قتل 25 على الأقل وجرح العشرات في تفجير وقع صباح أمس، في حي الميدان القديم بدمشق، وهو الانفجار الثاني من نوعه منذ وصول المراقبين العرب إلى سوريا وغداة جمعة أطلق عليها اسم ”إن تنصروا الله ينصروكم”· ونفى العقيد رياض الأسعد علاقة ”الجيش السوري الحر” بهذا التفجير وحمل النظام مسؤولية تدبيره· وقال مصدر رسمي سوري إن ”إرهابيا” فجّر نفسه قرب إشارة ضوئية على مقربة من مدرسة حسن الحكيم وجامع الحسن بحي الميدان بدمشق، مضيفا في تصريحات لوكالة ”يونايتد برس” أن هناك عددا من الجثث تحولت إلى أشلاء ويتم الآن جمعها ومحاولة التعرف على أصحابها وإحصاء عددها، وهو ما يمكن أن يرفع حصيلة الضحايا، وأكد أن وفد المراقبين العرب زار موقع الانفجار بحي الميدان لمعاينة وقائعه· وفي الأثناء، اتهمت أطراف في المعارضة السورية نظام بشار الأسد بأنه دبّر عملية تفجير دمشق، في محاولة لكسب التعاطف الدولي معه، وأوضح آخرون أن كاميرا التلفزيون السوري كانت مستعدة لتصوير الحادثة، وهو ما يفسّر سرعة عرض الصور غير المنطقية، على حد وصفهم· واللافت أن بعض الناشطين تحدثوا في وقت مبكر أمس، عن تجمع سيارات إسعاف في حي كفر سوسة القريب من حي الميدان قبل ثلاث ساعات من وقوع هذا الانفجار· كما استغرب مراقبون أن يتزامن تفجير دمشق قبل يومين من إعلان تقرير المراقبين العرب، وهو ما حدث قبل يوم من وصول الدفعة الأولى من المراقبين العرب إلى سوريا منذ أسبوعين، حين وقع تفجيران في دمشق، اتهمت على إثرها بسوريا تنظيم القاعدة بالوقوف خلفها· وقبل يومين من مناقشة الجامعة العربية التقرير الأول لبعثة المراقبين، وقع تفجير أمس، في دمشق أيضا وتحديدا في حي الميدان، ليسارع التلفزيون أيضا إلى وصفه ب”الإرهابي”·
وفي السياق ذاته، شهدت الأوضاع تطورا نوعيا بانشقاق محمود سليمان الحاج حمد المفتش الأول في الهيئة المركزية لرئاسة الوزراء ووزارة الدفاع السورية· وقال الحاج حمد في تصريحات لقناة ”العربية” إن انشقاقه عن النظام السوري هو رد فعل طبيعي لأي سوري حر، وأشار إلى أن هناك العديد من الضباط يريدون الانشقاق عن النظام إلا أنهم يخشون على أسرهم· وأضاف الحاج حمد قائلا ”الحكومة السورية بأكملها في معتقل ولا يستطيع أي من أفرادها التحرك إلا برفقة عناصر الأمن وكل منهم يود الانشقاق لكنهم يخشون على أسرهم وعائلاتهم، وبعضهم يتحدث بهذا الكلام ولكن ما باليد حيلة كيف ينشقون وكيف يخرجون من هذا السجن الكبير”· من ناحية أخرى، قال قائد ”الجيش السوري الحر” العقيد رياض الأسعد إن نظام بشار الأسد سيُجبَر على التنحي ”بالسلاح” ودعا لسحب المراقبين العرب بعد ”فشل مهمتهم”، في وقت تحدثت فيه قطر عن أخطاء في عمل البعثة، وطلبت مساعدة فنية أممية· وفي لقاء بشبكة ”سي إن إن” الأمريكية، قال الأسعد الذي يقود عددا غير محدد من الضباط والجنود المنشقين عن الجيش السوري، ”لا نستطيع الإطاحة بالأسد عن طريق المظاهرات السلمية، لذلك سوف نجبره على التنحي بواسطة السلاح”، وتحدث عن عمليات ”ضخمة” يخطط لها ”الجيش الحر” هذا الأسبوع·