكرة التوقيف بحق القذافي "عقبة إضافية" على طريق الحراك الدولي لحل الأزمة الليبية. وتنخرط الاممالمتحدة في مسعى دولي يضم الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الاوربي وعدد من الدول لانهاء الصراع في ليبيا بالطرق السياسية وهو ما اكدة نائب الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو في تقريره أمام مجلس الامن ليلة أمس الثلاثاء. وقال المسؤول الاممي ان مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى ليبيا عبد الله الخطيب سيواصل اتصالاته مع طرفي النزاع في ليبيا لمحاولة تضييق حجم الخلافات بينهما ليبدأ محادثات غير مباشرة لافتا الى أن النقاشات دارت حول الحاجة إلى "إنهاء القتال والاتفاق على ترتيبات انتقالية مرتبطة بالعملية السياسية بالإضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية". وتبدو الحاجة الى مسعى سياسي في ليبيا ملحة اكثر فاكثر بعد الجمود الذي تشهده العلميات العسكرية على الارض بعد مرور 100 يوم من بداية عمليات "الناتو" في ليبيا والتي تشهد تراجع بعد بروز خلافات "مالية وسياسية " داخل "الناتو" بسبب عكوف الاغلبية عن تمويل او المشاركة في المجهود الحربي للحلف في هذا المستنع الجديد الذي دخله. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الليلة الماضية إنه يتعين على الأعضاء الاوروبيين في حلف "ناتو" "توحيد تمويلاتهم الدفاعية لمواجهة الانخفاض في قوتهم العسكرية" مؤكدا إن الحملة الجوية على ليبيا قد أظهرت "أوجه نقص خطيرة" بين الحلفاء في "الناتو" وستحتاج الحكومات الاوروبية إلى "الاتفاق على أولويات دفاعية مشتركة لحل هذه المشكلة". غير ان صحيفة "الجارديان" البريطانية ترى ان الحرب في ليبيا "جد مكلفة وانه لايمكن الانتصار فيها " مبرزة ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وغريمه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وهما اهم مبادرين لهذه الحرب يبديان مقاومة لهذه القناعة في "محاولة لحفظ ماء الوجه". وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم إن كاميرون وساركوزي "شرعا في الحرب على أساس ما أصبح واضحا الآن أنه "إساءة لفهم الموقف في ليبيا بصورة مثيرة للسخرية" ,وأن كلا منهما يحاول "طلب النصر قبل الانتهاء من الحرب". وفي اشارتها الى الخلافات داخل "الناتو" بشان الالتزامات التي تم التعهد بها لدعم المعارضين أكدت الصحيفة أن "دعم الحملة في ليبيا بدأ في التلاشي حيث اكتفت الحكومة الإيطالية بما أدته من عمليات قتالية وانضمت إلى الفريق المؤيد لوقف إطلاق النار,بل والأكثر من ذلك أن الجمهوريين في الولاياتالمتحدة حاولوا إعلان أن الحرب غيرقانونية ,مطالبين بابعاد بلادهم عن المشاركة فيها". و أوضحت الصحيفة أن المدنيين في ليبيا أصبحوا ضحايا لقصف الناتو بشكل متزايد وهو ما لم تشهده حروب حديثة أخرى ..وقالت " إن وجهة نظر قادة المعارضة في بنغازي الذين يرون أنه سيكون هناك حل بحلول شهر اوت هي وجهة نظر يؤيدها الاتحاد الإفريقي والصين وروسيا والهند وتركيا من بين دول كثيرة تحث على إنهاء العمليات العدائية".