الجزائر - عرف الوضع الامني بسوريا انعطافا خطيرا اثر التفجير الانتحاري الذي هز يوم الجمعة حي الميدان بوسط دمشق والذي حذرت المجموعة الدولية من تداعياته في احتمال تعميق الازمة السورية التي ستكون من جديد على طاولة اجتماع اللجنة الوزارية. واصدرت وزارة الداخلية السورية تحذيرا عقب التفجير الذي اعتبرته "تصعيد إرهابي جديد" واكدت انها " ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن". ودعت الوزارة "المواطنين إلى ممارسة دورهم بالتعاون مع الجهات المختصة في الإبلاغ عن أية حالة مشبوهة وتقديم أية معلومات تتوفر لديهم تتعلق بنشاط الإرهابيين وتحركاتهم لبتر يد الإرهاب المجرم التي تحاول استهداف أمننا ووطننا". وكان إنتحاري فجر نفسه عند إحدى الإشارات المرورية بالقرب من مدرسة حسن الحكيم للتعليم الأساسي في منطقة الميدان المكتظة بالسكان مما ادى الى مقتل 26 شخصا واصابة 63 اخرين أخرين الى جانب الاضرار البالغة التي الحقها بالمجمعات السكنية والمحلات القريبة من مكان وقوعه. ويأتي هذا التفجير في الوقت الذي تواصل فيه بعثة المراقبين العرب مهمتها بسوريا والمتمثلة في الاطلاع على مدى التزام السلطات السورية بتطبيق الخطة العربية الرامية الى وقف العنف في البلاد . وزار وفد من بعثة المراقبين العرب موقع الانفجار بحي الميدان فور وقوعه لمعاينة الحادث والاطلاع على نتائج الخراب الذى لحق من جراءه. وستعقد اللجنة العربية الوزارية بشأن سوريا يوم غد الاحد اجتماعا في العاصمة المصرية القاهرة . وستناقش اللجنة في اجتماعها الذي يشارك فيه الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل التقرير الأول لرئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي. وتضم اللجنة الوزارية العربية التي تترأسها دولة قطر وزراء خارجية الجزائر ومصر والسودان وعمان والأمين العام للجامعة العربية. وأثار التفجير الانتحاري استياء دولي واسع ومخاوف من احتمال أن يزيد من التأزم الذي يعرفه الوضع بسوريا التي تعيش منذ مارس الماضي حركة احتجاجية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد أوقعت اكثر من خمسة آلاف بحسب أرقام الأممالمتحدة. وبأشد العبارات أدان مجلس الأمن الدولي التفجير وقال أن الإرهاب بكل أشكاله "يمثل أحد أخطر التهديدات للسلام العالمي والأمن". وأصدر رئيس مجلس الأمن سفير جنوب أفريقيا الدائم باسو سانغكو بيانا قال فيه أن أعضاء المجلس أكدوا على تصميمهم على محاربة جميع أشكال الإرهاب وذكروا الدول بضرورة " الحرص على أن الإجراءات المتخذة لمكافحة الإرهاب تتلاءم مع موجباتها تجاه القانون الدولي بالأخص حقوق الإنسان الدولية وقوانين اللاجئين والقانون الإنساني". من جهته أصدر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيانا اعرب فيه عن ادانته للتفجير وقلقه الشديد من الوضع المتدهور في سوريا . كما ادانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند الهجوم وقالت "لا نعتقد أن العنف هو الرد السليم على المشاكل في سوريا والحل يمكن في الانتقال الديموقراطي وفي تخلي الرئيس بشار الأسد عن السلطة " . وأشارت المتحدثة الأمريكية إلى أن مراقبي الجامعة العربية يبذلون قصارى جهدهم لكن السؤال المطروح هو إلى أى مدى يتعاون النظام السوري معهم. ويأتي انفجار أمس بعد أسبوعين من تفجير انتحاري مزدوج شهدته العاصمة دمشق أسفر عن مقتل 44 شخصا وإصابة 166 آخرين. ايران بدورها استنكرت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست التفجير الانتحاري واعربت عن ثقتها بأن الشعب والحكومة في سوريا سيفشلان هذه المخططات حسب تعبيره. وقال مهمانبرست ان "الاعداء يريدون من خلال هذه الاعمال الارهابية إشعال الحرب الاهلية وتجزئة البلاد واخضاع دمشق امام المحور الصهيوني - الامريكي". ومن فلسطين قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أنها "تدين وتستنكر العمل الإرهابي الإجرامي الذي وقع صبيحة هذا اليوم في حي الميدان بدمشق". ورأت الجبهة الديمقراطية "في هذا العمل الذي يراد منه النيل من إرادة الشعب السوري بالتقدم والحياة محاولة جديدة لتعميق الأزمة التي تمر بها سوريا الشقيقة ولتعطيل الجهود الحميدة المبذولة الهادفة إلى معالجتها".