تبسة - أصبحت أسواق مدينة تبسة المجاورة للحدود الشرقية مع تونس منذ عدة أيام الوجهة المفضلة لعديد المواطنين التونسيين من أجل التسوق وشراء ما يلزمهم حسب ما لوحظ بعين المكان. وتعرف أسواق تبسة هذه الأيام إقبالا واسعا من طرف المواطنين التونسيين الذين يتوافدون إليها بشكل منتظم جماعات و فرادى لاقتناء ما يلزمهم من مواد غذائية وملابس تحسبا لعيد الفطر وكذا من أدوات كهرومنزلية يجدون بأن أسعارها أقل مما هي عليه في أسواق بلدهم. ويتنقل هؤلاء الزوار إلى الجزائر عبر المراكز الحدودية الأربعة بالولاية حيث يعد مركزا "بوشبكة" و"لمريج" الأكثر ارتيادا اذ سجل لوحدهما حوالي 1.000 مسافر في اليوم ذهابا وإيابا. ويشهد مركزا رأس الوادي وبطيطة حركة أقل من طرف الزوار التونسيين مقارنة بالمركزين الحدوديين الآخرين حسب ما أوضحته مصالح شرطة الحدود بالولاية التي ذكرت أن جميع المراكز الحدودية تسخر نفس ظروف الاستقبال. وفي واقع الأمر فإن الزوار التونسيين يقصدون هذه الولاية لشراء ما يلزمهم من مواد غذائية من أجل تلبية احتياجاتهم من السلع التي اما لا توجد ببلادهم أو تكلف أكثر. كما أن بعض هؤلاء الزوار من التجار يتزودون من أسواق الجزائر لملأ محلاتهم بهذه المنتجات. و في هذا الصدد يشير السيد مزيان وهو يقطن مدينة قفصة غرب تونس والذي التقت به واج بمحل لبيع الملابس برفقة زوجته وطفليه أنه حل بهذه المدينة التي تبعد ب 40 كلم من الحدود لشراء مختلف المتطلبات من بينها كسوة الأطفال تحسبا لعيد الفطر المبارك والدخول المدرسي. ويبدو أن هذا التونسي ذا ال40 سنة راض عن الجولة التي قام بها لاأسواق الولاية حيث أشاد بكرم وحسن ضيافة المواطنين الجزائريين له ولعائلته .كما أشار كذلك إلى توفر منتجات "ذات نوعية" بأسعار مغرية مثل طاقم ملابس من قطعتين لطفلة في العاشرة من العمر والذي يجد بأن ثمنه أقل بكثير من تونس. ومن جهتها تقول السيدة جميلة وهي مواطنة تونسية في الخمسين من العمر أنها "اعتادت قصد الأسواق الجزائرية خاصة أسواق تبسة والعلمة (سطيف) وعين فكرون (أم البواقي) منذ بضعة شهور لاقتناء مختلف السلع التي تعيد بيعها في بلادها. وتجد جميلة الأسعار الممارسة بالجزائر بالنسبة لعديد المنتجات "مغرية" من أجل تسويقها إلى تونس خاصة بالنظر للتحويل الموازي للعملة التونسية اذ أن الدينار التونسي الواحد يحول بالسوق الموازية لتبسة ب70 دج .وقد كان يحول قبل الأحداث التي شهدتها تونس ومن ثم ليبيا ب 64 دينار. وأشار تجار بتبسة صادفتهم "وأج" أن وجود المواطنين التونسيين بالمنطقة "أمر عاد ومفيد" خاصة وأن المواطنين التونسيين يأتون إلى الجزائر بشكل منتظم للقيام بمشتريات و"هو ما يعود بالإيجاب على اقتصاد الولاية الذي يعاني من التهريب". واعتبرمواطنون آخرون من المنطقة أن إقبال التونسيين على أسواق المنطقة يترتب عنه لهيب الأسعار خاصة في ما يتعلق بالملابس الأكثر طلبا في مثل هذه المناسبة حيث لم تعد في متناول ذوي الدخل المحدود. وأجمع الكل بأن تدفق المواطنين التونسيين على البلاد زاد بعد تأزم الوضع في ليبيا. فبالنسبة لأحد التجار بسوق تبسة الذي أصبح لديه زبائن كثر من تونس فإن عدم استقرار الوضع في ليبيا وغياب الأمن دفع بالعديد من جيراننا التونسيين الذين اعتادوا التوجه إلى هذا البلد من أجل القيام بمشترياتهم إلى تحويل وجهتهم المفضلة نحو الجزائر. وفضلا عن ذلك يوصف معدل التحويل الموازي ب"الهام جدا" من طرف المواطنين التونسيين الذين وجدوا ضالتهم بأسواق الجزائر.