الجزائر - شهدت مدينة حماة الواقعة وسط سورية يوم الاحد اشتباكات دموية بين قوات الجيش التي اقتحمت المنطقة فجرا ومتظاهرين راح ضحيتها عشرات القتلى و الجرحى الامر الذي يزيد من حدة التوتر و الانزلاق في الانفلات الامني. و أكدت مصادر اعلامية نقلا عن منظمات لحقوق الانسان سورية مقتل اكثر من 100 شخص معظمهم فى مدينة حماة خلال المشادات بين قوات الأمن السورية ومتظاهرين و اصابة العشرات بجروح وصفت بالخطيرة و هذا عقب اقتحام الجيش والأمن السوري المدينة فجرامن ثلاثة محاور وهي طريق السلمية وطريق حمص وطريق حلب. و على خلفية التطورات الامنية الدامية في المدينة وعدد من المدن السورية الاخرى قال عمر ادلبي المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية "استطعنا التوصل إلى أسماء أكثر من 20 شهيدا فقط نظرا لعدم إمكانية التوصل لمعلومات دقيقة بشأن كافة الضحايا بسبب الحصار واجتياح المدن من كل الاتجاهات والمحاور". وأشار المصدر إلى أن الجرحى الذين سقطوا جراء العمليات العسكرية التى يشنها الجيش فى عدد من المدن يتم علاجهم فى العديد من المستشفيات الميدانية التى أقامها الشباب فى الأحياء التى تشهد عمليات اقتحام واسعة. من جهته قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي ان اكثر من 100 شخص قتلوا من بينهم 95 فى مدينة حماة وحدها خلال حملة أمنية عسكرية تقوم بها السلطات السورية في عدد من مدن البلاد موضحا ان 12 قتيلا سقطوا في مدينة دير الزور (شرق البلاد) بينما سقط أربعة قتلى في مدينة الحراك بمحافظة درعا (جنوب البلاد). و اعتبر اقتحام مدينة حماة من طرف قوات الجيش في وقت مبكر اليوم جاء بعد حصار للمدينة دام شهرا تقريبا ياتي كرد على المظاهرات الاحتجاجية الواسعة المناوئة للنظام التي شهدتها حماة. من جانبها قالت مصادر رسمية سورية ان عنصرين من قوات حفظ النظام قتلا برصاص "مجموعات مسلحة في حماة" مشيرة إلى أن هذه المجموعات "قامت بإحراق مخافر الشرطة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وأقامت الحواجز والمتاريس وأشعلت الإطارات في مداخل وشوارع المدينة". وتأتي عملية اقتحام مدينة حماة متزامنة مع بدء عملية أمنية عسكرية واسعة تشهدها محافظة دير الزور حيث اقتحمت دبابات الجيش المدينة من محاور عدة وسط إطلاق نار كثيف وذلك منذ فجر يوم أمس السبت في الوقت الذي تشهد فيه مدينة البوكمال وهي ثاني مدن محافظة دير الزور حملة تمشيط واعتقالات واسعة يقوم بها مئات من قوات الجيش والأمن بحسب ريحاوي. واثر تطورات الاحداث في سورية في اعقاب الاشتباكات بين قوات الجيش و المحتجين في عدد من المدن السورية تعالت الاصوات الداعية إلى وقف العنف ضد المتظاهرين السلميين وتسريع عجلة الاصلاحات في البلاد بغرض احتواء الازمة و تفادي امكانية الانزلاق في الانفلات الامني. و ناشد وزير الخارجية الايطإلى فرانكو فراتينى النظام السورى "الكف الفورى عن كافة اشكال العنف" و"البدء بحوار شامل مع المعارضة". من جهتها طالبت الحكومة الالمانية بوضع "حد فورى لاعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين" داعية مجلس الامن إلى التحرك ازاء اعمال العنف. أما بريطانيا فقد دعت على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ إلى وقف "الهجوم الدموى ضد المتظاهرين فى مدينة حماة" مؤكدة على "ان مثل هذه الاعمال ضد المدنيين الذين يحتجون سلميا باعداد ضخمة فى المدينة منذ عدة اسابيع غير مبررة". وأدان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه "استمرار وتصاعد وتيرة العنف والقمع في سورية" على ضوء العمليات التي شنها الجيش السورى اليوم في مدن حماه ودير الزور وأبو كمال مما أدى إلى مقتل عشرات الاشخاص. تشهد سورية موجة احتجاجات منذ منتصف مارس الماضي اسفرت عن مقتل حوإلى 1500 مدنى واعتقال اكثر من 12 الفا ونزوح الالاف,وفق منظمات حقوق الانسان.