الجزائر - توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نيويورك اليوم على رأس وفد فلسطيني كبير تمهيدا للمشاركة في أعمال الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة وتقديم طلب عضوية دولة فلسطين لمجلس الأمن الدولي. وقال وزير الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي إن عباس سيعقد خلال مشاركته في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة سلسلة لقاءات مكثفة مع زعماء ومسئولي العالم لشرح الموقف الفلسطيني من طلب عضوية الأممالمتحدة. وقال ان العديد من الدول المشاركة في اجتماعات المنظمة الدولية طلبت لقاء الرئيس الفلسطيني بغرض الاستماع إلى الموقف الفلسطيني قبل تقديم طلب العضوية من مجلس الأمن الدولي وفتح التصويت بشأنه. ونفى وجود أي ترتيبات رسمية حتى الآن لعقد اجتماع ثنائي بين عباس والرئيس الأمريكي باراك أوباما موضحا ان الرئيس عباس سيشارك في مراسم افتتاح اجتماعات الجمعية العامة وحفل الاستقبال السنوي الذي يقيمه الرئيس الأمريكي لزعماء العالم لكن لا يوجد أي طلب أمريكي رسمي بعقد اجتماع ثنائي منفرد بينهما حتى اللحظة. وحسم الرئيس عباس في خطاب وجهه الجمعة إلى الشعب الفلسطيني في امر تقديم طلب للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين على الحدود المحتلة عام 1967 من مجلس الأمن الدولي رغم معارضة كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل لذلك. لكن حركة التحرير الوطنى الفلسطينى (فتح) كبرى الفصائل الفلسطينية اكدت أن سياسة التهديد بمحاصرة السلطة الفلسطينية ماديا والتلويح الأمريكى باستخدام حق النقض (فيتو) لن يثنى القيادة الفلسطينية عن التوجه إلى الأممالمتحدة. وقال الناطق باسم الحركة فايز أبوعيطة اليوم الأحد - إن ضغوط الإدارة الأمريكية على السلطة الفلسطينية مناف لقيم العدالة والحرية والديمقراطية , مؤكدا أن الوقوف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطينى هى مسألة أخلاقية. ويعقد المجلس الوطني الفلسطيني اجتماعا موسعا غدا الاثنين في رام الله لاعضاء المجلس المقيمين في فلسطين دعما لقرار الرئيس الفلسطسني. وقال رئيس المجلس سليم الزعنون في بيان اليوم ان هذا اللقاء يأتي ضمن الجهود والنشاطات التي يقوم بها المجلس الوطني لمتابعة التطورات الخاصة باستحقاق سبتبمر. و يعارض بعض قيادي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) موقف السلطة الفلسطينية من الذهاب إلى الاممالمتحدة لطلب العضوية ووصف إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة هذه الخطوة ب" مغامرة سياسية لا تعبر عن إرادة فلسطينية عربية". غير ان كبير المفاوزضين الفلسطينيين صائب عريقات اتكد أن الذهاب للأمم المتحدة لطلب العضوية غير مرتبط باستئناف المفاوضات مع إسرائيل ولا يمكن ان يكون على حساب أي من الثوابت والمطالب الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة. وسيقدم محمود عباس طلب الاعتراف لمجلس الأمن بصفته رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دولة فلسطين. ويلقى توجه القيادة الفلسطينية إلى الاممالمتحدة لطلب عضوية فلسطين دعما من طرف العديد من الدول والشخصيات الدولية. وفي هذا الاطار أكدت شخصيات مجموعة الحكماء ( الاتحاد الافريقي ) التي يرأسها القس الجنوب افريقي ديسموند توتو اليوم الأحد أنها "ترحب" بجهود السلطة الفلسطينية الرامية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية من قبل الأممالمتحدة. و أعربت هذه الشخصيات عن "يقينها" من أن هذا الإجراء "من شأنه تغيير ديناميكية مسار السلام في الشرق الأوسط في اتجاه إيجابي". و دعت هذه الشخصيات في رسالة وجهت إلى الحكومة الفرنسية و وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى " تبني موقف مشترك من أجل إعداد لائحة من شأنها تدعيم الحق الشرعي للشعب الفلسطيني لإقامة دولة". ولا يتبنى الاتحاد الاوربي توجه القيادة الفلسطينية ويرى استئناف محادثات السلام هو "الحل الوحيد". وقالت متحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون اليوم "ما زلنا نعتقد ان حلا بناء قادرا على حشد اكبر دعم ممكن ويسمح باستئناف المفاوضات هو السبيل الافضل والوحيد للتوصل إلى السلام وحل الدولتين الذي ينشده الشعب الفلسطيني". ونظمت اللجنة النرويجية الموحدة من أجل فلسطين مظاهرة أمام البرلمان النرويجى اليوم الأحد لمطالبة المجتمع الدولى بالوفاء بوعوده بالاعتراف بدولة فلسطين, وحشد الرأى العام العالمى لهذه الدولة باعتبارها حقا مشروعا للشعب الفلسطينى. وعلى صعيد اخر حذرت السلطة الفلسطينية يوم الأحد من خطط إسرائيلية رسمية لتصعيد هجمات المستوطنين على الأراضي الفلسطينية " بغرض جر المنطقة إلى دوامة من العنف وتخريب جهود التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة". وقال مدير المركز الإعلامي الحكومي للسلطة غسان الخطيب ان موقف الحكومة الإسرائيلية يتطابق مع هجمات المستوطنين بغرض "التشويش" على الجهود الفلسطينية لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الاممالمتحدة.